الوكيل - يخرج الثلاثيني محمد من منزله في محافظة جرش إلى عمان يوميا ليبيع الورود على إشارة ضوئية جنباً إلى جنب مع بائع العلكة، منعاً لعودة «فقر نخرّ في بناء بيته إلى حد لم يعد يطاق».
«بائع الورد» خيار محمد الوحيد على الرغم من حصوله على شهادة الدبلوم، إلا أنه اتخذها مهنة كونها لا تتطلب جهداً كبيراً، إضافة لعدم التحرج من بيعها للناس باعتبارها سلعة محببة للجميع، وفوق هذا وذاك لإطعام أربعة أبناء وزوجة.
سوق مزدحم
يقول محمد لـ الرأي «بدأت الفكرة بسبب ظروفي المعيشية الصعبة ليكون بيع الورد بالنسبة لي سبيلاً للتمكن من إعالة أطفالي الذين كنت أراهم زهورا لتتشكل لدي قناعة إنني حاليا أبيع الورد لتغطية تكاليف زهوري الخاصة».
يعترف محمد بأن سوق العمل في المملكة أصبح مزدحماً و»لم يعد بحاجة الى توظيف الأردنيين لان هناك عمالة سورية تغطي مكانهم وباقل الرواتب».
ويلفت إلى أنه كان يعمل بإحدى الشركات الخاصة براتب 300 دينار وما ان حدثت الأزمة السورية حتى توافد علينا السوريون و»هنا حدثت مشكلتي حيث استبدلوا مكاني بشابين سوريين وبراتب شهري 100 دينار لكل واحد منهما وخرجت انا للشارع ولم اجد غير بيع الورد سبيلآ لانقاذ عائلتي من الفقر والجوع».
وتشير أرقام رسمية إلى وجود أكثر من 480 ألف لاجئ سوري على أراضي المملكة. فيما تؤكد أرقام وزارة العمل أن عدد المصريين العاملين في الأردن يزيد على 600 ألف عامل.
أرقام وإحصائيات
كثير من الشباب حالهم كحال محمد رفضوا الركون إلى ظروفهم، وانتظار ما يجود به الزمن، ورفضوا ما يسمى «ثقافة العيب» ليجدوا مخرجاً لأعباء الحياة.
الأرقام الرسمية تشير الى ارتفاع نسبة البطالة في الأردن الى 12.8 % في الربع الأول من العام الحالي بحسب تقرير دائرة الإحصاءات العامة.
هذه الإحصائية تقابلها أرقام غير رسمية تتحدث عن نسب تفوق ما ذكرته الإحصاءات بنحو الضعف.
اقتصاد الظل
ورغم اعتراف المحلل الاقتصادي حسام عايش بأن ثقافة العيب «اقل مما كانت عليه في السابق» في مجتمعنا الذي يوصف بالفتي، أكد أنها «ما زالت موجودة بصورة أو بأخرى».
ويشدد عايش على أن ثقافة العيب واحدة من المشكلات التي يواجهها مجتمعنا، وهي أدت إلى الإحجام عن القيام بأعمال ووظائف ومهن مختلفة وتركها للعامل الوافد، الامر الذي ادى الى ضعف توظيف الأيدي العاملة الأردنية في هذه المهن والوظائف، وما «يترتب على هذه الثقافة من خسارة المردود المادي لصالح العمالة الوافدة».
ويقول: نتيجة لمتطلبات الحياة اليومية والضغط الاستهلاكي على المواطنين وبخاصة فئة الشباب دفعهم القيام بأعمال ومهن مختلفة كانت حكراً على العمالة الوافدة.
ويذكر أن الاقتصاد غير الرسمي او بمعنى آخر «اقتصاد الظل» بدأ يستوعب المزيد من الأيدي العاملة غير المنظمة التي تجاوزت ثقافة العيب.
وهذا الاقتصاد، بحسب عايش، يشكل حوالي 25 – 30 % من الناتج المحلي الاجمالي.
وتبقى القضية الأهم، وفق أساتذة اجتماع، هي طلاب الجامعات الذين يقودون عملية التغيير لثقافة العيب وسوق العمل، حاثينهم على العمل بجميع المهن التي يعمل بها العامل الوافد.
الرأي - عبدالله الحديدي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو