دكتورة في علم الجريمة تدرس الصف الأول الابتدائي

الوكيل - مجدي الباطية- حطت على مكاتب موقع الوكيل الاخباري هذه الرسالة التي تنقل حالة مواطنة اردنية اصابها الظلم ، وتستحق الانصاف.اضافة اعلان


هذه السيدة التي خاطبت في رسالتها جلالة الملك في اسلوب راق ومهذب ، مزجت فيه مشاعر الحزن والالم الذي تعانيه بسبب هذه المعضلة .

موقع الوكيل الاخباري بدوره يضع هذه الرسالة على مكاتب الجهات المعنية ، التي يجب ان تتابع ما جاء فيها ، وانصاف اختنا سهام .

وتالياً نص الرسالة التي خطتها الدكتورة بنفسها :

أوجه هذا النداء الى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ، حامي لواء الوطن ونصير المظلومين في بلدنا الطيب الطاهر ، وأبثُّ شكواي إلى كل أصحاب الضمائر الحية من مسؤولين ومعنيين في وزارة التعليم العالي وجامعاتنا الأردنية التي نفتخر بها .

أنا السيدة سهام محمد مريحيل البداينة من سكان قرية العين البيضاء في محافظة الطفيلة ، بدأت مشواري الأكاديمي منذ عشر سنين ، واجتهدت وعانيت وكافحت وصبرت وسط مرارة التنقل بين عمان والطفيلة والكرك على مدار خمس سنين وأكثر رغم أني أعيل أسرة كبيرة مكونة من خمسة أفراد ، حتى حصلت على شهادة كلية مجتمع تخصص لغة عربية ، ثم واصلت دراستي وحصلت على البكالوريوس في تخصص معلم صف ودرجة الماجستير في علم التربية بمرتبة شرف ، ودرجة الدكتوراة في علم الجريمة بتقدير جيد جداً مرتفع ؛ وقد تحملت أقسى الظروف المادية والمعنوية وأعتاها خلال دراستي حتى حققت ما كنت أصبو إليه ، وكم كان حلمي كبيراً أن أقدم الخدمة التي أتمناها لبلدي الحبيب الأردن في مجال عملي ، إلا أنني وبكل أسف لم أجد لنفسي موطيء قدم في مؤسساتنا الأردنية وجامعاتنا كمدرسة جامعية أو موظفة تحمل تخصصاً نادراً (علم الجريمة) يكاد يكون غير موجود في كثير من الجامعات والمؤسسات الأمنية ، مع ان الحاجة اليه ملحة وضرورة واجبة في ظل ما يحتاجه جيلنا هذه الأيام من توجيه وعناية وارشاد وسط تفشي ظاهرة العنف الجامعي والمجتمعي.

لقد صدمت وأنا أبحث على مدار عامين عن عمل لي في الجامعات الأردنية ، خاصة جامعة الطفيلة التقنية التي لي أولوية العمل فيها كوني احدى سيدات المنطقة ، إلا ان المعضلة والمعاناة اصبحت تكبر وأنا أجد نفسي معلمة تم تعيينها منذ سنة لتدريس الصفوف الدنيا (الأول – الثاني – الثالث) من قبل مديرية تربية الطفيلة التي لم توافق على تعييني بوظيفة إدارية على الأقل تناسب مؤهلاتي ، مع أنني أفتخر بأداء رسالتي في سلك التربية والتعليم لكن ليست هذه رسالتي التي أطمح بتقديمها بعد دراسة طويلة وجهود مضنية للحصول على شهادة الدكتوراة ، إنني أشعر بالظلم والاحباط الشديدين وأنا أرى زملائي وزميلاتي قد شقوا طريقهم في العمل بما يناسب شهاداتهم .

لا أطلب الا الانصاف واتباع ما يمليه الضمير الحي والعدل والحق من قبل كل المسؤولين ، فانا لم أكد وأتعب الا لأسخر علمي هذا في خدمة الوطن الغالي الذي نفتديه بالمهج والأرواح ، فليس من الحق ولا العدل أن أشعر بالندم لأنني كافحت لأجل الوطن ؟ وليس من العقل ولا المنطق أن أحصل على الشهادات التي ذكرتها لأعلقها على الجدار فحسب ؟ وليس من المنطق أن يشعر الانسان المثابر بالفشل بسبب محسوبية هنا أو واسطة هناك ؟ فثقتي لا زالت كبيرة بالوطن ومؤسساته باني سأجد الفرصة التي تمكنني من أداء هذا الواجب ، وتقديم ما أستطيع لأبناء وطني .

انني أبثها صرخة بحجم الوطن ، وكلي أمل ورجاء أن تجد الأذن الصاغية التي ستوقف معاناتي التي أعيشها ، فلست أستجدي وظيفة أبداً لكن جلّ ما أقوله أنني استوفيت كل المعايير والشروط التي تمكنني من العمل بشهادتي وفي المكان الذي أستحق على أقل تقدير ، وأتمنى ان تؤخذ قضيتي هذه بعين الاعتبار .

والله ولي التوفيـــــق ، ، ،

المتظلمة : د. سهام محمد مريحيل البداينة
ماجستير علوم تربوية
دكتوراة في علم الجريمة
موبايل : 0775517646 ، 0776498610