الوكيل - 'الصيد تحت النيران على سواحل غزة ' تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية عايش خلاله مراسل الجارديان في القطاع رعب الصيادين والتهديدات الاسرائيلية المتواصلة باطلاق النار عليهم .. في المقال الذي نقلته الجارديان يكشف الصحفي معد التقرير ان 'بلفور' صاحب الوعد المشؤوم باعطاء فلسطين ارضا للاسرائيليين يمت له بصلة ويكون 'عم جدته' اي بمعنى اقرب كما حفيده لبلفور .. لم يكشف الصحفي للصيّاد الحقيقة لكنه اعترف في مقاله بمسؤولية بريطانيا وبلفور عن وجود اسرائيل في المنطقة !.
الوكيل الاخباري ينشر نص تقرير الجارديان مترجماً كاملاً :
يسرد اليكس رينتون ذهب في الثامن من ديسمبر ليجرب كيف هو حال ان تكون صيادا في واحدة من اكثر الاقاليم المائية المتنازع عليها في العالم .
غالبا ما يكون البحر هادئا عند الغروب, و كذلك هو الحال هنا في الزاوية الشرقية للبحر الابيض المتوسط, كان قارب الصيد الصغير مربوطا بحبل متلهفا للانطلاق بينما تضربه الامواج, و الان بعد ان هدات الاموج فقد اصبح جاهزا للابحار.
سنذهب الان لصيد السردين في رحلة تمتد طوال الليل, و لهذا قمنا بعد الظهر بملئ خزان الوقود بما قيمته 190 جنيه استرليني من السولار,و احضرنا الجاكيتات الثقيلة,و الكثير من السجائر, و مياه الشرب, اضافة الى بعض ارغفة الخبز و التمر و المكسرات, ثم سالتهم اهذا كل شي؟ الن يكون هناك راديو تردد عالي, او معدات امن و سلامة او سترات نجاة .
الصياد الغزي رد ساخرا, 'سترات نجاة؟ في غزة! لا حاجة لها هنا.'
ثم قال ابو نعيم و هو قائد المركب الذي احرقت بشرته الشمس, بعد ان عرف اتجاهات الريح ,' انها اتية من الشمال, هذا جيد لصيد السردين' ثم اضاف بالعامية' هيا بنا.'
نحن الان ننتظر, المولد بدا يزأر, مشعلا سلسلة من الاضواء المعلقة حول القارب, و التي ستجذب الاسماك لنا, و بعد ست ساعات سنرمي شبكة لنجمعهم من تحت القارب, و كان طاقم القارب مسترخون ياكلون حبات التمر التي غطاها هواء البحر بطبقة من الملح, او يدخنون سجائرهم, اتجه اثنان منهم الى مقدمة القارب لتادية الصلاة.
الجو شبه مظلم, هناك طائرتان حربيتان من طراز اف-16 تقومان بمناورات مضيئة في الجنوب الشرقي فوق الحدود المصرية. يقول ابو نعيم ' انهم يملكون العالم باسره'. و لكن الان يبدو ان هذا المكان هو الاكثر هدوءا في ساحل البحر المزدحم باكثر الناس نزاعا في الكوكب. و لا احتاج لقول الكثير لاقول كم ان هذه هي فعلا مخاطرة كبيرة لصيد السمك و حسب.
ما ان اصبح الليل حالكا حتى تبدا المشاكل, بداية في الشمال, بالكاد استطعت ان اسمع صوت اطلاق النار, لكن تبادل الصيادين نظرات سريعة ثم قال احدهم مؤكدا لي 'انه امر عادي'. ثم اردف ابو نعيم, 'يقوم اليهود دائما بعمل ضجة' و كانت نبرته تميل الى الملل اكثر منها ال القلق, بينما كان القلق باديا على ابنه الاكبر مختار (22عاما). مختار كان عل متن هذه القارب الاثنين الماضي عندما قامت قوات البحرية الاسرائيلية باطلاق اربع رصاصات باتجاه الزجاج المضاد للرصاص في القارب و التي تبدو بارزة خلفنا, و قام بتحذير المصور الذي كان يمد عدسة كاميرته المقربة, 'اذا استطاعوا رؤية هذا الشيء بالخارج سيطلقون عليك النار حتماً.'
قال مختار و هو يشير الى الضوء البرتقالي الصادر من مدينة عسقلان في فلسطين المحتلة عل بعد 10 اميال, 'بامكانك هناك ان ترى القوارب الحربية الاسرائيلية, انها تحاصر قوارب الصيد هناك' ثم صدر بعد هذا صوت اطلاق نار اخر, و لم اكن استطيع ان ارى مكانه بوضوح, خرجنا بعدها الى سطح القارب, و حاول الصيادين استخدام هواتفهم ليعرفوا ما الذي يجري, و لكن على الرغم من اننا نبعد عن الشاطيء خمسة اميال فقط الا ان اشارة الهواتف كانت مختفية تماما, و هم يعتقدون ان القوارب الحربية هي من تعطل شبكة الاتصال في البحر.
اصبح الظلام الان دامساً تماما. الا ان لون البحر تحول الى لون ازرق داكن بشكل خفيف بفعل اضواء القوارب, ثم ظهرت بعض الاضواء الفضية اللامعة على سطح المياه منعكسة من اسماك السردين الصغيرة هناك. كانت هذه اسماك السردين الصغيرة بينما كانت الاسماك الاكبر حجما تسبح في اسراب على عمق تحت هذه الاسماك الصغيرة. احصيت 14 قاربا اخرا ينتشرون في سلسلة ممتدة في البحر بحذر داخل الستة اميال التي تفرضها اسرائيل على الصيادين هنا.
يتمايلون في البحر بينما تتراقص اضوائهم في البحر المظلم. كنا قد اقتربنا من الحد المسموح لنا لابعد مسافة يستطيع ابو نعيم ان يصل لها حيث ان السردين يتواجد بشكل اكبر في الاماكن الابعد, و يقول ابو نعيم, ' ان تبحر لمسافة اكثر من ستة اميال يعني الموت المحتم', من المفروض و المثالي ان يستطيع ابو نعيم ان يصطاد السردين على مسافة 11 ميل في بداية نوفمبر و التي تكون اخر موسم السردين في البحر, الا ن الاسرائيلين لا يسمحون للقوارب الغزية من الابحار لاكثر من ستة اميال منذ عام 2006.تعرض في مرة من المرات التي حاول فيها ان يتعدى المسافة المسموحة الى قنبلة حية استهدفت شباكه. لقد تعرضت قوارب الصيد في غزة في الشهر الماضي الى عشر محاولات اطلاق نار.
بعد نصف ساعة سمعنا رتلا من الرصاص الثقيل, الذي بدا قريبا منا, قفزت من مكاني على سطح المركب و ارتميت ارضا في حال كنا نحن المستهدفين من اطلاق النار هذا. مع علمي ان الزجاج الرقيق المضاد للرصاص قد يستطيع ان يصد هذه الطلقات. و كان المستهدف من هذا الرصاص هو قارب مجاور لنا, كان يبعد مسافة 300 ياردة او اكثر قليلا. ثم سمعت هدير محركات قوارب و ثم فقد سلسلة الاضواء التي كونتها قوارب الصيد شكلها مترنحة في عرض البحر.
نظرت الى جهاز تحديد المواقع اليدوي الخاص بمختار ثم تحققت من هاتفي , كلاهما كان يشير الى اننا عل بعد 5,7 ميل بحري من الشاطئ, اي اننا بعيدون عن الحدود الممنوع لنا تعديها و ما زلنا في المياه المسموح لنا الصيد بها.
ثم دوى انفجار سريع تلى اطلاق النار, و استطعت وقتها رؤية القوارب الاسرائيلية, و كانت قريبة جدا لدرجة ان الامواج الصادرة عنها بدت بيضاء اللون في الضوء, انها تحاصر الصياد بسرعة كبيرة جدا ثم سمعنا صوت صراخ عبر مكبرات الصوت, حيث قال لي مترجمي 'انهم يقومون باهانة الصيادين' و لم يستطع ان يقول لي كل ما كانوا يقولنه 'ما ساستطيع قوله لك انهم يشتمون الرسول عليه الصلاة و السلام و ينعتون الصياد بالكلب و يقولون له ارجع الى فلسطين' ثم سمعنا ازيز الرصاص مرة اخرى. تسائلنا هل من الممكن ان يصيبنا الهدف بعد هذا القارب, و لكن كان كل افراد الطاقم يدعونني الا اخاف, و كنت قد ذكرت لهم انني لا اجيد السباحة و لا انوي ان اخلع ملابسي في حال قرر الاسرائيليين اعتقالنا حيث انهم يطلبون ممن ينوون اعتقالهم ان ينزعوا ملابسهم ثم يطلبون منهم المجيء لقاربهم الحربي سباحة.
شاهدنا القارب المجاور لنا يبتعد لمسافة 200 متر عن الحدود مقتربا لنا اكثر, و بدا هذا مرضيا للقوارب الحربية التي ابتعدت؟ هل هذا هو كل شيء؟ ربما حتى تتغير دوريات المراقبة بقوارب اخر. يقول ابو نعيم 'لقد اصبح قارب نهاد قريبا لقاربنا و سيجذب ضوء قاربه اسماكنا.'
سالت ابو نعيم كيف يشعر حيال الدوريات هذه فرد علي'انا لا اسمح لهم من الوصول الي, لقد اعتدت على هذا, و لكن نهاد سيحصل على الكثير من الاسماك تحت ضوء قاربه.'
ظهر القمر في فوقنا في منتصف المساء, كان احد طاقم الصيد مستيقظا يعد القهوة ثم اخذ ابو نعيم الفلوكه مع زوج من المصابيح ليحافظ على الاسماك على السطح بينما يفرد شبكته حولها. و ما ان تمتلئ حتى نبدا بسحبها. اطفانا الضوء و استطيع الان ان ارى بعض النجوم بوضوح.
الان يقف ابو ايمن على سطح المركب يصرخ محمسا الاخرين 'اسحب .. اسحب' بينما ينحني بثية الطاقم من على جانب القارب و ينشدون اغنية يذكرون فيها النبي و يدعون ان تكون الشبكة ممتلئة'.
بعد نصف ساعة من رفع الشباك حصلنا على الصيد, و هو مخيب للامال لا تكاد اسماك السردين الصغيرة و الحبار التي اصطدناها تملا دلوين متوسطين. ثم عاد وجه ابو نعيم المحترق بالشمس ليبدو كبيرا و متعبا. و تم اعادة اشعال الاضواء مرة اخرى للمحاولة مرة اخرى, بينما جلب لنا محمد(20عاما) و هو ابن ابو نعيم بالتبني , القهوة و قال ممتعضا 'هذا اسواء صيد مذ ذهبنا الى مصر, لم نصطد اي اسماك حينها, لاحقتنا قوراب البحرية المصرية و اطلقو الخرطوش تجاهنا و كلفنا هذا 4000 شيكل' محمد متزوج لديه طفل و ينتظر مولودا جديدا بعد عدد من الاشهر, و يقول انه محظوظ لانه يملك وظيفة نادل في يوم السبت يعتمد عليها, ان لم يات الصيد بارباح.
يبزغ الفجر الساعة الخامسة, العودة الى ميناء غزة يشبه السباق, فان اسرع المراكب وصولا هي التي ستحظى بمكان افضل سوق السمك, و لكن يرى الشباب ان احدا لم يكن موفقا في الصيد هذه المرة, بعد 14 ساعة من العمل خرجنا فقط بصندوقين من السردين و الحبار.
و يقول ابو نعيم بينما كنا نحمل السمك و الحبار لسوق السمك ' ربما نبيعهم ب50 شيكل, عادة كنا نحصل على 200 صندوق من السردين في موسمه, و كان وزن الصندوق 15 كيلوغرام' ثم بدا عابسا, لديه سبع من الشباب يعملون في طاقمه كما و عليه دفع فاتوره السولار الذي استخدمه, و على الرصيف يعرض الصيادين صيدهم للتجار.
و يقول ابو نعيم و نحن في طريق عودتنا لمنزله' لا يشعر الصياد بالحزن عندما لا يصيد لانه يعرف انه في يوم ما سيصيد' ثم قال محمد معلقا بالعامية بامتعاض 'في الاحلام'
عاد ابو نعيم بدلو السردين الى منزله, حيث يسكن مع زوجته نعيمة و 6 اولاد كلهم متزوجون و مع ابنائهم فهم يصبحون 30 شخصا على ابو نعيم ان يعيلهم.
ليس من زمن بعيد كانت غزة تحظى بسوق سمك منتعش جدا, في عام 1994 ضمنت اتفاقية اوسلو للفلسطينيين الذي كان يشكل عدد كبير منهم الفلسطينيين اللاجئين من حرب 1948 التي سبقت انشاء اسرائيل,حق الصيد لمسافة 20 ميل بحري, الامر الذي دعم قطاع الصيد, و حسب احصائات الامم المتحدة فان 400 عائلة من المالكين لقوارب صيد لاعالة انفسهم, كانو ينتجون 3000 طن من الاسماك في 2004, و الذي يعتبر مهم لتغذية 1,7 مليون مواطن غزي يعتمد اكثر من نصفهم على الطعام المقدم من المساعدات.
في عام 2005 قامت اسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة الذي احتلته عام 1967 , و لكن في القانون الدولي و الامم المتحدة فما زال على اسرئيل ان تتحمل مسؤليه اهل القطاع الذي احتلته. و في عام 2006 قامت حماس بالسيطرة عل قطاع غزة في ظل تصاعد الضربات الاسرائيلية على غزة و اغلاق اسرائيل الطريق اما العمال الفلسطينيين للعمل داخل اسرائيل, و بدات في احكام حصار على غزة يستمر حتى اليوم.
قامت اسرائيل تزامنا مع تحديد الحدود البرية لقطاع غزة بتقليص المساحة المسموح الصيد فيها للفلسطينيين لمسافة 6 اميال, مانعة 60% من المساحة الكلية المفروضة لغزة, و بنائا للاحصائات فان الصيد بعد حرب 2008 تم تقليصه ل3 اميال , ثم سمحت باعادته لمسافة 6 اميال منذ عام تقريبا غير انها ما زالت تضيقه لمسافة 3 اميال كلما حصل نزاع بينها و بين الغزيين. و تقول مؤسسات مثل الاوكسفام انه لا يوجد علاقة بين الصيادين و المقاومين الفلسطينيين الذين يطلقون الصواريخ عل اسرائييل و ان هذا العقاب الجماعي هو خرق لاتفاقية جينيف.
و سواء كانت المسافة ستة ام ثلاثة اميال فان قطاع الصيد ينهار لا محالة, ان الصيد بمحاذاة الشاطئ بائس اضافة الى الخطورة التي يشكلها نظام المجاري في قطاع غزة الذي تم تاسيسه ليخدم 400,000 مواطن. كانت نسبة الصيد في السنة الماضية نصف ما كانو يصطادونه قبل 10 سنوات و بحسب احصائات الامم المتحدة فان الصيادين هم افقر فئة في مجتمع غزة, حيث يعتمد 95% منهم على الاعانات,و تقول مؤسسة اوكسفام ان على اسرائيل ان تسمح للصيادين الغزيين بالصيد ضمن مساحة ال20 ميل المفروضة لهم و التوقف عن استخدام القوة المفرطة معهم.
ان مهنة الصيد صعبة عادة و لكنها تزداد خطورة هنا بسبب البحرية الاسرائيلية كما شاهدتها انا, حيث يصنعون قوانين عشوائية يضعونها على الصياديين و ينفذون عقوبات وحشية تجاه من يخترقها, ان الطلقات النارية التي سمعتها عادية هنا حتى اذا كانت القوارب متبعة للقوانين, في بعض الاحيان يتم مهاجمتهم بمياه المجاري او اطلاق الرصاص على محركات قواربهم.
في العام الماضي طلب الاسرائيليون من ابن ابو نعيم ان يترك قاربه و شباكه و ان يتوقف عن الصيد و عندما عاد وجد ان المحرك مدمر بطلقات رصاصية و لم يعثر على شباك الصيد في القارب, و كلفه هذا 2000 دولار و يقول انه كان في نطاق الثلاث اميال و لم يتعداها .
الاعتقالات هنا ايضا واردة. عادة يخضع الصيادين المعتقلين لتحقيقات وحشية مقيدين و معصوبي الاعين, و بعد احتجازهم لايام يطلق سراحم بعد اجبارهم على دفع غرامة ليتم اعادتهم و يتم التحفظ على القوارب و على محركاتها لاشهر و يتم اعادتها بعد دفع غرامة مقدارها 1000 شيكل, غير انه لا يسمح لهم برفع قضايا قانونية لاسترجاع حقوقهم او حتى مناقشتها قانونيا.
و حسب احصائيات مؤسسة الميزان فهناك دائما اصابات في عام 2013 حتى شهر نوفمبر تم تسجيل 136 اعتداء ضد الصياديين كانت محصلتها اصابة 8 اشخاص من ضمنهم طفل و اعتقال 18 صيادا و تدمير 23 من ادوات الصيد.و يذكر ان منذ عام 2010 تم قتل 5 صيادين داخل البحر.
و هنا اوجه هذه القضايا لضابط بحر في الجيش الاسرائيلي الذي يصر على ان سياسته تسمح للصيادين بالعمل داخل النطاق المسموح لهم, و يبيح اطلاق الاعيرة الحية عليهم في حال اخترقوا الستة اميال, لماذا اذا يتم مضايقتهم داخل هذه الاميال الستة و يتم اطلاق النار عليهم. ؟ و عندها اجابني ان قوارب الدوريات الاسرائيلية لا تستهدف الا القوارب المشبوهة و انهم بالفعل افشلوا هجوما ارهابيا, و عندما سالته عن دليل عما يقوله, وقلت له'هنا مربط الفرس ان قلت لي انكم افشلتم هجوما ارهابيا فلا بد ان الذي شهدته في ليلتي في البحر هو واحد منها هل هو كذلك اذا؟ ' فما كان رده الا ان قال انه لا يمكنه ان يخوض في تفاصيل عملياتهم.
اذا سالت اي غزي عن سبب الحصار الذي يمنع كثير من المواد بطريقة شبه كلية ستجدهم يقولون' من يعلم؟' و لكن الحصار المائي على غزة فمن الممكن ان يكون لان الاسرائيلين يستغلون باقي المياه الغنية المفروضة على غزة رغم ان احدا لا يستطيع ان يراها ورغم انني لم استطع ان احصل على معلومات من الامم المتحدة حيال هذا .
لكن مهما كانت المبررات فان هذه السياسة تدمر حياة الغزيين الذين يعتاشون على الصيد من بحر غزة مثل ابو نعيم الذي ورث الصيد عن ابيه و جده. ابو نعيم الذي يبلغ 60 عاما يعيش الان في مخيم الشاطئ للاجئين, و يذكر ان اسرائيل كانت تسمح للفلسطينيين من مغادرة القطاع للعمل فكان يذهب مع ابيه عندما كان ابن 12 عاما الى قريتهم عرابيا ليدفعا غرامة للعائلة التي استوطنت منزلهم ليتمكنوا من العمل في قواربهم التي تركت هناك.
و يقول ابو نعيم' كان صعبا علي ان اذهب هناك و لكن كان من الجيد ان احصل على ما تنتجه ارضنا' و لكن بحلول 2005 و خطف جلعاد شليط تم اغلاق هذه المعابر و تغيرت حياة 1,5 مليون مواطن في غزة.
و كان العشاء في بيت ابو نعيم ممتعا حيث اكلنا السمك الذي اصطاده البارحة , و تحدثنا بعدها عن الصيد و الصيادين و العمل و الحصار و كم تفاجات من التغير الذي لا يذكر الذي حصل لمخيم الشاطئ منذ اخر زيارة لي لغزة في عام 2008 قبل حرب الرصاص المصبوب التي قتلت اكثر من 1200 مواطن و دمرت معظم البنية التحتية لقطاع غزة باكمله.
و يجمع الكل على ان الوضع يؤول للاسوأ, الوظائف تقل و الناس غير الراضيين يتزايدون , الكهرباء تقطع الان اكثر من 12 ساعة, و الاسعار ترتفع, الانفاق لم تعد تعمل بكفائة , و ازداد سعر المحروقات, و يقول ابو نعيم ان ابنه قلق من الا يستطيعوا رد الدين الذي اقترضوه لتشغيل قواربهم.
يقول لابنه الاكبر ' انت من بريطانيا, انه خطاكم انتم من دعوتم اليهود للقدوم الى هنا من اوروبا لياخذو ارضنا'
احتججت محاولا ان اوضح ان الامر كان اكثر تعقيدا من هذا ثم اردف سائلا, 'ماذا عن وعد بلفور؟' فكرت ان اقول له ان بلفور يكون عم جدتي و ان عمي حارب ضد الارهاب اليهودي في القدس عام 1947كشرطي بريطاني لكن ما قلته كان ' نعم هذا صحيح نحن جزء من التاريخ نحن مسؤلون عن هذا ايضا.'
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو