الأحد 2024-12-15 03:52 ص
 

زخات شهب تضيء ظلمة سماء المملكة

01:45 م

الوكيل - شهدت سماء المملكة اعتبار من منتصف الليلة الماضية، زخات كثيفة من شهب الرباعيات، وتستمر حتى ليلة يوم غد الأثنين، ويأتي موعد ظهورها مع بداية كانون الثاني من كل عام، نتيجة تقاطع مدار الأرض حول الشمس بمخلفات ترابية دقيقة من مذنب قديم .اضافة اعلان


ويتوقع بحسب عضو الجمعية الفلكية الأردنية والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك هاني الضليع، أن يدخل الغلاف الجوي منها أكثر من ستين شهاباً في الساعة، ويرتفع العدد إلى 120 شهاباً في الظروف الاستثنائية للرصد ، 'إذ انه بالرغم من وجود القمر في أيامه الأخيرة ، إلا أن أثره لن يكون كبيراً على الشهب حيث سيشرق متأخراً عنها بأكثر من ساعتين.' ويوضح أن سبب تسميتها بالرباعيات يعود إلى كوكبة نجمية سماوية كانت تدعى (ذات الربع الجدارية – وهي آلة فلكية)، واستبدل اسمها لاحقاً بالعواء وتقع قريباً من بنات نعش الكبرى التي تعرف بالدب الأكبر. ويؤكد أن الأجواء مثالية للرصد، حيث يزداد صفاء السماء إذ جاءت بعد هطول مطر أو ثلوج، خصوصاً في تلك الليالي التي يتوقع فيها حدوث الانجماد، فهي ليال مثالية للرصد الفلكي، إذ أن السماء فيها تكون خالية تماماً من الغيوم، وهذا هو المتوقع حدوثه يوم الأحد ليلة الاثنين بعد الثلوج التي شهدتها المملكة.

وعن رصد الشهب يبيّن الضليع أن موعد الزخة يأتي متأخراً بعد منتصف الليل وفي أيام الاسبوع، لذا فإن أفضل مكان للرصد سيكون بالنسبة لهواة الفلك وأعضاء الجمعية الفلكية الأردنية هي سطوح منازلهم ، مع الحيطة والحذر في التعامل مع الانجمادات والبرد الشديد ، حيث يطلب من كل راصد أن يدفئ نفسه بطريقة تضمن له الصمود للرصد مدة ساعتين أو ثلاث ساعات ابتداءً من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .

وقال إن ذروة هذه الزخة محدودة الوقت، فمن المتوقع أن تعبر غلافنا الجوي كرات نارية كبيرة في أوقات قصيرة حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل .

وأكد الضليع تألق كل من كوكبي المشتري والزهرة في السماء، حيث يتوسط المشتري السماء في الوقت الذي يسطع فيه الزهرة فوق الأفق الشرقي، كثالث ألمع الأجرام السماوية بعد الشمس والقمر، وبالقرب من كوكب المشتري يمكن متابعة كوكب المريخ، الذي يتميز بلونه الأحمر قريباً من نجم السماك الأعزل في برج العذراء وتشكل ثلاثتهم مثلثاً فوق الأفق.

ولأن القمر في أيامه الأخيرة من الشهر، يبين الضليع أن الناظر إليه باستخدام تلكسوب أو منظار سيتمكن من رؤية تضاريسه المعروفة بالفوهات القمرية التي تسببت بها النيازك، التي ضربت سطح القمر قبل مليارات السنين، وخلفت آثارها على شكل حفر دائرية تتفاوت في أقطارها بين بضع سنتمترات ومائتي كيلومتر وهي سلاسل جبلية كبيرة ترى معالمها بهذا الشكل لبعد القمر الكبيربمسافة 384 ألف كيلومتر.

وقال ان نجوم السماء الظاهرة في تلك الليلة سيكون أجملها على الإطلاق مجموعة بنات نعش الكبرى، ذات النجوم السبعة المشهورة، التي تتشكل على شكل مقلاة أو مغرفة والتي هي جزء مما عرفه القدماء بالدب الأكبر وهي دليل السماء إلى بقية الكوكبات والبروج السماوية .

واشار الى ان هذه النجوم السبعة تتميز بأسمائها العربية التي تكتب في الخرائط الفلكية بأحرف لاتينية كالدب والمئزر والمغرز والقائد، وفي السماء من مثيلاتها العربية ما يربو على المائتين والسبعين نجماً تحمل جميعها أسماءً عربية نقلتها أوروبا عن كتب الفلك العربية القديمة ككتاب عبد الرحمن الصوفي صور الكواكب الثمانية والأربعين. وقال ان الناظر صوب الأفق الغربي من السماء سيرى عدداً كبيراً من النجوم اللامعة وتشكل معاً مع يعرف بالسداسي الشتوي وهو عبارة عن ستة نجوم لامعة ترى شرقاً في أيامنا هذه ولكن مع بداية الليل لا مع آخره.

ويذكر أن من الظواهر الفلكية النادرة والمشاهدة في هذه الأيام هو مذنب كاتالينا، الذي يرى بواسطة منظار (دربيل) في نفس اتجاه زخة الشهب ، ويمكن الحصول على موقعه الدقيق من خلال الخرائط الفلكية أو عبر موقع الجمعية الفلكية الأردنية.

بترا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة