الأربعاء 2024-12-11 09:21 م
 

تركيا وعين العرب وحجم المناورة !

08:58 ص

وضع أكراد سوريا مع الأتراك، مشابه لوضع أهلهم في العراق مع إيران في مطالع السبعينيات من القرن الماضي:اضافة اعلان

- فقد كان الشاه يخشى النظام العراقي ويخطط لاضعافه داخلياً بتشجيع الملا مصطفى البرزاني وثوار الشمال العراقي. وفعلاً طلب الشاه من الرئيس الأميركي مساعدة الأكراد ووافق الرئيس، وطلب تخصيص 25 مليون دولار لشراء أسلحة شرقية وتزويدهم بها.
- وعام 1974 توصل الشاه مع الرئيس صدام حسين (وكان وقتها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة) إلى اتفاق بشأن شط العرب، وتصوّر الشاه بأن الأجواء مع العراقيين لم تعد كما كانت فباع الأكراد العراقيين، ووجد كيسنجر وقتها أنه لا لزوم لتزويد الملا برزاني بالأسلحة المشتراة.. لانه وافق الشاه على ان هذه المعونة ستشجع أكراد إيران على الثورة!!. وكانت أحداث لبنان قد بدأت، فذهبت الأسلحة إلى المتحاربين هناك!
الآن تحشد تركيا دباباتها ومدافعها بمواجهة عين العرب، وينسى اردوغان تصريحه قبل اسبوعين بأن تركيا لن تسمح لداعش باحتلالها!! لكن الجيش التركي لم يتحرك حتى بعد احتلال جزء كبير من البلدة.. وحتى بعد تظاهرات اكراد تركيا، وتهديد اوجلان الزعيم السجين بالغاء الترتيبات التي توصل اليها مع اردوغان، اذا لم تسمح تركيا لحزب العمال الكردستاني بنصرة اكراد سوريا.. فأردوغان يفاوض على ثمن دخول دباباته:
- فهو يعرف ان دخول حرب في سوريا (والصدام مع روسيا وايران) سيكون مكلفاً، وسيؤثر تأثيراً كبيراً على اقتصاد تركيا المنتعش ويؤثر بالتالي، على شعبية اردوغان!! ولذلك فمطالبه السياسية هي ايجاد منطقة عازلة في شمال سوريا توقف تدفق اللاجئين، وتؤكد الاطاحة بنظام الاسد لصالح حلفاء اردوغان الاخوان المسلمين.
- ومطالب اردوغان وراء الكواليس هي خمسون مليار دولار، يريدها من دول الخليج العربية ومن أميركا، تعويضاً لخسائره التجارية مع إيران وروسيا!
بشار الأسد ليس في ذكاء صدام حسين، واردوغان السريع الغضب ليس في عمق محمد رضا بهلوي وبلدة عين العرب ليست في حجم الاتفاق على اقتسام شاطئ شط العرب: الإيراني وعليه عبادان، والعراقي وعليه البصرة!!. وبالمقابل فوزير خارجية أميركا كيري لا يشبه أبداً سلفه هنري كيسنجر، ولذلك تستعصي حال عين العرب، ودور تركيا، وغباء النظام السوري في الاستراتيجيات فذكاء النظام محدود بلعبة المخابرات!
للأردن تصوّر آخر، ودور آخر. وخسارتنا الاقتصادية أكبر نسبياً من خسارة تركيا في الأزمتين السورية والعراقية، ونعتقد أننا نلعب دورنا بذكاء.. وبمساحة مناورات لا تخرج عن حدودها الأخلاقية القومية!
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة