الإثنين 2024-12-16 12:24 ص
 

حرام .. يا أولاد الحرام

09:28 ص

في كل التفاصيل التي وصلت إلينا حول استشهاد القاضي رائد زعيتر , غاب تفصيل واحد مهم وهو :- أننا لا نعرف اسم الجندي الذي أطلق عليه النار ولا رتبته ...ولكننا نعرف شيئا واحدا وهو:- أن حجم الدناءة التي يتمتع بها جنود إسرائيل مرتفع جدا .

اضافة اعلان


لو كان الذي عبر الجسر كنديا أو فرنسيا أو حتى من موزامبيق , لما تجرأ هذا الجندي على التعامل معه بهذه الكيفية , ولكن لأنه فلسطيني وأردني ... يصبح الدم مباحا ويصبح القتل فعلا عاديا ...
أظن أنه حصل على إجازة ويطوف في شوارع تل أبيب الان , وربما يروي لعائلته وأصدقائه كيف أطلق النار وكيف قتل رائد بدم بارد ...وهو في النهاية كسائر جنود إسرائيل ستكتشف أنه :- (صايع) ...غير منضبط , ولأنه كذلك تم نقله للمعبر ....وستمر الحادثة ويعود بعدها للقتل , هي المرة الأولى التي تكون صعبة , وفي المرة القادمة سيصبح القتل سلوكا مسليا .


بالمقابل رائد زعيتر , قاض مجتهد , وإنسان وأب ..ومن يظن أن الجندي المدجج بالسلاح إنتصر على زعيتر فهو مخطيء , ذاك أن الدم الفلسطيني في لحظة ما ينتصر على الرصاص ...وهذا الشاب عرى جبنهم , عرى تفاهتهم ..وعرى وجه إسرائيل الخائف القلق ...وهم يدركون في قرارة أنفسهم , أن الشهيد زعيتر لم يكن يحمل حزاما ناسفا , ولم يكن يخطط لعملية ما ...هو كان يدافع عن كرامته فقط ...في حين أن الجندي الإسرائيلي كان رهين جبنه وخوفه .


الناس هنا غضبت , وكنت أود في لحظة من التأمل أن نحتفل برائد زعيتر ...أكثر من غضبنا لأجله , لأن كرامة الفلسطيني ما زالت حاضرة وقوية , لأن الفلسطيني لايخاف من سلاحهم ولا من رصاصهم ....ولأن الفلسطيني يقبل على الموت بشجاعة , بالمقابل تبقى إسرائيل خائفة ..وتقبل على الحياة بخجل .


رائد زعيتر كان أمامه مستقبل حافل , كان من الممكن أن يتدرج في سلك الوظيفة كان من الممكن أن يكون علما من أعلام القضاء , ولكنه في لحظة رمى كل شيء خلفه واشترى كرامته , لم يصمت ولم يذل أمام وقاحة وصلف جندي يهودي ....وتلك ميزة الفلسطيني أنه يقبل على الشهادة دون أن يضع إعتبارا للجغرافيا أو المنصب أو المال أو العائلة هو يقبل كفلسطيني فقط ....مدجج بالكرامة والرفض , في حين أن اليهودي يقبل على القتل , تعبيرا عن الخوف ....تعبيرا عن القلق , وحماية لوجوده الطاريء .


رائد زعيتر إستشهد على المعبر , ولكنه بإستشهاده أكد أن فلسسطين حية ...وهذا هو ديدن الفلسطيني في كل شهادة يمنح وطنه حياة جديدة ...


في حين أن الإسرائيلي لايعرف معنى حرمة الدم ..والذين لايعرفون أن الدم البشري حرام هم أولاد الـ ...... فقط.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة