السبت 2024-12-14 07:06 ص
 

صلاة سياسية

09:53 ص

برغم كل الإنهاك الاقتصادي والاجتماعي، والحواجز والضغوط، صلَّى في المسجد الاقصى قبل يومين، ربع مليون فلسطيني، رجالا ونساء، هم حراس المسجد وحماته.اضافة اعلان

ربع مليون، ليس عدداً قليلا، والذين لم يتمكنوا من الوصول الى الأقصى من غزة وغيرها، أكثر من هذا العدد بكثير، وفي صلاتهم، ليس مجرد بحث عن ثواب في رمضان، إذ أنها رسالة أعمق بكثير، لإسرائيل والعالم الذي يبيع للشعب الفلسطيني شعرا ونثرا.
كيف يمكن لإسرائيل ان تهدم الاقصى او تتقاسمه، امام هذا الحجم الهائل من الانجذاب الديني للاقصى، وهذا الرابط، ربما هذا هو السؤال الذي تطرحه اسرائيل على مستوى مراكز معينة، تريد ان تنفذ مخططها، وان تسلم في ذات الوقت من ردود الفعل؟!.
لأجل هذا السؤال فقط، تسعى اسرائيل ليل نهار، لإنهاك السوار الاجتماعي للاقصى، عبر التضييق والسجون والضرائب وتقطيع اوصال فلسطين الى كانتونات، فلا مجال امام اسرائيل سوى اتعاب الشعب الفلسطيني، اقتصاديا واجتماعيا وامنيا، ونزع اي فكرة للمقاومة ضدها، لأن هدفها النهائي، ان تعيش بأمن وأستقرار، وان تتوج مخططها بإقامة هيكل سليمان، وبدونه فإن مشروعها ناقص وغير مكتمل.
لاتخشى اسرائيل هذه الايام، احدا في جوارها العربي والاسلامي، فالحروب الطاحنة تحرق كل جوار فلسطين، وقضية فلسطين غائبة عن الشعوب والانظمة، واذا كان هناك خطر حقيقي على اسرائيل فهو داخل فلسطين المحتلة، ورغم ان اسرائيل نجحت -الى حد ما- بتقسيم الفلسطينيين اجنحة وفصائل واتجاهات متقاتلة، فوق التقسيم الجغرافي، فإن مشهد الجمعة، يقول ان الاقصى فوق التقسيمات، وهو عنصر جامع، لايمكن ان يختلف بشأنه احد، حتى لو تبدت الكراهية او الهشاشة أو اقتتال الاخوة في تواقيت محددة.
مشروع اسرائيل في الاساس تعرض لنكسة كبرى، تمثلت ببقاء عدد كبير من الفلسطينيين داخلها، وتوزع البقية ايضا في دول الجوار، فهي لم تتمكن من انشاء كيان نقي وفقا لمعيارها، ومعنى الكلام ان كيانها مهدد في النهاية من الداخل قبل الخارج.
في صلاة ربع مليون فلسطيني رسالة في ذات توقيت العبادة، فكل محاولات التدجين والترهيب والاتعاب والانهاك، قد تنجح مؤقتا، لكنها في النهاية لن تجعل الناس بعيدين عن علاقتهم بالمسجد الاقصى، فهذا هو السوار الاجتماعي الذي يحميه، وهذا هو السوار الذي تستهدفه إسرائيل، وهو ذات السوار الذي يخذله العرب والمسلمون، لغايات تتطابق مع غايات الاحتلال، وخدمة له جهارا نهارا.



 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة