ما الذي يكتبه الفرنسي الان على صفحته في الفيس بوك ؟ ..نسبة كبيرة من الفرنسيين مشغولة بمناقشة, سياسة بلدها والإجراءات الأخيرة حول انفراط عقد الإتحاد الأوروبي , ونسبة أخرى وإن كانت ضئيلة , معنية بالحفاظ على الوحدة الأوروبية , وهناك مجموعات ما زالت تطالب بالحفاظ على قيم الجمهورية وعدم السماح لليمين المتطرف ...باستغلال الحدث وحصد المكاسب الانتخابية .
في بلدنا القصة مختلفة , فقد مررنا بأزمة الفيضانات في عمان , ولم يكن هناك إتجاهات على الفيس بوك في مناقشة ما حدث , الجميع انخرطوا في حرب (المناهل) ...حتى الإعلام الرسمي هو الاخر انخرط فيها ..وتمت إدانة أمانة العاصمة ...الغريب أنه لم تنشأ الاراء المختلفة ...ولكن الجميع مشوا على مسار واحد.
في فرنسا الهاجس الموجود لدى (الاشتراكيين) والقوى المعتدلة ,هو حماية الجمهورية ليس من الإرهاب فقط ولكن من قوى اليمين , لأن البعض يعتقد أن أوروبا بعد هذه الأحداث مقبلة , على اليمين المتطرف ..المنغلق , الذي يرفض الانفتاح ..والهجرة ويريد إغلاق المساجد ....وهذا الأمر كفيل بتغير وجهها, وبنسف الاتحاد الأوروبي ...كمشهد متقدم للتعاون.
الهاجس الموجود لدينا كان إزالة عقل بلتاجي, وتحميله مسؤولية ما حدث ..والهجوم كان حادا وصارخا , وأخذ منحنى السخرية , فقد استخدمت (القشاطات) في عرض الصور التي تتحدث عن المأساة, وبرزت تهمة الفساد أيضا ..والأهم من كل ذلك , أننا لم نستمع لأي رأي تقني , في المشهد كان همنا فقط ..هو إدانة الأمانة .
في فرنسا مع أن ما حدث هو إختراق أمني للمنظومة كاملة , إلا أن إعلان حالة الطوارئ لم يقابل بأي رفض من الشعب , ولم يتحدث أحد عن إختراق المنظومة الأمنية , ولم يقم أي حزب بإدانة الإستخبارات الفرنسية أو تحميلها مسؤولية المجزرة التي حدثت ..
ما أريد قوله , حين تمر الأزمة بأزمة ..فإن ردات الفعل لدى الشعوب تكون غالبا مرتبطة بكيفية الخروج من الأزمة , لم أشاهد أحدا يشتم (أولاند) حتى المحللين الفرنسيين الذي يظهرون على الشاشات لم يقم أي منهم , بالإساءة إلى وزير الداخلية ...لدينا الصورة مختلفة تماما , فأزمة ( المناهل) أنتجت شتائم تكفي كرصيد لاينفد ولأعوام طويلة ...
بين أزمة المناهل لدينا وأزمة الإرهاب في فرنسا ..تقف في حيرة مطولا وتسأل لماذا يأخذ الصراع ..جزءا كبيرا من خطابنا الشعبي والسياسي , بالمقابل دولة مجروحة مثل فرنسا ...يأخذ الهدوء والتروي جزءا كبيرا من خطابها وحوار شعبها ....لا أعرف ؟ ...ولكني مؤمن أني سأواجه بنفس الطريقة التي واجه البعض فيها أزمة المناهل ...وسيرجم المقال .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو