عند كل حديث عن مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في الشهر المقبل يتم تبادل مواقف الرفض بين النظام وبين المعارضة . الائتلاف الوطني يرى ان لا مشاركة بوجود الأسد والنظام يرى ان المعارضة معارضات وبالتالي لا يعترف بانها تمثل أحداً .
مثل هذه المواقف المتباعدة تبدو طبيعية بين خصوم وأعداء ، وفي مضامينها يكمن جزء كبير من الحقيقة ، فاي مؤتمر يقود الى نتائج تبقي على حكم الأسد وأركان نظامه الأمني يخالف المنطق وينتهك ابسط المفاهيم الإنسانية . لأنه اذا اسفر جنيف عن إتفاق دولي بابقائه بعد ان قاد حربا ضد جزء كبير من شعبه ، سقط فيها 110 الاف قتيل ودمر 40 بالمئة من المدن والحواضر ، وشرد 8 ملايين منهم مليوني لاجئ في الخارج سيكون كمن يعتبر جرائم الاسد أساساً لشرعية جديدة له يحكم بها الشعب السوري .
أيضاً لا تخالف الواقع اتهامات وزير الإعلام السوري للمعارضة بانها « معارضات « ، فالانقسام واضح بالطول والعرض بالغايات والأهداف بين ( أجسام ) المعارضة بهوياتها السياسية والعسكرية بما يجافي الحقيقة القول بان الائتلاف الوطني ( غير الموحد عمليا ) هو الممثل الوحيد للشعب السوري .
في الواقع لم يعد للطرفين في سوريا ، النظام والمعارضة ، وزن مؤثر في جنيف المقبل خارج ما ستقرره الأطراف الإقليمية والدولية التي تشارك في المؤتمر . من سيفاوض ويقرر عن النظام في نهاية الأمر هم الروس والإيرانيين ومن سيفعل ذلك عن المعارضة هي أمريكا وفرنسا والدول العربية الخليجية بشكل خاص .
كان مقررا ان يعقد مؤتمر جنيف في حزيران الماضي بعد اتفاق لافروف - كيري غير انه تأجل لأجل غير مسمى بعد معركة القصير بإرادة إقليمية ودولية تحت ذريعة ( خلق توازن عسكري بين المعارضة والنظام على الارض ) قبل عقد المؤتمر ، التوازن الآن موجود لكن ليس بفعل القوى العسكرية للطرفين انما بفعل التغيرات الاستراتيجية التي وجدت نتيجة ( ازمة هجوم الكيماوي ) والتهديد الأمريكي بضربة عسكرية مدمرة والحشد لها في المتوسط وما نجم عن ذلك من نزع السلاح الكيماوي بالتوازي مع ضخ الأسلحة للمعارضة .
ازمة الكيماوي أثبتت ان القضية السورية لم تعد ازمة نظام ومعارضة انما ازمة إقليمية ودولية بامتياز ، وان المدخل الى حلها هو الوصول الى الشعب السوري ليقرر بكامل ارادته الحرة من يمثله ومن سيحكمه في سوريا الجديدة من خلال خيارات ديموقراطية بمراقبة دولية وفي ظل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ، بدون هذا الحل لا توجد فرص ولا بيئة لنجاح حلول أخرى في جنيف أوغيرها .
السؤال : هل سينجح جنيف 2 في تحقيق هذا الحل ليختار الشعب السوري بنفسه وبدون ضغوط وقتل وإرهاب ممثليه الشرعيين وحكامه المنتخبين ؟ . الجواب : نعم اذا اتفق ( الأعضاء غير السوريين ) المشاركين في جنيف على ان يتفقوا .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو