السبت 2024-12-14 07:07 ص
 

صلابة الرد الملكي على محترفي إشعال الحرائق

07:15 ص

مثل مقذوفة الشمس التي ألهبت حرارة شباط , ألهبت كلمات الملك مع اعضاء نادي الرئاسات الخمس , الساحة السياسية الاردنية التي تفاجأت بصلابة الرد الملكي وحزمه وتلويحه بنشر الاسماء , لكنها بالتوازي الهبت وجدان الشارع الشعبي الذي تلاعبت بمشاعره نخبة من محترفي اشعال الحرائق السياسية واستثمار التسريبات الاسرائيلية لممارسة الابتزاز السياسي وممارسة اللعب على الوتر الوطني الغرائزي بوصف تلك النخب حارسة المصالح الوطنية امام تفريط الدولة بثوابتها وسيادتها , فجاء الحديث الملكي ليعيد لها التوازن ويمنحها القوة للرد على تلك النخبة .اضافة اعلان

نُخب اشعال النيران استثمرت ايضا في تلعثم الحكومات المتعاقبة وتأتأتها امام الطروحات التي تحضر وتغيب وتُطل برأسها كلما تسارعت وتيرة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية , واستثمرت اكثر في غياب بوادر الأمل وانعدام موجبات تحقيق ضغط عربي على الطرف الامريكي والاسرائيلي , بخاصة في زمن الربيع العربي , للقبول بتسوية عادلة تقوم على احترام قرارات مجلس الأمن بإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف .
لكن ابرز استثمارت تلك النخبة كان في احتلال المساحة الفارغة بين الدولة واعلامها الوطني الذي تركته اسير المحبسين “ نقص المعلومة ونقص الحرية والدعم “ وانحيازها الى الإعلام الناطق بغير العربية وتحالفها غير الشرعي مع ادوات اعلامية تعمل مع الدولة بالقطعة او بالمياومة حتى ظنت نفسها اكبر من الدولة وجلست في حضن الرسميين , مسنودا ذلك كله بخوف رسمي امام الإعلام القطّاعي واستحلاب ودّه بأي ثمن بل واحيانا بالتحالف معه ومع نخبة الحرائق بعد الخروج من المنصب او قبيل الدخول فيه , حتى استشعر ذلك الإعلام وتلك النخبة انها قادرة على منح ختم الوطنية او سحب شهادة المنشأ .
حديث الملك تسنده ثوابت وطنية راسخة في وجدان الأردنيين ويسنده اصرار فلسطيني ثابت على اقامة الدولة والتحرر من الاستعمار الصهيوني , فالفلسطيني لن يقبل بغير فلسطين ارضا على الارض دون ان ينفي ذلك حرصه وحبه للاردن وترابه , فهو السند والظهر وليس البديل والتوطين , وتلك معادلة اغفلها تيار توصيل الحرائق “ الديلفري “ الى المنازل والحارات والافراد , بل والى السفارات الغربية وسط صمت رسمي على العبث بالثوابت والسيادة والعبث بالوحدة الوطنية وتجريف كل الرواسي في العلاقة الوطنية الداخلية والعلاقة مع فلسطين وشعبها .
حديث الملك لا يَنتظر فزعة كما هو الحاصل الآن ولا فك الكلمات المُتاقطعة لمعرفة الاسماء , فهي اسماء معروفة بعينها وتاريخها ودورها رغم محاولات بعض الخارجين من الحساب الوطني دس انوفهم بوصفهم مقصودين , بل ينتظر حديثا صادقا وصارما من اركان الدولة كلها واعلاما حاضرا كي يحمل رسالة الدولة ويكون جسرها للوصول الى الاردنيين وايصال رسائلهم , بدل الاستعانة بصديق اجنبي او صديق عربي ليكون منبر الدولة وناطقها الرسمي او اسم موتور يتنطح لكشف الخفايا والاسرار.
حديث الملك اعاد التوازن الى الحقيقة المُضيّعة بوعي وقصد , ويحتاج الى سند شعبي ورسمي ليكون دائم الحضور , ولا يحتاج الى موسمية كي يلقى العناية والتوضيح والشرح ثم يدخل في ادراج الحكومات والبرلمانات مثل رسائل الملك الاربع التي فتحت الباب لتوافق وطني كبير ووفرّت قاعدة صلبة لإصلاح سياسي متدرج لو تلقفناها بصدق لقطعنا شوطا ليس بالقصير , ويتطلب رصدا شعبيا لتصريحات نفس النخب التي تقول الآن كلاما نسفته بنفسها قبل ايام او قبل اسابيع ولن تجد غضاضة في الانقلاب بعده بأيام او اسابيع .
نحتاج الآن الى احزاب ما زالت خجولة عن حمل رسالة الملك وعكسها برامج سياسية واطارا تثقيفيا لكوادرها ولمريديها ولمن يسمعها كي تثبت حضورها دون خوف من التهم المعلبة والطازجة والتي باتت سيفا يرهب كثيرين وللأسف يحمله اصحاب الصوت العالي من نخبة الحرائق المتصلة .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة