الأحد 2024-12-15 09:15 ص
 

صراع المدربين يشعل أجواء النهائي الأوروبي

10:49 ص

الوكيل - يدخل ماسيميليانو اليجري ولويس إنريكي إلى الموقعة المنتظرة بين فريقيهما يوفنتوس وبرشلونة السبت المقبل في نهائي دوري أبطال أوروبا، وهما فخوران تماما بما حققاه هذا الموسم في طريقهما إلى العاصمة الألمانية التي تحتضن المواجهة على ملعبها الأولمبي. ويمكن القول ان اليجري وانريكي ثأرا لنفسيهما واستردا اعتبارهما بعد ان واجها حملة انتقادات من قبل جمهور فريقيهما الذي لم يؤمن بقدراتهما قبل ان يقتنع في نهاية المطاف انهما الخيار الصحيح. حل اليجري في 'يوفنتوس ستاديوم' في صيف 2014 وسط اهانات جمهور 'السيدة العجوز' الذي لم يكن راضيا على الاطلاق عن اسم خليفة انتونيو كونتي المنتقل لتدريب المنتخب الوطني، خصوصا ان المدرب الجديد كان سابقا في معسكر الخصم اللدود ميلان. واعتمد اليجري في بادئ الامر فلسفة الاستمرارية من خلال المحافظة على اسلوب اللعب الذي طبقه سلفه كونتي، اي 2-5-3، قبل ان يبدأ تدريجيا بادخال لمسته الخاصة والاحتكام الى اللعب بطريقة 2-1-3-4 وهو الاسلوب الذي سيواجهه به برشلونة في موقعة السبت.اضافة اعلان

'شعرت بالقلق كثيرا'، هذا ما قاله الظهير الفرنسي باتريس إيفرا عن اللعب تحت اشراف اليجري بعد ان انتقل الى يوفنتوس الصيف الماضي بطلب من كونتي، مضيفا 'تجربتي مع عملية الانتقال بين السير اليكس فيرجسون وديفيد مويز كانت سلبية'، في اشارة الى ما اختبره في فريقه السابق مانشستر يونايتد الانجليزي عندما حل الاسكتلندي ديفيد مويز بدلا من مواطنه الاسطورة اليكس فيرجسون والنتائج المخيبة التي حققها 'الشياطين الحمر' بقيادة مدرب ايفرتون السابق. لكن سرعان ما تبددت مخاوف الظهير الفرنسي المخضرم بعدما نجح اليجري في قيادة يوفنتوس الى الفوز بمبارياته الست الاولى 5 في الدوري وواحدة في دوري الابطال دون ان تتلقى شباكه اي هدف. ولم تكن تلك البداية الرائعة وحيدة، اذ وصل يوفنتوس لنهاية الموسم وفي جعبته لقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي ثم احرز لقب الكأس للمرة الاولى منذ 20 عاما، وها هو يقف الان على بعد 90 دقيقة من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الاولى منذ 1996 بعد ان بلغ النهائي للمرة الاولى منذ 2003. ما هو مؤكد، ان اليجري حقق ما لم يتوقعه الكثيرون بايصال يوفنتوس الى نهائي دوري الابطال، وهو امر عجز عنه كونتي الذي تمنى دائما تحقيق هذا الانجاز لكنه كان يعتقد بان فريقه لا يملك الامكانات التي تخوله الوصول حتى النهاية، وهو قال في احدى المرات: 'من المستحيل ان تجلس على طاولة تبلغ تكلفة الطبق عليها 100 يورو وانت لا تملك في جيبك سوى 10 يورو'، في مقارنة بين الامكانات المادية ليوفنتوس وفرق مثل ريال مدريد وبرشلونة او تشلسي وباريس سان جرمان.
الانجاز الذي حققه اليجري لم يكن بسيطا على الاطلاق، خصوصا انه تمكن في نصف النهائي من تجريد العملاق ريال مدريد من اللقب، وهذا الامر يمنحه شيئا من الثأر الشخصي: 'احد لم يؤمن بقدرتنا على الوصول الى النهائي الذي نستحق الوجود فيه، لنكن واضحين'.
وفي المعسكر الكاتالوني، لم يكن الموسم الاول لإنريكي المدرب مع برشلونة سهلا ايضا، ومن الاصل لم يكن احدا يتوقع ان يصل الامر به لتولي مهمة تدريب الفريق الاول في النادي الذي كان له الفضل ايضا في تأهيله تدريبيا وذلك بمنحه مهمة الاشراف على الفريق الرديف من 2008 حتى 2011. ولعبت الظروف الطارئة دورا في وصول إنريكي الى منصبه الحالي برغم خبرته التدريبية المتواضعة مع روما الايطالي وسلتا فيجو، فرحيل رفيق دربه جوسيب جوارديولا عن الفريق عام 2012 بعد ان قاده الى 14 لقبا في 4 اعوام، هز عرش الكتيبة الكاتالونية وحاول القيمون عليها تعويضه بمساعده تيتو فيلانوفا لكن المرض دخل على الخط وادى في نهاية المطاف الى وفاة الاخير. ثم لجأ برشلونة الى الارجنتيني خيراردو مارتينو لكن الاخير فشل في مهمته وخرج من الموسم الماضي خالي الوفاض ما فتح الباب امام انريكي للسير على خطى جوارديولا والاشراف على الفريق الاول. وكانت المخاطرة كبيرة بالتعاقد مع انريكي، لكنه اثبت ان الرهان عليه وعلى حبه لقميص النادي كان في محله اذ تمكن في موسمه الاول معه من قيادته الى ثنائي الدوري والكأس المحليين، وها هو على بعد 90 دقيقة من تكرار انجاز جوارديولا عام 2009 والفوز بالثلاثية.
وما هو مؤكد ان مشوار انريكي نحو المجد في موسمه الاول لم يكن سهلا بل تخلله بعض المطبات بعد ان حاول تكرار تجربته في روما؛ حيث اقصى القائد الاسطوري فرانشيسكو توتي من التشكيلة الاساسية، وذلك من خلال تلقين نجمي الفريق الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار درسا لتأخرهما في عطلة الميلاد ورأس السنة من خلال ابعادهما عن التشكيلة في المباراة الاولى من العام الجديد امام ريال سوسيداد. وتسبب هذا القرار، وخصوصا بعد خسارة تلك المباراة، الى توتر العلاقة مع ميسي ما دفع بانريكي الى القول بأنه سيرحل من تلقاء نفسه بعد 7 اشهر فقط على رأس الادارة الفنية للفريق الكاتالوني في حال لم يلق الدعم اللازم من لاعبيه .'ثمة الكثير من التقارير، بعضها يحمل نوايا سيئة'، هذا ما صرح به انريكي حينها وعشية الفوز في المباراة التالية على اتلتيكو مدريد، مضيفا: 'لن اخوض في هذه اللعبة الخطرة. ما يمكن ان اضمنه هو انني سأرحل بالتأكيد عندما اشعر بأن اللاعبين لا يدعموني'. وتحدثت التقارير حينها عن امكان رحيل ميسي عن 'كامب نو' بسبب خلافه المزعوم مع انريكي الذي واجه صافرات استهجان الجمهور برغم الفوز على التشي 5-0 في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة الكأس وبالفعل، حافظ انريكي على تركيزه في عمله وتمكن بسلاسة من ادارة علاقته بميسي ونجوم الفريق الاخرين ما سمح له في ان يستخلص منهم افضل ما لديهم والحصول على تركيبة هجومية قاتلة تمثلت بالثلاثي 'الرهيب' المكون من ميسي والاوروجوياني لويس سواريز ونيمار، اضافة الى صلابة دفاعية لافتة غير مألوفة في النادي الكاتالوني وتميز في كافة نواحي اللعبة ان كان بالهجمات المرتدة او الركلات الحرة والكرات الثابتة.
لقد صنع انريكي فريقا استعراضيا متمكنا في كافة نواحي اللعبة واذا استمر الوضع على ما هو عليه في ظل الاستقرار 'الاجباري' نتيجة منع النادي من اجراء التعاقدات الصيف المقبل، فمن المرشح ان يسير ابن خيخون على خطى رفيق الدرب جوارديولا واحتكار جميع الالقاب الممكنة لسنوات عديدة قادمة.(وكالات)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة