اثبتت التجارب ان خوض الحرب على الارهاب على الجبهة العسكرية وحدها على اهمية هذه الجبهة فانها ، ليست كافية وحدها ، لدحر الارهاب ودرء شروره كافة ، فهذه الافة ، التي باتت تستشري في المنطقة والعالم ، تستدعي هزيمتها حرب شاملة على كافة الجبهات ومنها الفكرية والاستخبارية ، وتجفيف منابع التمويل والتجنيد والاهم عدم السماح للارهابيين بفرض قواعد المعركة وافشال استراتيجيتهم بعبور الحدود والانتقال الى المناطق الرخوة التي تفتقد الاستقرار لتتخذ منها قواعد وبيئات عمل وتخطيط وانطلاق لتنفيذ الجرائم الارهابية في كل مكان يمكن للارهابيين الوصول اليه.
هذه الاستراتيجية الشاملة لحرب الارهاب هي بالضبط ما نادى به الاردن في اوقات مبكرة ، منذ توسع حدود الازمات في المنطقة على وجه الخصوص ، وعندما زاد الخطر باحتلال التنظيمات الارهابية اراضي شاسعة من دول كبيرة مثل ما حدث في كل من سوريا والعراق والى حد قريب ايضا في ليبيا ثم الانتقال الى بعض مناطق افريقيا بالنفاذ من خواصر رخوة في بعض الدول من الناحية الامنية ، اذ ان الحاجة الملحة والحال هذه كانت ولا زالت ضرورة العمل على كافة الجبهات لمحاصرة المجاميع الارهابية وضربها في كافة اذرعها وصولا الى هزيمتها وتلاشيها بشكل كامل.
هزيمة «خوارج العصر» ليست مهمة مستحيلة ، اذ انه يمكن التصدي لهم بكل قوة ونجاح ان تمكن العالم بالعمل تحت راية واحدة واجندة واحدة ، في كافة الميادين ويمكن عبر الجدية في خوض هذه الحرب ، والاتفاق على اهمية هزيمة هذا الخطر المميت ان يؤتي ثماره ، فالتجارب التي تكاتف فيها العالم وتوحد في الحرب ضد هذه الافة كانت ناجحة ، لكن الخطر كان يعود لينمو ويتمدد ، عندما كان العالم يغفل مجددا وينشغل عن مواصلة حربه الشاملة على الارهاب بكافة جبهاتها ويترك للميدان العسكري وحده المهمة التي تضرب بقوة لكنها لا تزيل الخطر نهائيا.
الرؤية الاردنية للحرب الشاملة على الارهاب ، يتناولها جلالة الملك في كافة اللقاءات والمناسبات المحلية والدولية ، ويركز الحديث بها مع عواصم صنع القرار الدولي ، وكذلك مع كافة الدول ، لانه ليس هناك دولة بمنأى عن اجندة الظلام الارهابية ، وعندما يكون عنوان هذه الاجندة القتل والدمار ومزيدا من القتل والدمار ، بحق الانسانية جمعاء ، فان الشراكة الجادة وفق الرؤية الاردنية في هذه الحرب تصبح اكثر الحاحا ، والشمولية في خوضها على كافة الجبهات العسكرية والفكرية وتجفيف منابع التمويل والتجنيد ، تصبح مهمة ليس لاحد ترف النكوص عنها او التراخي حيالها تحت اي ظرف او مبرر.
«حرب خوارج العصر» هي معركة العرب والمسلمين لان سجل الارهابيين يوضح بجلاء ، انهم استهدفوا الاسلام بالتشويه كما وضعوا المسلمين في كل مكان على راس الاجندة للقتل والاستباحة والدمار ، والاردن لا يغفل في رؤيته لحرب الارهاب هذا البعد الاساسي لذلك كان العنوان الاردني دوما هي «حربنا» في طريق اجهاض ودحر الارهاب واجندته في كل مكان.
ولطالما دعا الاردن ايضا الى معالجات وحلول عادلة لقضايا المنطقة وشعوبها ، وبالدرجة الاولى القضية الفلسطينية القضية المركزية في الصراع في منطقة الشرق الاوسط ، كما حذر جلالة الملك بصوت قوي ومتكرر ومبكر ، من خطر تفشي الارهاب في الدول التي تجتاحها الازمات ، ولزوم التنبه لدرء الخطر بشكل مبكر ، واستند الاردن في رؤيته بهذا الشان ، الى ضرورة اعتماد الحلول السياسية لازمات المنطقة للحل وان الحلول السياسية هي الوصفة الوحيدة القابلة للنجاح بشكل كامل ودون ذلك ستتواصل الازمات وسيزداد خطر تفشي الارهاب وستبقى لغة القتل والدم والدمار هي سيدة الموقف.
ومع ان العالم تاخر ، ولا زال لا يقوم بمسؤولياته بالوجه الصحيح ، ازاء الخروج من ازمات المنطقة التي طالت تداعياتها العالم كله ، فباتت هذه التداعيات ،ذات صبغة عالمية وليست اقليمية او منحصرة في مواقع الازمات ، ومع ذلك فان الاردن بقيادة جلالة الملك لا زال وسيواصل المناداة والحث ، على الذهاب الى المقاربات الشاملة لقضايا المنطقة والحلول السياسية العادلة التي من شانها احباط اجندات الارهاب والتطرف ودعايتها الزائفة التي تعتاش على بيئات الفوضى وغياب الامن والسلام والاستقرار.
الاردن يحيي اليوم الذكرى الحادية عشرة للاعتداءات الارهابية التي وقعت في فنادق عمان في العام 2005 وهو اكثر قوة واصراراً ووحدة على دحر الارهاب بكافة اشكاله وصوره وعلى كافة الجبهات ، ويمتلك الرؤية الشاملة لنجاح المهمة وكسب المعركة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو