الخميس 2024-12-12 11:37 م
 

سرقة عالمكشوف

06:54 ص

أنا منهمك حاليا في اعداد الترتيبات النهائية مع حسن ابو علي لغايات حفل عزاء كتابي الأخير، وفي الوقت ذاته اراقب الطقس جيدا، خشية أن يبدأ الشتاء في أول الخريف (على دوري ) يعني ذللك اني لم اكتب مقالا، لذلك – ولأسباب نفعية- ، فقد سرقت بعض ما قاله الإعلامي الأردني المعروف الأستاذ راتب المرعي، حول كتابي في برنامجه الثقافي، الذي يبث من خلال الإذاعة الأردنية....عليهم.اضافة اعلان

«عن دار الضفاف للنشر في بيروت، صدر حديثا الكتاب الحادي عشر للكاتب والصحافي يوسف غيشان، تحت عنوان « أطلق قمرنا يا حوت : هرطقات ساخرة « .
الكتاب جاء في مئة وخمس وسبعين صفحة من القطع دون المتوسط، توزعت على خمس وستين مقالة قصيرة، شكلت بمجموعها رصيدا طيبا، يمكن أن يتسلح به المواطن العربي ؛ لينفقه على شكل قهقهات يطلقها في وجوه من طيّنوا حياته، وطعطزوا لحقوقه، وهو يقول : أنا عارف، وهو عارف ، و...أنت عارف! .
منذ صفحة الغلاف الأولى للفنان علي فرزات التي جاءت متماهية مع موضوع الكتاب، ومتناغمة مع فكرته - ندرك أولى الرسائل التي يريد يوسف غيشان إيصالها إلى القارئ، وهي تلك المفارقة العجيبة التي تعيشها كثير من الجماعات والمجتمعات، والأمم والشعوب، وهي تتقاتل وتتصارع، وتتعادى، وتتبادل اللكمات الموجعات، وهي حافية جائعة، في الوقت الذي يركبها فيه أناس، يفترض أن يكونوا في حالة صراع وصدام، أو تنافس على الأقل، مع الأعداء والخصوم المفترضين. ولكن الراكبين يتصافحون، من فوق رؤوس المركوبين وأكتافهم.
***
وفي ما يشبه المقدمة، يؤكد يوسف غيشان أن ما تعانيه أمتنا العربية من أمراض وأدواء، ومعضلات ومشكلات ، ولعانة حرسي، وأكل هوا، هي ذاتها عند الجميع من أمة العرب. وبالتالي ، فإن الكتاب موجه إلى القارئ العربي ، أينما كان من موطن ( أعرب الناس لسانا وأنضر الناس عودا ) .
كتاب يوسف غيشان الصادر حديثا هو كبقية كتبه وكتاباته، عصية على التلخيص، تتأبّى على أن تكون على غير ما هي عليه . ولكنها، والشهادة لله، تمتلك ميزتين خاصتين .
الأولى تتمثل في أن القارئ إذا ما فتح دفتيها، أقصد كتب يوسف، فلن يرفع رأسه عنها، حتى ينتهي منها ، وهـــــــــو في حالة « حمل « بتوأمين هما :دمعة بين الرموش، وابتسامة بطعم الدفلى.
والميزة الثانية في كتب يوسف غيشان، هي أنك، عزيزي القارئ، إذا ما ولجتها من مقدمتها الأولى، أو .. من جهتها الثانية، تظل هي هي، تقدم لك في كل مقالة ما يجعلك تعيد « توضيب « وترتيب ، كثير مما أدمنت رؤيته ومعايشته، دون أن تتساءل مرة واحدة، من قبل، عما يشتمل عليه هذا المرئي المعيش من قبح، وسوء، وقرف.
يوسف غيشان في كتابه هذا، كما في بقية كتبه، يحمل «مشحافا « كبيرا، بحجم الوطن العربي، يحك به ما تراكم على وجه السحنة العربية من طبقات الطلاء ؛ ليتبين لنا العفن والأفن، ولنكتشف ، كعرب ، أن بشاعة مرعبة، تفترش حياتنا خلف طبقات «الميك أب « التي نغرق فيها بفعلنا، أو بفعل أبناء الفاعلين.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة