الإثنين 2024-12-16 01:27 ص
 

شاب عراقي: خدعوني كي أشارك في القتال بسوريا

03:17 م

الوكيل - 'ذهبت إلى سوريا للمشاركة في حماية المراقد الدينية المقدسة، فوجدت نفسي أشارك في الحرب الداخلية هناك رغما عني.. لقد تعرّضت لعملية خداع'.. بهذه الكلمات لخّص الشاب العراقي الشيعي ح.م (38 عاما) رحلته إلى الأراضي السورية، التي عاد منها مصابا في قدمه بشظية لقذيفة هاون.اضافة اعلان


ويقول (ح.م)، الذي دفعه الخوف إلى طلب عدم نشر اسمه، لوكالة الأناضول للأنباء: 'التحقت بصفوف لواء أبو الفضل العباس، الذي يجند الشباب العراقيين للذهاب إلى سوريا تحت ذريعة حماية المراقد الدينية المقدسة، وبينها مرقد السيدة زينب في ريف دمشق'.

تأسس لواء 'أبو الفضل العباس' عام 2012 كقوة عسكرية شيعية مهمتها الرئيسية المعلنة هي حماية مرقد السيدة زينب.

ويضيف الشاب العراقي، الذي يقطن مدينة العمارة (جنوب شرق)، أنه بعد التحاقه بصفوف لواء 'أبو الفضل العباس' في شهر مارس/آذار الماضي، منحه القائمون على اللواء مبلغ ألف دولار أمريكي قبيل توجهه إلى إيران عن طريق البر.

ويمضي قائلا: 'التقيت هناك مع عدد من الشخصيات التي تمثل قيادات لواء أبو الفضل العباس، بينهم الشيخ (ك. الساعدي)، وهو عراقي الجنسية.. أقمت في مدينة قم (جنوبي إيران) لمدة أسبوع قبل أن أسافر إلى سوريا جوا'.

وتابع : 'بعد وصولي إلى العاصمة السورية دمشق التقيت أحد رجال 'أبو الفضل العباس'، وهو عراقي الجنسية وبرفقته أحد قيادات حزب الله اللبناني (الشيعي)، وهو رجل يكنى 'أبو فرقد'، وخلال ثلاثة أيام انتقلت إلى أحد مقرات اللواء قرب مرقد السيدة زينب في سوريا، والتقيت هناك بالعديد من المقاتلين العراقيين، وتم تسليمي معدات القتال، بينها بندقية قناص روسية الصنع'.

ويشير الشاب العراقي، الذي يتجنب إعطاء المزيد من أسرار عملية نقل الشباب العراقيين إلى سوريا، إلى أنه شارك في معارك خفيفة في محيط مرقد السيدة زينب بريف دمشق.

ويضيف: 'بعد أقل من أسبوع من وصولي إلى سوريا فوجئت بإبلاغي وأربعة من رفاقي بالانتقال إلى منطقة معارك جديدة تدعى القصير (غربي سوريا) وأنه يجب علينا الذهاب للدفاع عن الشيعة المحاصرين هناك'.

ويوضح (ح . م): 'كنت أظن أن مهمة لواء أبو الفضل العباس تنحصر في الدفاع عن المقدسات وإنهم غير معنيين بالاقتتال الداخلي في سوريا، لكنني صدمت بهذا القرار خاصة بعد أن تبين لي أن القصير لا يوجد فيها أي مرقد من المراقد المقدسة، وأننا مجبرون على تنفيذ الأوامر'.

ويضيف 'دخلنا إلى القصير بشكل جدا صعب حيث كانت تدور معارك شرسة للغاية'.

وشهدت مدينة القصير معارك شرسة بين قوات النظام السوري المدعومة بعناصر من حزب الله، وقوات الجيش السوري الحر التابعة للمعارضة، انتهت بسيطرة قوات النظام السوري على المدينة مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي.

ويروى الشاب العراقي كيفية إصابته في إحدى المعارك بالقصير قائلا: 'في إحدى الليالي كنا نحاول الاستراحة بعد معارك طوال النهار، عندما انهالت علينا قذائف الهاون وأدت إلى استشهاد عدد من مقاتلي لواء 'أبو الفضل العباس'، وإصابة آخرين كنت منهم'.

ويضيف (ح.م): 'أصبت بشظية قذيفة هاون في قدمي بينما كنت أتنقل من موقعي إلى موقع آخر وفقدت الوعي، ولم أشعر بنفسي إلا داخل مستشفى ميداني تابع لحزب الله'.

ويوضح: 'بقيت في المستشفى يوما واحدا نقلت بعده برفقه عدد من المصابين، والذين كانت إصاباتهم خطيرة إلى منطقة قريبة من القصير كان فيها مستشفى ميداني، وتم معالجتنا فيها على أتم وجه، ومنحوني إجازة مرضية عدت خلالها إلى منزلي عبر إيران'.

ويبدي حزنه من أن إصابته منعته من القتال إلى جانب أفراد لواء أبو الفضل عباس لحماية مرقد السيدة زينب، قائلا لمراسلة الأناضول: 'ذهبت إلى سوريا لهذا الهدف وليس للمشاركة في الحرب الداخلية'.

ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول للسلطة.

إلا أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، التي تدعمها إيران وحزب الله اللبناني، وبين قوات المعارضة؛ حصدت أرواح أزيد من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع في البنية التحتية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة