تجارب ما يسمى « الربيع العربي « في دول العرب أكدت أن الفوضى أو الفلتان الأمني مهما كان سببه إجراميا أو اجتماعياً، إذا ما أستمر فإن إمكانية تحوله إلى فوضى سياسية ممكنة كبيرة، لأن هناك أطرافاً سياسية ودولا يمكنها استغلال الفوضى الأمنية لتكون حالة سياسية وعندها تتحول الأسلحة إلى أهداف يقرأها الداخل والخارج قراءة سياسية حيث تتوجه إلى الدولة وعناوينها من مؤسسات أمنية وسياسية، وقد نجدها بعد حين تأخذ عناوين ( ثورية ) أو خروجا سياسيا على الدولة.
في داخل كل دولة هنالك مساحات للرضى أو الغضب أو النقاش حول أي أمر سياسي أو اقتصادي تتبناه الحكومات، لكن اللحظة التي يجب أن تستنفر كل حواسنا الوطنية عندما نجد سلاحاً يوجه نحو الدولة، أو نرى ونسمع اطلاق نار واستهدافا له طابع مسلح ضد الدولة ومؤسساتها وأفرادها، لأن حمل السلاح هو العتبة التي تفصلنا عن الإدارة السلمية للأمور والقضايا لتدخلنا إلى جهنم القتل والدم سواء كانت البداية دوافع اجرامية أو جنائية، أو ردات فعل اجتماعية لأن عمليات الاستغلال تجعل المسافة بين الفوضى الأمنية والفلتان السياسي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فالاستغلال وضخ مولدات الفتنة عبر الوسائل العادية أو استغلال الفضاء الالكتروني، هذا الاستغلال سريع وامكاناته كبيرة، والأدلة في دول حولنا عديدة، والثمن غياب الأمان وتقويض أركان تلك الدولة.
في ذروة اضطراب المنطقة نجحنا جميعاً في الأردن أن يبقى التعبير سلمياً، وحتى في محطة مرتبطة بأسعار المحروقات في نهايات 2012 عندما شهدنا خروجاً عن المسار السلمي وقفت كل الدولة الرسمية والشعبية ضد حمل السلاح.
من الطبيعي أن نشعر بالقلق عندما نسمع عن حمل للسلاح في وجه الدولة حتى لو كان من مجرم هارب أو لأسباب جنائية، لأن من يوجه الرصاص لرجال أمن أو جيش أو مؤسسة عامة يمهد لفكر أوله السماح بتقويض مفاصل الدولة، وهذه الأرضية هناك من هو مستعد لاستغلالها لتكون حالة فلتان سياسي أولها رفع أعلام لجهات نعلمها، فضلاً عن كل ما هو حولنا ينتظر حالة فلتان أمني.
حمل السلاح لا يمس هيبة الدولة بل يهدد بقاء الدولة، ولهذا لا يجوز القبول من أي فرد أو مجموعة أن ترفع سلاحها في وجه الدولة لأن هذه العتبة بوابة نحو ما هو خطر، وقبل هذا لدينا الهامش لنطالب ونختلف ونتحاور ونمارس كل حقوقنا السلمية، كما أن الدولة أيضاً لا ترفع سلاحها داخل حدودها إلا في وجه مجرم أو إرهابي أو خارج عن القانون، وهو أمر أعتدنا عليه في بلادنا حيث المزاج العام سلمياً وليس كأمزجة ساحات أخرى.
« حمل السلاح « ليس خطاً أحمر في مسيرة الدولة بل هو بوابة جهنم، وإنذار بقدوم كل أنواع الفوضى.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو