صراع الأجيال أم «جوع» الأجيال ؟

هناك مقولة او نظرية يُردّدها المثقفون والمفكرون تُسمّى «صراع الاجيال» . وتعني الفارق في طريقة التفكير بين ابناء الجيل الحالي والاجيال التي سبقتهم، سواء في النظرة الى الامور السياسية او الى الحياة عامة.اضافة اعلان


وانا كلما مررتُ بشارع» المدينة»،المزدحم بالمطاعم،أشعر ان المشكلة بين الاجيال تمتد الى « الطبيخ» و»الأكل الجاهز» الذي يتناولونه على السريع بحجّة ان الوقت لا يسمح بالعودة الى البيت وطهي الطعام كما كانت تفعل « اُمّي وأُمّك» و» ستّي وستّك» و»خالتي وخالتك».

كأن الناس،منشغلون في اعمالهم حتى» أخمص اقدامهم».

بينما كل الاحصائيات تؤكد ان الاردنيين اكثر الشعوب حُبّا للعطلة الرسمية وغير الرسمية،ومنهم من يتمنى ان تُمطر السماء،ليس حبا في الخير العميم، بل كي يسمعوا الخبر التقليدي» تعطّل الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة اعمالها نظرا للظرووف الجويّة السائدة».

كنتُ يوم امس مع اصدقاء يكبرونني عُمرا وقدْرا،وتحدثنا عن انواع الطعام المفضل لكل منا.

واكتشفتُ ـ ضمن اكتشافاتي المهمّة جدا ـ، ان الكائن البشري عندما يبلغ « الاربعين» سنة،يميل الى « التغميس «واستخدام اصابعه الثلاثة ومنهم من يستخدم اصابعه الخمس في تغميس الطبيخ. واخذنا «نتوحوح» اي»نتحدث بشهية مُفْرطة» عن «طبخات امهاتنا» التي «انقرضت» في زماننا.

واشرنا الى طبخة» الخُبّيزة» و» العكّوب» و»الفول الاخضر باللبن» بشكل» حصري».

ولما كنتُ اصغر الجالسين « سنّا وقدْرا»،فقد تناولتُ «طقوسي» الخاصة،حين تغيب زوجتي،فأحنّ الى اكلات معينة ،مثل» علبة اللحمة او البولبيف مع حوسة البصل والبندورة»، وكذلك اكلتي المفضلة ،ايام العزوبية،»الفول المدمس مع البندورة والبصل».

نلاحظ مما سبق،ثبات الاصابع في عملية التغميس،واخذنا «نتفلسف» حول «جدلية الاصابع» كرمز من رموز أحساس الانسان بآدميّته.

وانتهينا، الى ان الجيل الحالي من الاولاد والبنات،يفضّلون الطعام الجاهز والسريع والمليء بالدهون والكولسترول. وينبهرون بشكل العلبة والكرتونة والكيس وربما الشاب الذي يحمل الطعام « الدلفري».

كما توصلنا ضمن « مؤتمرنا المصغّر» الى ان الجيل الحالي/يعاني من «جوع مُزْمِن».بعكس الجيل الماضي الذي كان يحرث «دونم ارض» ولم يكن طعامه سوى « رغيف خبز وراس بصل وحبّة بندورة».