في خطة عرضت على القيادة السورية جرى الحديث عن «مخرج» للأزمة السورية عبر التوافق على مرحلة انتقالية يجري خلالها الابقاء على الرئيس الحالي وتسمية رئيس وزراء جديد شريطة ان يكون سنياً في حين تعهد رئاسة البرلمان الى شخصية كردية.. تمهيداً لاجراء انتخابات عامة وفق القائمة المغلقة.
هذه الخطة التي جرى غسلها عربياً اميركية المنشأ وهي تأتي لتؤبد الحالة العراقية المنقسمة على نفسها باعتبارها حلاً مقبولاً لتعميم فكرة التقاسم الاثني والطائفي لكن الخطة تم رفضها من قبل القيادة السورية جملة وتفصيلا.
لنتخيل المشهد فيما لو تم القبول بتلك الخطة الجهنمية .. سيكون المشرق العربي من بيروت وحتى البصرة فسيفساء طائفية بحيث يجري وضع الطائفة او العرق بديلاً عن الدولة الوطنية الجامعة.. وحجة من ينظر لهذا الحل ان الدولة الوطنية التي بنيت ما بعد الاستقلال لم تكن ديمقراطية ولا عادلة ولم تؤسس لمفهوم سيادة القانون وتكريس المواطنة وبالتالي آن الأوان للتجاوز عن تجربة ما بعد الاستقلال عبر اعادة الاحترام للاقليات وتمثيلها في اطر الدولة الجديدة..
نذكر ان من بين المبررات التي سيقت قبيل احتلال العراق لتنفيذ التغيير هي ان النظام الذي كان قائماً يضطهد الاقليات ولا يقيم وزناً للقيم الديمقراطية وبالتالي لا بد من اطاحته وبناء دولة جديدة قائمة على مبدأ حكم الاغلبية ورعاية حقوق الاقلية .. لكن ما الذي جرى على الأرض؟
لقد تقسم الكيان الوطني الى كيانات واصبح قادة الطوائف يحكمون عبر طوائفهم بما يسمى التوافق الوطني الذي هو توافق طائفي بالاساس.
في المقابل لدينا تجربة مماثلة في لبنان، حيث رئيس الدولة ماروني ورئيس الوزراء سني ورئيس مجلس النواب من الطائفة الشيعية وقد تلاشت الدعوات القائلة بالغاء الطائفية بعد ان ثبت بالوجه القاطع ان الطائفة تحمي وتؤثر اكثر بكثير من «سلطات السيد مونتيسيكو» وبالتالي اضحى المطلوب فقط تعميم تجربتي العراق ولبنان على سوريا لكي يتحول الفضاء العراقي الشامي الى كيانات صغيرة اثنية وطائفية بما يبرر وجود دولة ناشزة هي اسرائيل وبما يبرر ايضاً فكرة «يهودية الدولة» في الكيان الغاصب انطلاقاً من هذا الفهم فاننا لا نرى خيراً فيما يجري في سورية وان الضغوط التي يمارسها الغرب ويعربها على الجارة الشمالية ليست سوى وصفة من شأنها تفجير الشرق العربي برمته.
نريد لسورية ان تنتهج النموذج المصري وليس العراقي ونريد لسورية ان تحفظ كيانها الوطني بصرف النظر عن الشخصية القائدة وخلفيتها الطائفية لان تعميم النموذج العراقي او اللبناني على سورية يعني ببساطة الانتقال من صيغة سايكس بيكو الى صيغة اقسى واشد خطورة.
للذين يدعون الى تغيير بأي ثمن في سورية نقول لهم هل يعجبكم النموذج العراقي؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو