الأحد 2024-12-15 10:48 م
 

دبلوماسية مصرية في خدمة نتنياهو

10:16 ص

بعد أخذ ورد استمر عدة أيام، توافقت القاهرة مع الفصائل الفلسطينية على تشكيلة وفدها لمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، سعيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.اضافة اعلان

وتقول مصادر دبلوماسية عربية إن مصر رفضت بشدة مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في الوفد. بالطبع، كان لهذا الموقف غير المبرر نتائج كارثية، تمثلت في استمرار العدوان، وسقوط مئات الشهداء في الأيام القليلة الماضية.
ليس هناك من سبب يدعو للتفاؤل بفرص التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة؛ فبعد ساعات قليلة على موافقة الطرفين على تهدئة إنسانية استجابة لطلب الأمم المتحدة، أغارت الطائرات الإسرائيلية على غزة وأوقعت ثمانية شهداء.
وقبل أن يتوجه الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة بساعات، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن جيشه سيواصل التوغل في غزة لهدم الأنفاق، سواء تم التوصل لهدنة أو من دونها. بمعنى آخر؛ إسرائيل مستمرة في عدوانها أيا كانت نتيجة المفاوضات في القاهرة.
المقاومة الفلسطينية بدورها غير مستعدة لهدنة لا تتضمن موافقة إسرائيل على رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى وفق اتفاقية 'شاليط' لتبادل الأسرى.
إن نقطة القوة في موقف إسرائيل لا تكمن في نتائج العملية العسكرية على الأرض؛ فهناك يبدو الوضع في غاية التعقيد، وتتكبد قواتها خسائر غير مسبوقة، وتواجه مقاومة لم تعهدها من قبل. نقطة القوة هي في موقف القاهرة؛ راعية المفاوضات وصاحبة المبادرة، التي تعمل دبلوماسيتها جاهدة لفرض اتفاق لا يحقق للجانب الفلسطيني أدنى مطالبه.
القاهرة مسكونة بصراعها مع الإخوان المسلمين في الداخل، وترى في أي مكسب لحركة حماس انتصارا للتيار الإسلامي في مصر. ولهذا تعمل جاهدة خلف الأبواب المغلقة، حسب ما يؤكد دبلوماسيون، على فرض شروط مذلة على المقاومة الفلسطينية، وتشارك إسرائيل بعض طلباتها، كهدم الأنفاق وعدم فتح المعابر قبل تسليم إدارتها للسلطة الفلسطينية.
لقد كان لافتا بحق أن توافق إسرائيل فورا على مبادرة مصر لوقف إطلاق النار، بينما ترفض وعلى الفور مقترحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد ذلك، مع أن الأخير يمثل دولة هي الحليف الأوثق لإسرائيل، والمدافع الشرس عن مصالحها في المنطقة. إن هذه المقاربة تكشف إلى أي مدى أصبحت فيه مصر قريبة من الموقف الإسرائيلي أكثر من الولايات المتحدة.
لخص سياسي على علم بتفاصيل النشاط الدبلوماسي في المنطقة الموقف بالقول: إن موقف الولايات المتحدة تجاه غزة في الغرف المغلقة أفضل بدرجات من موقفها المعلن، وموقف القيادة المصرية في الغرف المغلقة أسوأ بكثير من موقفها المعلن.
في عدوان تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، نجحت الدبلوماسية المصرية، بالتعاون مع الإدارة الأميركية، في وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة بعد ستة أيام فقط، وكان عدد الشهداء حينها نحو 162 شهيدا. حدث ذلك في زمن محمد مرسي صاحب التجربة الفقيرة في الدبلوماسية؛ بينما وفي زمن رئيس يدعي أنه خليفة جمال عبدالناصر، يطوي العدوان شهره الأول مخلفا نحو 1500 شهيد وآلاف الجرحى، من دون بارقة أمل بردعه، بفضل الدبلوماسية المصرية التي وضعت نفسها في خدمة نتنياهو.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة