السبت 2024-12-14 03:27 م
 

سائقة السرفيس صباح السيلاوي: العمل ليس "عيبا" ما دام شريفا

12:07 ص

الوكيل – تنهض الأربعينية صباح السيلاوي (ام صهيب) مبكرا بعد صلاة الفجر يوميا، للانتظام بعملها غير المألوف بالنسبة للمرأة، في تحد هو الأول من نوعة بمحافظة إربد، كسائقة سرفيس على خط الرمثا – عمان.اضافة اعلان


أم صهيب الذي تلتزم بدورها مع زملائها في المهنة بمجمع سفريات الرمثا، تشير إلى ان العمل ليس 'عيبا' ما دام شريفا ويحقق دخلا من شأنه تلبية متطلبات أسرتها المكونة من 5 أفراد، لافتة إلى أنها وطيلة فترة عملها على السرفيس لم تواجه أي مشاكل تذكر من قبل الركاب أو أي جهات اخرى.

السيلاوي الأرملة، لا تمتلك من الحياة إلا سرفيسا، اضطرت للعمل قبل ذلك سائقة على خط (الرمثا – الشام) لمدة 20 عاما، إلا أن الظروف الأمنية وإغلاق الحدود مع سورية، اضطرتها إلى تغير اتجاهها للعمل على خط (الرمثا – عمان)، بعد حصولها على تصريح مؤقت من هيئة تنظيم قطاع النقل.

تقول السيلاوي، إنها تصحو مبكرا بمنزلها الواقع في مدينة الرمثا وتقوم بتفقد مركبتها، وبعدها تنطلق إلى المجمع وتقوم بتحميل الركاب، متوجهة إلى عمان، مشيرة إلى انها تقوم ايضا بتحميل الطلبة إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا.

وتضيف السيلاوي إنها لا تجد اي حرج في عملها بتحميل الركاب، وان عملها في هذه المهنة بجانب زملائها من الرجال تأتي لإثبات قدرة المرأة على خدمة أسرتها ووطنها، إضافة إلى اثبات أن المرأة قادرة على العمل في اي مهنة، لافتة إلى ان مهنتها فضلا عن كونها مصدر دخل لأسرتها، فهي بالنسبة لها هواية، إذ أنها تحب ممارسة القيادة.

وتؤكد أنها وطيلة عملها في هذه المهنة لم تتعرض لأي مخالفة مرورية، جراء التزامها بالقواعد والشواخص المرورية، لافتا إلى أنها تحرص على السير في الشوارع حسب السرعات التي حددتها الشواخص المرورية، مؤكدة أن السرعة على الطريق غير مبررة مطبقة المثل 'ان تصل متأخرا خير من أن لا تصل'.

وتشير إلى أن أجرة الطريق ما بين الرمثا وعمان تبلغ دينارين و10 قروش، مؤكدة انها في كثير من الاحيان تتغاضى عن 'القروش'، مشيرة إلى ان الركاب متقبلون للفكرة وليس لديهم اي استغراب من عملي سائقة سرفيس على الخط.

وتضيف ان هنالك بعض الركاب يقومون بالانتظار لحين وصول دورها من اجل الركوب، نظرا لما يشعرون به من الأمان والقيادة الهادئة، مؤكدة انها تسافر يوميا من الرمثا لعمان ما يقارب 6 سفرات ذهابا وإيابا، وأن عملها فيه نوع من التسلية، إلى جانب توفير دخل لها في ظل الظروف المعيشية الصعبة، بعيدا عن طلب المساعدة من اي جهة.

وتؤكد أن المرأة الأردنية قادرة على الانخراط في أي عمل ومهنة يعمل بها الرجال، بوجود التصميم والمثابرة في عقل وروح المرأة الأردنية، لافتة إلى ان الظروف اختلفت وتطورت ولدينا في الأردن ملايين من الفتيات والنساء المتعلمات، وهن مع الرجال عماد هذه الأمة وتقدمها ورفعتها، فالمرأة أثبتت وجودها وتفوقها في عملها وإبداعها.

وترى أنه لا توجد فروق جوهرية في أي عمل أو مهنة بين الرجل والمرأة، إذ أن النساء أثبتن أنهن قادرات على شغل أي وظيفة مهما كانت صعبة أو مرهقة، حامدة الله الذي أعطاها الجرأة والصبر والقدرة على الاستمرار بهذا العمل.

وتضيف أنه في البداية ومنذ حوالي 20 عاما حصلت السيلاوي على رخصة قيادة عمومي لتعمل سائقة سيارة أجرة رغم معرفتها أن هذه المهنة ليست سهلة للمرأة، وفيها الكثير من المتاعب والتحديات، وربما يصعب اختراق هذه المهنة الخاصة بالرجال، إلا أنه وبعد مضي السنوات بات الأمر طبيعيا.

بدوره، قال رئيس قسم سير الرمثا الرائد خلدون ضمرة إن السيلاوي حاصلة على رخص قيادة عمومي وتعمل على مركبة سرفيس خط الرمثا – عمان منذ سنوات، بعد ان كانت تعمل على خط الرمثا الشام، لافتا إلى ان رقباء السير أوقفوها عدة مرات، وكانت جميع الاوراق قانونية ولا يوجد عليها اي مخالفات.

وأكد ضمرة ان هنالك رقباء سير بالزي المدني من المباحث المرورية قاموا بالصعود معها في السرفيس، ولم يجدوا عليها أي مخالفة وملتزمة بقواعد وشواخص المرور، مؤكدا أن السيلاوي لم تتعرض لأي مخالفة طيلة عملها كسائقة سرفيس، إضافة إلى عدم تعرضها لأي مضايقة من قبل الركاب.

من جانبه، قال متصرف لواء الرمثا، بدر القاضي إن السيلاوي مثال يحتذى به على قدرة المرأة الأردنية في العمل بجميع الميادين، لافتا إلى ان نعمة الأمن ووجود الدوريات الأمنية في الشوارع الخارجية مكن المرأة من قيادة المركبة ليلا ونهارا.

الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة