لماذا يسكت العالم على حكومة نتنياهو المتطرفة ويعادي حكومة حماس؟
نجح بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة لا يمكن النظر اليها إلا كونها 'وصفة مثالية لإشاعة اليأس في الاقليم' لأنها الاكثر تطرفا منذ احتلال اسرائيل للضفة الغربية عام 1967، فهي حكومة يمينية عززت صوت اللوبي الاستيطاني الذي بات يأمل بدفن حل الدولتين و'بتنمية' أقوى لمستوطنات الضفة الغربية فرضا لسياسة الامر الواقع.
واذا كانت تشكيلة الحكومة الاسرائيلية الجديدة تعبر عن ميزان القوى الداخلي الذي بات يميل الى جهة اليمين المتطرف مع تراجع كبير في جبهة داعمي الحل السلمي، إلا أن الموجع في الامر هو اسلوب تعامل المجتمع الدولي مع الحكومة الاسرائيلية المتطرفة التي تخالف المزاج والرأي العام الدولي الداعم لقيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، لماذا يقبل العالم المتمدن راضيا برؤية نتنياهو يتصرف بعقلية المحار بالاعمى ويرفض قراءة المشهد الدولي بنظارة حقيقية.
لماذا يسكت المجتمع الدولي والإدارة الامريكية والاتحاد الاوروبي مع هذه الحكومة الهمجية الرافضة لكل الحلول السلمية المتطروحة؟ لماذا يقبل العالم هذه الحكومة بأشخاصها المعروفين بعدائهم للسلام؟ لماذا ترحّب دول العالم بالحكومة الجديدة؟ إنها الحجة الواهية التي لا تنطبق إلا على اسرائيل 'احترام نتائج صناديق الاقتراع'.
إنه المبدأ السابق نفسه، الكيل بمكيالين، فعندما انتخب الشعب الفلسطيني حكومة اغلبية برلمانية شكلتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الضفة والقطاع وقف العالم على رؤوس اصابعه رافضا الحكومة 'المعادية لاسرائيل والرافضة للحل السلمي'، واليوم نراه يرحب بحكومة اكثر تطرفا واكثر معاداة لمبدأ السلام العالمي ولكل الافكار التي دعا اليها الرئيس الامريكي باراك اوباما.
لماذا لا تطالب الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي الحكومة الاسرائيلية الجديدة الالتزام بمبدأ حل الدولتين؟ لماذا لا تطالب الامم المتحدة نتنياهو بتوضيح مواقف حكومته من الحل السلمي المطروحة أفكاره ابتداء من قرارات الامم المتحدة ونهاية بمبادرة السلام العربية وافكار الرئيس الامريكي باراك اوباما؟ لماذا لا يطالب العالم الحكومة الاسرائيلية أن تقدم مشروعها للحل؟
إنه منطق القوة والغطرسة، فالعالم يعرف الظالم ويعرف المظلوم لكنه يتحاشى إغضاب الظالم لأنه يعرف أن المظلوم يقع تحت تأثير انظمة عربية على 'قد ايده'، لكنه منطق تغير ولم يعد موجودا، فإن العمر الافتراضي للطغاة العرب لم يعد طويلا، والناس أخذت زمام المبادرة وحتى الانظمة العربية باتت اكثر استماعا لصوت شعوبها، وقد ولّى زمن القهر والحكومات الفاسدة وجاء دور الشعوب لتقول كلمتها، هذا هو المنطق الذي يدعمه العالم وفي مقدمته امريكا والاتحاد الاوروبي.
للاسف ما زالت امريكا تعتقد أن الربيع العربي 'مفاجأة سارة' ومناسبة مواتية لتبديل الاستبداد الرسمي العربي بالديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الانسان، لكن الديمقراطية وتداول السلطة تعني أن الشعوب العربية لن تقبل باستمرار القديم على قدمه وغضّ الطرف من حكامها 'الجدد' عن مواقف الولايات المتحدة المنحازة الى اسرائيل، وستضطر الشعوب العربية الى أن تقول كلمتها في كل شيء، فلم تعد تقبل بكل المهازل الجارية اليوم من سكوت مذل على محاباة امريكا وفرض وصفاتها الاسرائيلية على العرب.
العالم تغير والناس تغيرت، واوباما يغامر بسمعة ومكانة الولايات المتحدة اذا لم يقْدم على خطوة في اتجاه الحل السلمي وفرض حل الدولتين، فهو لن يستطيع أن يكون مقنعا في العالم العربي والاسلامي اذا لم يكن موقفه مقنعا تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، لأنه لا يمكن أن يكون حازما مع احمدي نجاد إذا بدا مرتبكا مع نتنياهو!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو