الأربعاء 2024-12-11 05:49 م
 

حرب غزة الموازية

01:11 ص

ما يجري على أرض غزة حرب اولى عنوانها العدوان الصهيوني الذي يجتاح ا?رض وا?نسان ويمارس القتل وا?جرام. وهي حرب ليست ا?ولى ولن تكون ا?خيرة.اضافة اعلان

وعلى الأرض السياسية وفي ا?قليم حرب موازية تستعمل مايجري على ارض غزة من احداث ودماء وقصف في صراع المحاور في ا?قليم طرفها ا?ول مصر وقيادتها من جهة ومحور ا?خوان وحماس وقطر وتركيا من جهة اخرى، وهذه الحرب كانت ساحتها ا?ساسية المبادرة المصرية التي نسمع من انصار ا?خوان وحماس وصفا لها بانها تخاذل وخنوع للاحتلال، ونسمع من المؤيدين لها وصفا بانها ?تختلف في جوهرها عن المبادرة المصرية التي كانت زمن محمد مرسي الذي قدم تلك المبادرة وكان وسيطا بين حماس واسرائيل ?نهاء عدوان سابق.
لكن العدوان ا?خير جاء في توقيت مازالت فيه الحرب بين الدولة المصرية وا?خوان المسلمين مشتعله، واحكام القضاء المصري بحق قيادات الجماعه تتوالى، كما ان عمليات ا?رهاب والتفجيرات مازالت على ا?رض المصرية ، وحماس وفق الدولة المصرية تنظيم ارهابي ومتهمة من مصر بانها تعبث با?رض المصرية، ووفق هذه المعطيات لم يكن ممكنا ان تعمل مثلا لخدمة حماس كما ان حماس وا?خوان لم يكن متوقعا منهم ان يعطوا الرئيس المصري ليقود مبادرة سياسية تنهي العدوان وتعيد لمصر دورها وحضورها، وهذا ايضا لم يكن متوقعا من دول مازالت تخوض حربا ضد مصر سياسيا واعلاميا مثل قطر وتركيا، ولهذا كان ما شهدناه جميعا من اتهامات للمبادرة المصرية من جهة ، وما تعلنه الحكومة المصرية من اتهامات وغضب من حماس.
انها بقايا معركة ا?خوان مع محور عربي وقف الى جانب الجيش والقوى المصرية المناهضة لحكم ا?خوان قبل عام تقريبا، لكن من سيدفع ثمنها دم الشعب الفلسطيني، وساحته غزة التي يتصاعد العدوان فيها ويستمر الى حين الوصول الى تهدئة توقف العدوان، لكن ا?تفاق قبل ان يستقر بين حماس واسرائيل ?بد ان تسبقه تهدئة بين ا?خوان وحماس والدول التي خلفهم من جهة ومصر من جهة اخرى.
ليس متوقعا من حماس وا?خوان ودول محورهم ان يسمحوا للقيادة المصرية التي عزلت ا?خوان وصنفت ا?خوان وحماس بان تظهر في الصف ا?ول وتستعيد دور مصر العربي، ولم يكن متوقعا من القيادة المصرية ان تكون السلم الذي يستعيد فيه ا?خوان عبر معركة غزة حضورهم، لهذا فالمعركة خارج غزة مشتعله لكن على حساب دماء ا?برياء من اهل غزة، وعلى حساب الدمار الذي نشاهده جميعا.
مانقوله ?يعني ان المبادرة المصرية كاملة ا?وصاف لكن ماهو مؤكد ان كثيرا من الراي العام الذي يرفض المبادرة لم يطلع عليها، وحتى حماس في موقفها السياسي كانت تقول ان المبادرة تحتاج الى تعديل، وجزء من رايها كان مطالبة بمطالب وشروط مثل افراج عن معتقلين وفتح المعبر المصري ووضعه تحت اشراف دولي واقامة مطار....وغيرها من الشروط.اي ان المبادرة كان يمكن قبولها مع تعديلات.
لكن المشكلة ليست فقط بمضمون المبادرة بل في الحالة السياسية للإقليم والخلاف بل الحرب بين ا?خوان ومصر، وسرعة اطلاق المبادرة المصرية جعل خصوم مصر مضطرين لتعطيلها،لكن نتنياهو ظهر امام الراي العام العالمي وكانه من يقبل المبادرة وحماس ترفضها ثم بادر للهجوم البري.
ليس القصد الدفاع او الهجوم على المبادرة او موقف حماس، لكن ا?شارة الى ان غزة اليوم ستدفع ثمنا لحرب تحالفات المنطقة، وثمنا للحرب بين مصر وا?خوان وحماس، فليس مسموحا من البعض ان يسجل الرئيس المصري انجازا اقليميا وعربيا ، وربما ?يمر وقت طويل قبل ان تظهر مبادرة ?تختلف في جوهرها هما هو موجود لكنها تحمل هوية محور او دولة اخرى، لكن العدو سيستغل كل لحظة لمصلحته والدم الفلسطيني واعداد الضحايا ستزداد.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة