الخميس 2024-12-12 07:34 ص
 

عبد الكريم القواسمي: الفنان ضحية ركود الدراما الاردنية

12:06 ص

الوكيل - عبد الكريم القواسمي من نجوم الدراما التلفزيونية، والمسرحية المحلية والعربية، والذي أسس لحضور قوي جدا، راكم له من الجهد والتعلم والإبداع، مما أعطاه هذه المنزلة الفنية الرفيعة في سوق الفيلم والمسلسل الدرامي التلفزيوني.
«الرأي» حاورته عن دوره المهم في مسلسل الفاروق، و كيف يقرأ هذا الركود في سوق الدراما الأردنية، وأسباب نكوص صناعة الدراما التلفزيونية المحلية, وعن كيفية قضاء يومه خلال شهر رمضان المبارك، وما يطالع من كتب.
*كيف تقضي يومك في شهر رمضان، وماذا تقرأ من الكتب، وعادة ماذا تتابع من الدراما التلفزيونية؟
_ أولا أبارك لك و لأسرة الرأي الغراء و للعرب و المسلمين هذا الشهر المبارك راجيا أن يكون بشير خير و سعادة على الأمة، وأقول للجميع كل عام و أنتم بخير، و متعكم الله بوافر الصحة والسعادة .
أما أيام هذا الشهر الفضيل فهي تفرض نفسها على الإنسان و على المجتمع بأكمله .. فلا تكاد تجد صاحب محل أو متجر إلا و أغلقه موعد أذان المغرب، كي لا تفوته فرحة الصائم عند إفطاره و فرحة اللقاء بأهله وأسرته، بعد أن باعدت بينهم مشاغل الدنيا و اللهاث وراء المادة، وصدف أن لا مشاغل لدي في هذا الشهر _و الحمدلله على كل حال_ ... فأنا أحاول ما استطعت إشغال النفس بالصلاة وقراءة القرآن، والتدبر بكلماته و معانيه حتى إنني في كل مرة أبدأ بقراءته من جديد أجد معنى أو كلمة أو آية و كأني بها أول مرة، فهو معين لا ينضب من المعرفة و الهداية، وغير هذا فأنا أسلي النفس ببعض القراءة و الكتابة و أحيانا أقتحم أسوار المطبخ لأخرج منه كل لون أخضر، و أعمل طبق السلطة الذي لا غنى عنه عند الإفطار.
*آخر كتاب قرأته؟
أما ما هو بين يدي حاليا من الكتب، فأنا أقرأ عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، وبيدي سيرة ذاتية للكاتبة الفاضلة روضة الهدهد، وبعض كتب الأشعار الخفيفة، فأنا أنتقل من كتاب لآخر، حتى لا يعتريني الملل أو الشرود، وهذا يلهيني كثيرا عن الأعمال الغزيرة التي تعج بها محطات التلفاز، ولكني أشاهد مسلسل عمر بن الخطاب الذي أشارك به كضيف، وكذلك مسلسل توأم روحي، و أشارك الأولاد في بعض الحلقات من أعمال أخرى.
*هل تحدثت عن دورك فيه، وردود الفعل على هذه المشاركة، كما وأرجو أن تتحدث عن أهمية هذا المسلسل؟
*مسلسل «الفاروق» الذي كتبه المبدع وليد سيف، وأخرجه المبدع حاتم علي، وأعمل به كضيف بدور الوليد بن المغيرة، وهذه المرة الثانية التي أقوم بدور هذه الشخصية، إذْ لعبت ذات الدور في قمر بني هاشم، .. و كثيرا ما يحتج الذين يحبونني و خاصة في الأدوار البدوية، .. لماذا تمثل دور مشرك، ألم تجد غير هذه الشخصية، لكن هذه هي الحياة سواء بحاضرها أو بماضيها، فيها الخير والشر .. و لكن لا أعتقد أن هناك خيرا كاملا أو شرا كاملا، فهذا المشرك_ الوليد بن المغيرة_ و الذي نزلت به آيات الوعيد .. مدح رسول الله _صلى الله عليه و سلم _ بما لم يمدحه أحد .. و لشهادة عدوك هي أوثق من شهادة محب لا يرى فيك إلا ما يحب، .. و كذلك في وصف شخصية المغيرة للقرآن الكريم؛ ( إن له لحلاوة .. و إن عليه لطلاوة.. مثمر أعلاه و مغدق أسفله .. الخ) .. هذا كلام جميل لم يقله أحد من العرب غيره.. و كان من نسله من رفع لواء الإسلام زمنا و ذاد عن حياضه ألا و هو البطل خالد بن الوليد.
* بالنسبة لأهمية المسلسل؟
- أنه يعرض لأشخاص لهم من القيمة الإعتبارية عند المسلمين خاصة ما يعتبر من الخطوط ، التي يجب عدم تجاوزها .. بتجسيد شخصياتهم .. و ربما تشدد البعض في هذا .. و ربما أجاز البعض تشخيصهم في أعمال درامية .. إذا كانت النية خالصة للحق و الحقيقة، و أنا أرى أن الإفتاء المطلق للتحريم، والتحليل غير منطقي، فلكل حاله زمنها و مكانها.. و شخصية مثل ابن الخطاب التي لو كانت النبوة مستمرة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم لكان هو.. فأولى بنا إظهار هذه الشخصية الفذة كما نعرفها، ونراها نحن .. كي نزيل ما علقه الآخرون بها، وبالشخصيات الإسلامية الأخرى من صفات تسيء لها .. و أعتقد أن هذا العمل و شبيهه يزيد مثل هذه الشخصيات رفعة و إكبارا تقرب من رفعتهم و إكبارهم.
*كيف تقرأ هذا الركود في سوق الدراما الأردنية، وهل يستمر هذا الركود، وإلى متى؟
-الركود في الدراما الأردنية، ساهم به كل من يعمل في هذا الحقل، .. أو من كان يعمل سواء على الصعيد العام أو الخاص، فعلى الصعيد العام كأنه لم تعد الثقافة والفن جزءا من اهتمام المسؤول الرسمي، خاصة أنه كما نعرف و يعرف هو، أنه لن يدفئ الكرسي الذي يجلس عليه حتى يأتي غيره، فلا وقت عنده لبحث المشكلة أو البحث عن حلها، حيث لا يوجد استراتيجيات أو ثوابت أو مأسسة لأعمال المسؤولين، بحيث يكمل أحدهم ما بناه الآخر، أما المنتج الخاص فأغلبهم يعتمد على الإنتاج التنفيذي الذي هو أقرب للربح، فربما عمل بثلث المبلغ المرصود لإنتاج العمل، واحتفظ بالثلثين لنفسه، وهذا تفاؤل مني_ مما جعل الكثير من الأعمال ذات مستوى لا يليق بما قدمناه عبر السنوات الطويلة، أما الفنان فهو الضحية الأولى، رغم مشاركته في قبول مثل هذه الأعمال الهابطة أو السطحية، والتي أساءت في سوق العربي أكثر من إساءتها لذاتها، وأنا لا أرى لأزمة الركود العالمية التي تقول أي أثر .. فقد عملنا أفضل الأعمال الفنية و لم يكن حالنا الإقتصادي بأفضل منه اليوم.
*هل ترى بأن أزمة الدراما المحلية نتاج لعرقلة معينة من الأطراف الداعمة كوزارة الثقافة وأمانة عمان، أم هي كنتيجة طبيعية لتداعيات أزمة الركود الاقتصادي العالمي؟
-الخروج من الأزمة لا يمكن أن يقوم على عاتق طرف من الأطراف، بل على عاتق الأطراف مجتمعين، ولكن أي مشروع لا يدعمه النفس الرسمي، لا يلاقي النجاح اللائق .. و لنا في دول الأشقاء خير مثال، فالحضانة الرسمية هي التي أعطت النجاح للأعمال المصرية أو السورية أو السعودية أو الخليجية ... و الحضانة التي أعنيها، الرعاية الدائمة، وأن تكون الثقافة و الفن كحاجة سواء محليا أو عربيا، لأنها الوجه الحضاري والأعم والأكثر تأثيرا في نفوس الآخرين، فعلى وزارة الثقافة واجب ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون واجب و كذلك أمانة العاصمة، وكل من له علاقة، وهنا أشير لضرورة دعم جلالة الملك الذي بدونه لن يتحرك مسؤول .. و لنا تجربة في حكومة سابقة أو حكومات كان آخر حقائبها حقيبة الثقافة.
*هل أنت مع توحيد مهرجانات الفرق المسرحية المحلية، وبخاصة أنها تتراجع في كل دورة جديدة من مهرجاناتها، وبخاصة أنه ليس هناك فوارق فكرية جوهرية فيما بينها؟ ولماذا في حال أنك تفضل أن يبقى كل منها وحدها.
-كثرت المهرجانات في البلد و أحسبها نوعا من الغيرة الثقافية أو الفنية، وهذه ظاهرة طيبة في بلد صغير كالأردن، ولكن الكثرة أحيانا تكون على حساب النوع، فمهرجان جرش هو الأكثر إهتماما وشمولية لغلبة الصفة العربية عليه أكثر من المحلية، لكن ما عداه من المهرجانات في المحافظات المختلفة يغلب عليها المحلية أكثر، وهذا ما يميزها و يعطيها الطعم واللون والرائحة الخاصة، ولكن لا بأس في أن تكون فعاليات درامية أو موسيقية تشارك في هذا المهرجان أو ذاك .. تخفيفا للنفقات و أكثر انتشارا للعمل الفني الواحد.
* لماذا المواطن العادي يذهب إلى حضور المسرح اليومي الكوميدي، ولا يلتفت بتاتا إلى المهرجانات المسرحية التي تقيمها وزارة الثقافة؟
-المسرح الكوميدي كما هو معروف ذو النهايات السارة، أو المشاهد السارة، التي تدخل الفرح والسرور على النفس، وأعتقد أن الظروف التي نعيش بها من ويلات وإحتراب وقتال واحتلال بغيض للأرض، و الإنسان، بحاجة أن يجد البعض فسحة ليروح عن نفسه، والمسرح الكوميدي أو الدراما الكوميدي، أحد هذه المتنفسات للمواطن، الذي لا يملك ما يفرج به عن نفسه، و لكن رغم هذا الإقبال على الأعمال الكوميدية، فالمشاهد لدينا صاحب ذوق عال وتفكير سليم، فهو لا يرضى بالأعمال السطحية تحت مسمى الكوميديا، و بالتالي لا يبتعد عن الأعمال الجادة، إذا كانت جادة في موضوعها وفي طرح الموضوع فالمواطن لا يمكن الشك بذائقته السليمة.
*ومهرجانات وزارة الثقافة؟
- أما مهرجانات وزارة الثقافة، فربما تعاني من ضعف الإعلان، وطريقة وصولها إلى العدد الأكبر من المواطنين، وتعريف الناس بفحواها، وعلى الوزارة رسم خطة لتسفير الأعمال المسرحية التي تنتجها لأغلب المدن، وحتى القرى الأردنية، كما حدث في عهد الشريف فواز شرف مثلا، فهذا رجل يذكر بالخير و سيبقى لأنه عمل و أخلص العمل.
أخيرا أقول : ( رمضان كريم) و أرجو أن يكرمنا جمهورنا الحبيب بدوام محبته لنا و دعمه، رغم غيابنا عنه، وأن يحسن الظن بنا، فنحن من تراثه نغرف، وله نعمل، ونحن مرآته و جزء من كبريائه وحضارته، وفق الله الجميع، لما فيه خير هذا الوطن و المواطن.

اضافة اعلان

الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة