الأحد 2025-03-02 01:47 م
 

طلـــبة جامعـــيون واجهـــوا الـعــــوز والحرمان بالعمل لإكمال دراستهم الجامعية

11:40 ص

الوكيل - كثيرون يقيمون الاعمال والشهادات العلمية تقييمات تستند الى التفاوت، فعندهم الطب مهنة في غاية الشرف والرفعة، والتجارة عمل راق، وصناعة الأحذية عمل متدن، والعمل في التمديدات الصحية عمل وضيع. لم يدركو ان كل انسان يعمل بجد واخلاص في عمل منتج ومفيد يكسب ماله بنزاهة وشرف يطور عمله بما يلائم مع الزبائن هو انسان يعمل عملا شريفا مهما كانت نوعية العمل الذي يعمل به.اضافة اعلان


وكل انسان لا يخلص في عمله يخدع بلطف وطنه وزبائنه ويكسب ماله بنوع من التحايل والمرواغة ولا يطور ادوات عمله هو انسان يؤدي عملا وضيعا متدنيا مهما كانت نوعية العمل الذي يعمل به.

طلبة جامعيون لم يجعلوا قلة الحال والعوز والحاجة تقف في طريقهم لاكمال دراستهم الجامعية هجروا الفراغ والنوم من اجل العمل ساعات متواصلة لتامين اقساط دراستهم يزرعون يايدهم الخشنة وملامحهم المشرقة ليحصدوا نتائج مثمرة ومستقبلا مكللا بالتحدي والنجاح ،ولم يجعلوا سخرية بعضهم تنال منهم او تثبط من عزيمتهم، تسلحوا بالايمان والتحدي لتذليل الصعوبات من خلال تجاوز' ثقافة العيب'.

الطالب يزن منصور يدرس الطب في السنة الرابعة ويعمل بمهنة 'تمديدات صحية' منذ سنتين، يقول: اقساط الجامعة ارهقت اسرتي ماديا اضافة الى الديون التي تراكمت على والدي من اجل دراستي وحرمان اشقائي من العيش بكرامة نتيجية الفقر والعوز، اضافة الى تراكم ايجار البيت على والدي وهروبه من صاحب البيت الذي يحرجه دائما بمطالبه بالمبالغ المتراكمة علينا الامر الذي دفعني الى العمل وانا في مرحلة الثانوية العامة لتامين اقساط الدروس الخصوصي. عملت 'عتالا'في السوق المركزي وبعدها عملت بمهنة 'مواسرجي' تعرضت للسخرية من اقراني وينعتونني 'الطبيب الموسرجي'الا ان هذه العوامل كانت سببا في تحفيزي على العمل وتذليل الصعاب والعقبات في طريقي.

والطالب كريم الادهم سنة ثانية محاسبة يعمل في محطة محروقات ومؤهل لاستلام ادارة المحطة وعمره لا يتجاوز 22 عاما. يعمل من اجل تأمين قسطه الجامعي ومصروفه الشخصي، ويعمل ثماني ساعات يوميا تبدأ من الساعة الرابعة الى الثانية عشرة ليلا وبعدها ياخذ قسطا من الراحة ليباشر محاضراته الجامعية التي تبدا من التاسعة صباحا الى الثانية مساء مؤكدا الأدهم ان العمل يعطيه حافزا للدراسة على الرغم من شعوره بالتعب والارهاق في تامين قسطه الجامعي وان الهدف من العمل هو الدراسة لذلك فهو ينظم وقته ويجتهد علما ان تحصيله العلمي ممتاز. ويشجع طالب الهندسة الحيوية حسن الخضور ورئيس الجالية الفلسطينة في جامعة اليرموك الطلبة الى تحدي الصعاب والمعوقات التي تقف في طريق اكمال دراستهم الجامعية وعدم الالتفات الى السخرية من بعض الاشخاص على الرغم من التعرض الى نظرات الاستهزاء والشفقة. انه طالب فقير الحال، وان العوز والحرمان ما دفعه للعمل الا ان ارادته القوية لم تبال بتلك الاقاويل. وتابع عمله كمندوب مبيعاتحيث اكسبه توسعا في علاقاته الاجتماعية وقوة الشخصية وتحمل ضغط العمل، مؤكدا انه بعد التخرج اذا لم يحظ بفرصة عمل سيتابع عمله دون احراج.

العمل لاثبات الذات والاستقلالية

الطالبة مرام المحارمة تدرس فيزياء سنة ثانية تقول ان سبب عملها في احد المطاعم الأمريكية الكبيرة ليس لتامين اقساط الجامعة، فالوضع المادي ممتاز، ووالدها قادر على تامين اقساطها الجامعية ومصروفها اليومي، لكنها تعمل من اجل الانخراط في سوق العمل وصقل شخصيتها.

ويشاطرها في الراي الطالب يزن خوالدة تخصص محاسبة، يعمل كاشير في احد المولات بهدف تحمل المسؤولية وصقل شخصيته والوصول الى الاستقلال المادي دون الحاجة الى مساعدة اسرته، اضافة الى اكتساب الخبرة ايضا ولا يجد عيبا في ذلك على العكس تماما العيب يكمن في طلب المساعدة من الاخرين.

خوفا من كلام الناس أجل دراسته الجامعية

طالب تمريض في جامعة فيلادلفيا 'رفض ذكر اسمه' شرع في تأجيل فصل دراسي كامل لعدم قدرة اسرته على تامين القسط الجامعي، وجد الحل في تاجيل دراسته رافضا العمل من اجل توفير ذلك المبلغ 'بقوله انا طالب جامعي لا اعمل عند اصحاب العمل ويرهقونني في العمل مقابل راتب متدن مستغلين حاجتي في العمل لديهم لتوفير القسط الجامعي وبعد التخرج اتعرض للاحراج والسخرية منهم.

الطلبة تجاوزوا «ثقافة العيب»

رئيس قسم الارشاد في جامعة اليرموك الدكتور حسن الصباريني يوضح من خلال اطلاعه على قضايا الطلبة ان بعض الطلبة الاردنيين تجاوزوا ثقافة العيب بسبب 'الغيرة 'من اللاجئين السورين الذين يعملون في مختلف المهن على الرغم من الشهادات العلمية التي يحصلون عليها.

ويؤكد الصباريني ان العمل لايؤثر في دراسة عدد كبير من الطلبة اذا ادار الوقت بالشكل الجيد والتنظيم بين الدراسة والعمل، حتى ان بعض الطلبة الذين يعملون ويدرسون في آن واحد هم من الطلبة المتفوقين علميا ولا يوجد لديهم مشكلات اكاديمة اهمها العنف الجامعي لاستغلال وقت الفراغ بماهو مفيد واضافة الى شعوره بالمسؤولية التي اوكلت اليه من خلال تامين قسط الجامعة. وكثير من الطلبة يعملون في المقاهي والمولات والمطاعم بدوام جزئي والاغلب 90 % من الطلبة والاهالي تجاوزوا ثقافة العيب مقارنة بالسنوات الماضية، تعتبر العمل في اعمال مهنية وحرفية عيبا على الشخص ولذلك فان التوجه نحو العمل مع الدراسة الاغلب يكون لتامين القسط الجامعي ومصروفه الشخصي في ظل الارتفاع الهائل في اسعار الكافتيرات الجامعات وبعضهم الاخر يتمعتون بمستوى اقتصادي ممتاز ولكن يعملون من اجل الاعتماد على انفسهم وتحقيق الذات واشغال وقت الفراغ بما يعود عليهم بالمنفعة.

مضيفا الصباريني كما ان توفير الجامعات لبرنامج تشغيل للطلبة ويقبل عليه عدد كبير من الطلبة سواء من الذكور والاناث ويتقاضون رواتبهم على عدد الساعات التي عمل بها الطلاب.

ولذلك فان اثار العمل على الطالب الجامعي في الاغلب ايجابية وليست سلبية، تبني للفرد شخصية قيادية من خلال تحمل مسؤولية وصقل شخصية الطالب واكسابه مهارات العمل والتعامل مع الناس شخصيتهم افضل من الطلبة الذين لم يصقلوا شخصيتهم الا في الجامعة.

العرب اليوم


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة