الإثنين 2024-12-16 04:19 ص
 

دعاة وعلماء: الأسرة تتعرض لهجمة شرسة

12:08 ص

الوكيل- قال دعاة وعلماء إن الأسرة المسلمة تتعرض لهجمة شرسة تسعى إلى تغريبها، في وقت يقل فيه المتصدون لها.اضافة اعلان


جاء ذلك في بدء فعاليات ملتقى الإصلاح الأسري الأول أمس، الذي تقيمه دائرة قاضي القضاة على مدار ثلاثة أيام، في صالة الأمير حمزة لكرة السلة بمدينة الحسين للشباب، تحت عنوان 'فبهداهم اقتده'، وبالتعاون مع مؤسسة إعمار للتنمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي.

وقال راعي الملتقى قاضي القضاة د. أحمد هليل، إن الأسرة الآمنة المطمئنة هي تلك التي يحكمها رباط وثيق من طاعة الله والاقتداء بسنته.

وأضاف أن الحياة الزوجية التي تسير على هدي الأنبياء؛ يكافئها الله بسعادة يعيشها الآباء والأمهات، وسكينة يتذوقها الأزواج والزوجات، وطمأنينة يحياها الأبناء والبنات، مؤكداً أن المجتمع الذي يحتوي على مثل هذه الأسر 'يعيش في أجلى صور النقاء والعطاء'.

وتابع: 'الأسرة المؤمنة هي بوابة المجتمع المؤمن، كما أن الأسرة الآمنة هي بوابة المجتمع الآمن'.

وبيّن هليل أن دائرة قاضي القضاة في المملكة والقدس رفعت شعار 'التراضي قبل التقاضي'، و'الوفاق قبل الشقاق'، مشيراً إلى أن بعض المحاكم في الوطن العربي قامت بتطبيق هذا الشعار 'ونتج عنه نتائج طيبة في مجال الإصلاح بين المتخاصمين'.

وكشف عن أن دائرة قاضي القضاة ستعلن خلال فعاليات الملتقى عن مجموعة من برامج الإرشاد والتوجيه 'لتحقيق مفهوم الإصلاح الأسري وصولاً إلى أسر نموذجية ناجحة تؤدي رسالتها على هدي كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم'.

وتابع: 'ستهتم برامجنا ببث التوعية قبل الزواج وبعده، وعقد دورات تأهيل الأسر للحياة السعيدة، ونشر طرائق التعاون بين الزوجين وبين الآباء والأمهات والأبناء، وبيان الحقوق والواحبات لكل من الزوج والزوجة'.

بدأت أمس فعاليات ملتقى الإصلاح الأسري الذي تقيمه دائرة قاضي القضاة، تحت عنوان: 'فبهداهم اقتده'.

من جانبه؛ قال مفتي المملكة عبدالكريم الخصاونة، إن الأمة قصّرت في المحافظة على كيان الأسرة، الأمر الذي أدى إلى نتائج سيئة مزقت الأسرة.

وأضاف أن الاهتمام بالأسرة سنّة حسنة، مؤكداً أهمية الوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأسر في مجتمعاتنا بما يؤثر على بنيانها وقواعدها.

وقال: 'الأسرة هي الخلية الأولى في حياة البشر، والقاعدة الأساسية في بناء المجتمعات، ويستحيل أن يقوم مجتمع صالح دون أسرة صالحة، لأن الأسرة ضرورة للحياة، ووعاء طبيعي لبناء الفرد وتماسك المجتمع'.

وأكد الخصاونة أن الإسلام اهتم بالأسرة اهتماماً بالغاً، مشيراً إلى أن حاجة الفرد والمجتمع إلى الأسرة الصالحة تساوي حاجتهما إلى الحياة نفسها.

وبيّن أن 'الله تعالى جعل للأسرة قيمة تستحق الاعتبار والتفكر'، قائلاً إن الإسلام تقدم على كل المذاهب والأنظمة في العناية بالأسرة وإرساء قواعدها على أسس متينة.

وتابع: 'أقيمت الأسرة في الإسلام على أدق قواعد العلم والمعرفة، لأن بناء الأنفس والضمائر أهم من بناء القصور'.

وقال مدير عام مؤسسة إعمار للتنمية عبدالله المرزوقي، إن الإعداد لإقامة الملتقى استغرق ستة أشهر، مؤكداً على أهمية تعاون المؤسسات والجمعيات في العمل على إصلاح واقع الأسر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

وأكد أن الأسرة تتعرض لمؤامرة من أعداء الإسلام الذين يريدون للمرأة أن تثور على زوجها، وللابن أن يعق والده، وقال: 'حتى نحافظ على أسرنا فإنه يجب علينا أن نعود إلى القيم التي جاء بها ديننا'.

وأضاف أن الملتقى 'فرصة للتوبة والعودة إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الأسرة'، مشدداً على أهمية تحويل الأقوال إلى أفعال، وعدم الاكتفاء بتلقي المعلومات دون تطبيقها.

الداعية المصري د. محمد حسان إن المسلمين لن يستطيعوا أن يحققوا رقياً لمجتمعاتهم، ولا نصراً لأمتهم، ولا هداية للبشرية، إلا إذا أصلحوا أسرهم على المنهج النبوي.

وتساءل مخاطباً الجمهور: 'من لهذه البشرية المنكوبة الآن؛ إلا أنتم يا أهل التوحيد'.

وأضاف أن الأمة تشهد اليوم 'استقالة تربوية جماعية في كثير من الأسر'، مشيراً إلى أكثر الآباء يحرمون أبناءهم 'أبوّة التوحيد والنصح والتربية وتجديد الإيمان'.

وقال: 'هناك هوة عميقة بين ما نربي عليه أبناءنا، وبين ما ربى عليه الصحابة رضوان الله عليهم أبناءهم'.

وأكد حسان أن الأسرة هي 'القلب النابض بالحياة للأمة المسلمة، والأمة المصغّرة'، مضيفاً: 'إذا أردت أن تقف على أمراض الأمة فقفْ على أمراض الأسرة'.

وبيّن أن هناك حرباً موجهة ضد الأسرة، 'بدأت بتشكيكها في المنهج النبوي، وإغرائها بالقول إن السعادة كل السعادة في المنهج الغربي، حتى أضحت مستعدة للذوبان في المناهج المصادمة لأخلاقنا، حتى تصل إلى التغريب الذي يظهر على الإنسان في لباسه وطريقة تفكيره'.

وتابع: 'لا أعارض أن تأخذ الأسرة المسلمة أروع ما وصل إليه الغرب في الجانب العلمي والتقني، لكن لا ينبغي أن نترك ذلك لنأخذ منهم أسوأ ما وصلوا إليه في الجانب الأخلاقي والاجتماعي'.

وأكد أن كيان الأسرة لا يمكن أن يقوم إلا بالحب، وقال: 'لو أنفق زوج على زوجته ملء الأرض ذهباً؛ لما استطاع أن يملك قلبها بدون الحب'.

وعقب توزيع الدروع التكريمية على الدعاة والعلماء المشاركين في الملتقى، والرعاة الرسميين؛ ألقى د. محمد حسان كلمة مطوّلة حملت عنوان 'فبهداهم اقتده'.

وقال إن الله تعالى حينما أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بالاقتداء بالأنبياء؛ فإنه حينئذ جمع له كل خصال الكمال، مؤكداً أن البشرية مطالبة أيضاً بالاقتداء بالأنبياء حتى تخرج من مشاكلها المستعصية.

وتساءل: 'هل أصبحت البشرية الآن قادرة على أن تعيش وحدها بعيداً عن منهج الرسل والأنبياء؟'.

وأجاب بالقول إن البشرية بحاجة على الدوام إلى منهج الله تعالى وهدي أنبيائه ورسله، على خلاف 'كثير من البشر الذين يقولون إننا الآن نعيش في عصر الذرة والفضائيات والإنترنت، والأمة أصبحت قادرة أن تعيش وحدها بعيداً عن منهج الله، على حد زعمهم'.

وأكد حسان أن البشرية حُرمت من نعمة الأمن والأمان، وأصبح الدم أرخص شيء في الأرض، وفقد العالم نعمة الرخاء وراحة الضمير واستقرار البال وانشراح الصدر؛ حين أعرضت عن منهج الله، مستشهداً بقوله تعالى: 'ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً'.

وبيّن أن الإيمان ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة 'وإنما هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان'، مؤكداً أنه 'لا أمان إلا بالإيمان'.

ونوّه إلى أهمية التزكية في البناء الأسري، وقال: 'لا أعلم زماناً تحتاج فيه الأمة إلى التزكية على منهج الأنبياء كما تحتاج إليها في هذا الزمان'.

وعرّج على ما قال إنها 'أزمة أخلاقية تعيشها الأمة'، متسائلاً: 'أين الصدق في حياتنا؟ أين الأمانة؟ أين الوفاء؟ أين الإخلاص؟ أين المروءة؟ أين العطاء؟'.

وأضاف: 'للأسف الشديد؛ لا تمضي ليلة واحدة إلا وكبيرة قذف الأعراض تُرتكب في مئات الفضائيات والصحف والمجلات، ما يدل على أننا نعيش بالفعل أزمة أخلاقية كبيرة'.

يُشار إلى أن عدداً من الوزراء والمسؤولين والشخصيات الوطنية والإسلامية حضروا افتتاح الملتقى.

ويشارك في الملتقى نخبة من العلماء والدعاة، هم د. عمر عبدالكافي، د.محمد حسان، د. محمد راتب النابلسي، د. سعد البريك، الشيخ سليمان الجبيلان، د. محمد العريفي، ود. محمد السيد.

يذكر أن فعاليات اليوم ستتضمن محاضرة للدكتور عمر عبدالكافي بعنوان 'هكذا عرفناهم.. لهذا اتبعناهم' في الساعة الثالثة والنصف، وأخرى للداعية السعودي سليمان الجبيلان بعنوان 'قف عند 54' في الساعة السادسة مساءً.

لقطات من الملتقى

- لم يتسع موقع الملتقى للحضور، ما اضطر إدارته إلى الإعلان عن تركيب شاشات في الساحات الخارجية ابتداءً من اليوم.

- قدّر الداعية محمد حسان عدد الحضور بـ 10 آلاف.

- تحدث الداعية محمد حسان عن نعمة الأمن في الأردن، فقام أحد الحضور ودعا بصوت مرتفع: 'اللهم احفظ المملكة بأسرار أسمائك الحسنى'.

- اشتكى الحضور من ضيق الممرات الخارجية الأمر الذي أدى إلى التدافع والاختلاط.

- أبدى صحفيون ضجرهم من سوء تعامل لجنة النظام معهم.

- قدم قاضي القضاة د. أحمد هليل درعاً تقديرياً لصحيفة 'السبيل' على مشاركتها في رعاية الملتقى.

- قال الشيخ محمد حسان: سألت أحدهم متى آخر مرة قلت لزوجتك: أحبك؟ فقال: ليلة الدخلة؟ فقلت له: وكم مضى على ليلة الدخلة؟ فقال: 9 سنوات.

- ردد الحضور بين فينة وأخرى صيحات التكبير، ومن هتافاتهم: 'لا إله إلا الله.. عليها نحيا.. وعليها نموت.. وعليها نلقى الله'.

- ظهرت علامات الاستغراب والوجوم على وجوه الحاضرين حين انتقد الداعية محمد حسان الثورات العربية، وقال إنها 'كشفت أسوأ ما فينا من أخلاق'.

- أعلن الشيخ محمد حسان أن عنوان خطبة الجمعة التي سيلقيها اليوم في أحد مساجد الرصيفة: 'الإسلام يمنعنا.. والأردن يجمعنا'.

- ضجت المدرجات بالتكبير حينما دعا حسان لسورية بأن يفرج الله كربها.

- لم يتسنّ لجميع الحضور الاطلاع على معرض 'سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم' الذي ضم مجسمات لبيوت ومواقع تاريخية من السيرة النبوية، بسبب ضيق المكان.

- اشتمل الملتقى على معارض وخدمات متنوعة.


السبيل


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة