ربما كان غريبا أن أعترف أنني لا أملك حسابا في “الواتس أب” (قد أضطر لذلك لاحقا)، لكنني أتعامل معه يوميا من خلال الأهل والأقارب والأصدقاء، عبر أسئلة تتعلق بما يردهم من أخبار وتحليلات؛ مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، وبالطبع عن الرأي فيما قرأوا أو سمعوا أو شاهدوا.
الحق أن “الواتس أب” هو جزء من زمن الهواتف الذكية التي أصبحت تشكل عالم البشر من الاسيتقاظ إلى النوم، وفي كل المجالات بلا استثناء، لكن التطبيق المذكور يبدو أكثرها حضورا وتميزا إلى الآن (قد يظهر شيء آخر لاحقا.. من يدري؟!)، فهو في الوقت الراهن وسيلة التواصل الأكثر حضورا بين الناس، وكانت له ميزات كبيرة من حيث تقريب الناس من بعضهم البعض، عبر المجموعات التي يشكلونها، حتى أن مشتركين في قضية أو مرحلة أو تجربة معينة لم يكونوا يتواصلون مع بعضهم في السابق إلا نادرا، أصبحوا يتواصلون بشكل دائم من خلال “الواتس أب”.
هذا هو البعد الأهم، إلى جانب استخدامه في الخدمات اليومية من بيع وشراء وإرسال وثائق وصور وما شابه دون أية كلفة.
نعود إلى البعد الأول الذي توقفنا عنده، والذي يعنينا هنا ممثلا في تناقل الأخبار والمعلومات والتحليلات، وهنا ينهض الجانب الإيجابي ممثلا في زيادة نسبة القراءة لدى عموم الناس على نحو واضح، إذ إن مجموع ما يقرأه الناس عبر هذا التطبيق أصبح يشكل أضعاف ما كانوا يقرأونه في السابق، مع العلم أن للهواتف الذكية دورا آخر في ربط الناس مع مصادر المعرفة الرهيبة.
المشكلة في هذه القضية هي التيه الذي يصيب الإنسان في زحام الأخبار والتحليلات، ومن ثم سهولة نقلها للآخرين دون تأمل أو تدبر، ما يعزز حالة التيه لدى الآخرين.
ليس لدينا حل عملي لهذه المعضلة، اللهم سوى الدعوة إلى إعمال المنطق في سياق الفرز، فضلا عن عدم التسرع في نقل الأخبار والبيانات والتحليلات للآخرين.
بين ما يتم تداوله عبر “الواتس أب” الكثير من الخير، لكن فيه أيضا الكثير من الكذب والافتراء والهراء؛ أكان سياسيا أم اجتماعيا أم اقتصاديا، أم دينيا (وهذا للأسف الأكثر انتشارا)، لا سيما ما يتعلق بالأحاديث المنسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة والعلماء والصالحين، أو أخبار السحر والشعوذة وما يشبهها من فانتازيا، فضلا عن الشائعات التي تطال الحياة الشخصية للأشخاص المعروفين.
التحليل المنطقي للأشياء عبر إعمال العقل هو القادر على فرز الجيد من الرديء من البضاعة المتداولة عبر “الواتس أب”، وعموم مواقع التواصل، وفي مقدمتها “فيسبوك”، وتويتر. ومن دون التحليل المنطقي سيتورط الإنسان في نشر البضاعة الفاسدة على كل صعيد.
يبقى القول إن خير هذه الوسائط يفوق شرها في العموم، لكن العقل والمنطق والتحليل، إلى جانب الخوف من الله بالتورع عن نقل الكذب والهراء، سيكون كفيلا بالحد من السلبي، وتعزيز الإيجابي فيها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو