في باب العامود , وعلى تراب القدس ..أعدمت إسرائيل فتى فلسطيني , وقد بثت قناة (الحدث ) عملية الإعدام , مباشرة وعلى الهواء ...
في البداية أطلقوا عليه القليل من الرصاص , فسقط ...كان يحتضر بإنتظار صعود الروح لخالقها , ولم يتركوه ثم سددوا مزيدا من الصليات ...وفي كل طلقة تخترق جسده كان يهتز الجسد...ثم ما لبث أن أستشهد .
يعدم الفلسطيني في عالمنا العربي ميدانيا , أمام عيون الكاميرات ...أمام الناس ويشرعن العالم لهم ذبحنا ...وهذا المشهد هو ذاته المشهد الذي نقلته جريدة (معاريف) الإسرائيلية , عام (1978) حين أجهز (إيهود باراك) على دلال المغربي الشهيدة الفلسطينية قائدة عملية (دير ياسين) ...والتي إختطفت باصا يحمل جنودا إسرائيليين , عائدين من حيفا (لتل أبيب) ...وقتل فريقها من فيه ...ولأن (باراك) يومها كان فاقدا لأعصابه , ذهب إليها وهي تحتضر وجسدها مليء بالرصاص وأطلق على رأسها ...فاستشهدت على الفور ...وقد ظهرت الصورة في اليوم الثاني على غلاف معاريف ...
إسرائيل لا تدرك , أن السلوك المشين لجنودها من دلال المغربي وحتى إعدام فتي باب العامود هو واحد ...لا تدرك أن عمر دلال المغربي في ذاك الوقت كان (19) عاما وعمر فتى باب العامود لا يتجاوز الـ (18) عاما ...وهذا يدل على أن فلسطين أكبر من أحلام شهداء ..ما زالوا في أول الخطى , تجاوزوا عن الدراسة وعن فرح الشباب , وعن الحلم بالزواج وبناء منزل وأختاروا الموت لأجل وطنهم
ما اشاهده في فلسطين الان , هو تذكير بزمن (دلال المغربي) ..هو فن للتكتيك الثوري الجديد الذي تصنعه الجماهير , وليس القيادات ...فالطعن هو مقدمة لهذه الإنتفاضة , وأظن أن القادم خطير ...فالجيل الذي يقود الثورة الان هو جيل اقل من (العشرين) ..وهذا يعني أن إسرائيل فشلت في تغيير التفكير الفلسطيني , وكان كل حلمها يكمن في أن تجعل فتية رام الله ونابلس والخليل يقبلون بها أو يعترفون بها .
في زمن دلال المغربي , كانت القيادات الفلسطينية تقرر والشباب ينفذون الان الشباب هم يقررون , والقيادات تتبعهم ..فالفتى الذي سقط في باب العامود لم يتلق أمرا فصائليا , ولا تدريبا حزبيا هو من تلقاء نفسه تطوع للشهادة والطعن ...
في زمن دلال المغربي , كانت العملية تحتاج لتسلل عبر الحدود , الان الوضع مختلف فالفلسطيني على أرضه ولن يتسلل ...حتى من شباك منزله يستطيع إطلاق الرصاص ...ولكني مؤمن أن من يصنعون ثورة فلسطين هم جيل (العشرين) وليس غيرهم , فقد إفتتحت دلال المغربي زمن الفداء في العام (1978) واليوم تفتتح السكاكين فصلا جديدا من فصول الثورة الفلسطينية .
الفلسطيني المخضب بالدم في باب العامود حين شاهدته تذكرت بدايات الثورة الفلسطينية وعملية (ديرياسين) التي قادتها دلال , نفس المشهد ونفس البندقية , ونفس الحقد , ونفس الصلف ...غير أن الذي إختلف بين العام (78) والعام (2015) هو أن الفلسطيني الذي يطعن ولد على أرضه , والجنود أمامه وخلفه ..وربما على باب منزله ...ويستطيع إصطيادهم في لحظة .
على كل حال أجد أن السكاكين هي مقدمة الثورة , أما القادم ...فسيكون أخطر وأهم فهذا زمن التكتيك الثوري الجديد , زمن شباب يقررون وقيادات تلحق بهم وليس العكس ....زمن عودة دلال المغربي , فهي لاتحتاج للصفيح والمخيم في لبنان ولا تحتاج لأن تحلم بأرض فلسطين , دلال الان ستقاتل على الأرض التي عشقت وأحبت وافتدت .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو