خلاف بين الحمارنة والكلالدة حول جدية الحكومة تجاه "مبادرة"

الوكيل - كشفت ندوة حوارية، نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أمس، عن 'عمق الخلاف' بين الحكومة، التي مثلها في الندوة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية خالد الكلالدة، وبين نواب ائتلاف 'مبادرة' المكونة من 35 نائبا.اضافة اعلان


وظهر الخلاف على السطح عندما شهد الحوار 'حالات شد وجذب بين الكلالدة ومنسق المبادرة النيابية مصطفى الحمارنة'، الأمر الذي دفع الأول في آخر الندوة لترك القاعة 'احتجاجا' على كلام الحمارنة.

وكان الحمارنة شدد في أكثر من مرة خلال الندوة على 'ان الحكومة غير جادة في التعامل مع المبادرة'، وهو ما رفضه الكلالدة.

بيد أن الحمارنة أشار إلى 'أن الحكومة لم تقدم حتى الآن لنواب (مبادرة) برامج عمل تنفيذية للمقترحات التي تقدمت بها بشكل تشاركي مع الحكومة'.

حدية الخلاف لا تعني فك التشابك الإيجابي بين الحكومة و'مبادرة'، وهذا ما ظهر في تفاصيل الندوة، إذ بدأت الوزارات المعنية بالخطط التي تقدمت بها

'مبادرة'، بإرسال تقارير حول خططها لـ'السياسية والبرلمانية' تمهيدا لإحالتها للنواب، الأمر الذي يعني فكفكة جزء من الخلاف بين الطرفين.

وفي الندوة، التي استمرت أكثر من 3.5 ساعة وأدارها مدير المركز موسى اشتيوي وشارك فيها رئيس 'مبادرة' النائب سعد هايل سرور، تكشف خلاف واضح بين أعضاء (مبادرة) من جهة، والكلالدة من جهة ثانية.

وكشف الحوار عن امتعاض حقيقي من أعضاء 'مبادرة' مما اعتبروه 'مماطلة الحكومة'، وهذا ما دفع الحمارنة للقول 'إذا لم تلتزم الحكومة بما توافقنا عليه فلن ندخل الدورة العادية المقبلة معها'.

ووصف الحمارنة الحكومة 'بأنها غير جدية، وهي التي خلقت الأزمة مع (مبادرة)'، الأمر الذي أغضب الكلالدة وعبر عن رفضه له.

كما نفى الكلالدة أن يكون أي من الوزراء قد تغيب عن أي اجتماع إلا لظروف قاهرة، مشيرا الى ان الحكومة استجابت للعديد من المطالب التي قدمها نواب 'مبادرة' على نحو شطب أكثر من 8 آلاف سيارة، وإنجاز دراسة حكومية عن التأمين الصحي الشامل، وقضايا أخرى عديدة.

بالمقابل، قال الحمارنة إن الحكومة 'قزمت المطالب وشاهد ذلك ما فعلته مع مطلب 'مبادرة' بشأن أبناء الأردنيات المتزوجات من أجانب'، فقزمت المطالب الى حقوق معيشية وإنسانية.

وأضاف إن الحكومة 'تباطأت' بتنفيذ قراراتها واتفاقاتها المتعلقة بـ'مبادرة'، موضحاً 'أن رئيس الوزراء عبدالله النسور قال بصراحة لقد أبطأنا العمل'.

واعتبر الحمارنة ذلك 'تراجعا حكوميا عن تعهداتها والتزاماتها مع نواب (مبادرة)'، مشيراً إلى أن وزارات محدودة فقط قامت بكتابة تصوراتها وخططها حول البرامج التي قدمتها 'مبادرة' للحكومة، لكن في المقابل فإن وزارات أخرى 'ليس لديها ما تكتبه'.

وقال إن ذلك يكشف عن أن 'الحكومة ليس لديها خطط جاهزة أصلا من أجل التنفيذ أو وضع الجداول الزمنية لتنفيذ تلك البرامج التي طلبناها'.

وتحدث عما أسماه 'الاشتباك الإيجابي' بين نواب 'مبادرة' والحكومة، شارحا 'لن نخجل من أن نوصف بأننا ندعم الحكومة في حال تبنت الحكومة البرامج التي قدمناها لها، وفي حال لم تلتزم بها فسنتحول إلى معارضة برلمانية'.

وأضاف الحمارنة ننتظر من الحكومة أن تحدد موعدا 'لنلتقي في مبنى مجلس النواب بعد أن رفضنا لقاءها خارج المجلس'، وحتى الآن فإن الحكومة لم تحدد موعدا.

من جانبه، قال الوزير الكلالدة إن علاقة الحكومة بنواب 'مبادرة'، استراتيجية'، رافضا 'الاتهامات التي كالها الحمارنة للحكومة'. وقال 'إن الحكومة هي التي تنتظر منكم تحديد موعد للاجتماع في مجلس النواب'.

وكان السرور استهل الندوة بالتعريف بـ'مبادرة' ومبادئها ومشاريعها وتوضيح طبيعة العلاقة التي تربط نوابها بالحكومة، مشددا على أن 'مبادرة' ستتحول قبيل موعد الدورة العادية المقبلة إلى كتلة برلمانية.

وقال إن سبب تأخير الإعلان عن تحويلها إلى كتلة هو المحافظة على المواقع القيادية التي يشغلها سبعة من أعضاء 'مبادرة' في رئاسة اللجان النيابية الدائمة.

وأضاف السرور إن كتلتي وطن والوسط الإسلامي النيابيتين تبنتا برامج ومشاريع 'مبادرة' بالكامل في إطار بناء ائتلاف نيابي سيتم الإعلان عنه لاحقا.

وبين أن طبيعة العلاقة بين نواب 'مبادرة' والحكومة بنيت على 'أساس مدى استجابة الحكومة للبرامج والمشاريع التي تقدمها مبادرة'، مؤكداً أنه في حال

رفضت الحكومة هذه المشاريع 'فلن تحصل على أي دعم من نواب (مبادرة)'.

وأعرب السرور عن أمله بأن تتحول (مبادرة) إلى 'ظاهرة سياسية تخرج إلى الشارع وتتفاعل مع المواطنين وتخوض الانتخابات على قاعدة تحولها إلى حزب برامجي'، لتعود إلى البرلمان لتشكل أغلبية أو إئتلاف أغلبية ومن ثم تشكيل حكومة برلمانية.

وحضر الندوة كل من النواب: وفاء بني مصطفى، عدنان السواعير، مصطفى ياغي، وعبد الله الخوالدة، والنائب السابق أمين عام حزب حشد عبله أبو علبه، ووزير الإعلام الأسبق سميح المعايطه، ووزير التنمية السياسية الأسبق موسى المعايطه، والسفير الأسبق فالح الطويل.

الغد