الوكيل - بعد ابتكارهم طرقا شتى، كوضع أطفال، صغار على الإشارات الضوئية، لممارسة التسول... بدأ أرباب أسر، باستغلال إعاقات أبنائهم الجسدية، للحصول على المال، بشكل سريع وسهل، حتى لو كان على حساب 'شرف ونفسية وتعب' فلذات أكبادهم.
'سعاد'، اسم مستعار، استطاعت أن تكوّن ثروة مالية كبيرة، تضمنت رصيدا ماليا في البنوك، و6 سيارات فضلاً عن فتح مكتب تكسي، وذلك جراء استغلالها لإعاقة ابنة زوجها الجسدية، عبر إجبارها على التسول في شوارع العاصمة.
قصة (سعاد)، هي واحدة من ملفات مكافحة التسول لدى وزارة التنمية الاجتماعية، التي حصلت 'الغد' على نسخة منها، وتكشف الأبعاد المتعددة للتسول، والتي تتجاوز جنحة التسول، بحد ذاتها، لتصل حد الإهمال والإساءة للأطفال وذوي الإعاقة، فضلا عن شبهات الاتجار بالبشر.
وفي تفاصيل القصة، فإن زوجة الأب أجبرت، على مدار أعوام الطفلة 'لين'، التي ولدت مبتورة اليدين، على ممارسة التسول.
وتقول الوزارة إن زوجة الأب كانت تطلب من الطفلة 'إخافة' المواطنين، في حالة عدم التجاوب معها، وإعطائها نقودا، فيما كانت (سعاد) تستولي على كامل المبلغ الذي تحصله 'لين'.
وقدرت 'التنمية الاجتماعية' المبلغ، الذي كانت تجمعه الطفلة، ما بين 100 و150 دينارا يوميا، في حين أظهر الملف ضعف دور الأب في إدارة شؤون أسرته ورعايته لطفلته.
ويقول الناطق باسم الوزارة فواز الرطروط إن 'نسبة ذوي الإعاقة من المتسولين قليلة جدا، وفي غالبية الأحيان فإن من يتم ضبطهم يدعون الإعاقة بهدف كسب التعاطف، لكن هناك حالات يتم فيها استغلال ذوي الإعاقة من قبل أسرهم في التسول، كحالة زوجة الأب هذه'.
وأكد أن 'مهمة الوزارة تتلخص في ضبط المتسولين وتحويلهم إلى الجهات الأمنية المختصة، أما في حالة ذوي الإعاقة أو الأطفال المحتاجين للحماية والرعاية، فيتم تحويلهم إلى دور الرعاية التابعة للوزارة'.
ولفت الرطروط إلى أهمية تكييف تلك الحالات أمام القضاء، بحيث لا يتم اعتبارها تسولا فقط، إنما يُضاف إليها توصيف الاستغلال والإساءة وحتى الاتجار بالبشر، كون بعض حالات التسول المضبوطة 'ترتقي لأن يتم توصيفها على أنها اتّجار بالبشر'.
وكانت الوزارة ضبطت في أكثر من مناسبة 'قيام متسولات باستئجار أطفال حديثي الولادة، بمبلغ 20 دينارا شهريا، طمعا بالحصول على تعاطف أكبر وبالتالي مزيدا من الكسب'.
وكشف الرطروط عن إعداد الوزارة لمجموعة أفلام قصيرة تتحدث عن قضايا التسول، سيتم نشرها خلال الحملة التوعوية لحث المواطنين على ضرورة عدم التعاطف مع المتسولين.
وبين أن الحملة ستشمل أربعة أفلام قصيرة، تتحدث عن قضايا متسولين وتبعاتها، والضحايا لهذا النوع من السلوكيات.
أحد هذه الأفلام يتحدث عن رجل عمد إلى اصطحاب أطفاله معه في سيارته، إلى محافظة العاصمة، قبل أن يقوم بتوزيعهم على إشارات ضوئية للتسول، فيما يأخذ هو دور المراقب من بعيد.
وبحسب ملفات 'التنمية الاجتماعية'، فإن أحد الآباء فقد تواصله ذات مرة مع ابنته المتسولة، ليتبين له لاحقا 'أنها تعرضت للاغتصاب من قبل شخص أغواها بالمال'.
وحذر الرطروط من أن التسول يشكل طريقا لانحراف الأبناء، وانتهاكا لحقوقهم، وتهربا لبعض الآباء من مسؤولية رعاية أبنائهم، والدفع بهم إلى الأخطار، التي لا تحمد عقباها.
وأشار إلى سمات المتسولين، والتي من أهمها أنهم ليسوا بفقراء إنما قادرون على العمل يسعون إلى الربح السريع دون تعب، وفي كثير من الأحيان بوسائل مبتكرة.
وأكثر تلك الطرق شيوعا، هي توزيع الأطفال على الإشارات الضوئية للعمل كباعة متجولين، حيث يعمد هؤلاء لإلقاء بضائعهم على الأرض والادعاء بان فرق تفتيش وزارة التنمية قامت بإلقاء تلك البضائع، ليكسبوا تعاطف المواطنين ويحققوا ربحا سريعا، على ما أضاف الرطروط.
وأكد الرطروط 'أنه تم ضبط حالة لأب قام بتشغيل أبنائه الـ13 بنفس هذه الطريقة، حيث كانت الحصيلة اليومية لما يجمع تقارب الـ200 دينار'.
حالة أخرى مشابهة لرجل متزوج من 3 نساء، ولديه عدد كبير من الأبناء، يقوم باستغلال دفتر العائلة لكسب تعاطف الناس لجهة عدم قدرته على إعالة عائلته كبيرة الحجم، وفق الوزارة التي أكدت 'قدرته على العمل، كونه لائقا صحيا، لكنه يرفض العمل بحجة أن التسول أكثر جدوى'.
ووفقا للرطروط، تسعى الحملة التوعوية للحد من ظاهرة التسول عن طريق بث رسائل اتصالية، إذ قامت الوزارة بتشكيل لجنة خاصة، لإعداد رسائل اتصالية تخاطب عقل وقلب المواطن، تركز على الجانب الوقائي وحث المواطنين على عدم التجاوب مع أسلوب الاستجداء الذي يعتمده المتسولون.
وبلغ عدد المتسولين ممن ضبطوا العام الماضي، أكثر من 2500، مقابل 2100 بالعام 2012، يشكل الأردنيون منهم 85 %، والجنسيات الأخرى 15 % غالبيتهم سوريون.
وتظهر أرقام العام الماضي ارتفاع ظاهرة التسول بين النساء بحوالي الربع، مقارنة بالعام قبل الماضي، بينما زادت الظاهرة بين الرجال بنسبة 7 % خلال الفترة نفسها.
وبحسب الأرقام، فإن عدد من ضبطتهم فرق مكافحة التسول، ارتفع من 1196 العام قبل الماضي إلى 1481 العام الماضي، بنسبة زيادة بلغت 24 %.
كما تظهر أن ظاهرة التسول بين البالغين زادت العام الماضي بنسبة 16 % مقارنة بقبل الماضي، إذ ضبطت العام الماضي 2520 بالغا، مقابل 2169 قبل الماضي.
وفي المقابل، تراجعت أعداد الأطفال المضبوطين بنسبة 28 %، إذ ضبط 450 العام الماضي، مقابل 621 قبل الماضي، فيما انخفضت أعداد الأطفال الذكور المضبوطين أثناء تسولهم بنسبة 66 %، إذ ضبط 113 العام الماضي، مقابل 302 قبل الماضي.
في حين شهد التسول بين الفتيات زيادة طفيفة، إذ ضبطت 337 فتاة العام الماضي مقابل 319 العام 2012.
الغد
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو