الأحد 2024-12-15 12:32 م
 

عرس و عزاء

07:41 ص

للآن في قريتي ؛ لا يُقام عرس في حارةٍ فيها عزاء..! وفي ذاكرتي عشرات الأعراس التي تمّ تأجيلها لـ(وفاة جار) أو (جار الجار) ..ولا يمكن أن تسمع في عزاء أي صوتٍ لطبلٍ وموسيقى يأتيك من أية جهة..و الناس هناك ما زال فيهم كثير من التكافل و التضامن ؛ رغم قسوة كل شيء..!

اضافة اعلان


في عمّان ..صانعة القوانين ..و التي ترسم لك مستقبلك ..و التي تدّعي بأنها تخاف عليك ..تجد في نفس العمارة (عزاء و عرساً) ..تجد في نفس العمارة وجوهاً تنضح بالعرق لأنها رقصت و دبكت ؛ و نساءً يعلو وجوههن الألوان ..وتجد وجوهاً تعيش الفقد و الحزن و نساءً يتشحن بالسواد..!


عمّان ..للقادم إليها من القرية تشعرك بالغربة ..مهما تآلفت مع أصدقاء..ومهما تواطأت مع أماكن ..ومهما استمعت إلى موسيقى و شعر وفن ؛ تبقيك خارج حسبتها في الاحتضان ..!


حينما تضيق بك الدنيا في قريتك ..تجد ألف بيتٍ يكفكف عنك قهرك ..وفي عمّان إن شعرتَ ببعض الأرق فإنك تشعر أن الدنيا كلّها مغلقة عليك ..و أبوابها لا مفتاح لها ..تشعر أنك في سجنٍ لا تملك فيه إلا أن (تنخمد و تنام) على قهرك و تتغطّى بمطر لا ينتهي من ضرب الأخماس بأسداس في كوابيسك..!


تعيش في عمّان ..تحاول أن تصنع طقسك ..تحاول أن تكون أنت..تحاول أن تمسك نفسك عن التحوّل..! بل تجاهد كي لا تفقد قريتك ..وبفقدها تفقد معها ما تبقّى من دفئك و تكافلك و تضامنك ..!


عمّان تدعوك لحل كلّ المشكلات..ولا تستطيع أن تحل مشكلتها معك ..! لأنك لا تريد سوى أن تعترف فيك بل أن تتعرف عليك كلّما احتجتَ لها ..! ألا تنبذك كلّما (دقّ الكوز بالجرّة) ..ألا تقودك لعرسٍ وأنت ذاهب للعزاء..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة