علم النفس : كلمات النواب في بيان الثقة " لغواً محبب"

الوكيل - مجدي الباطية - اعتاد المواطن الاردني على سماع كلمات 'لاذعة' توجه من قبل النواب الى الحكومات المتعاقبة خلال جلسات مناقشة الثقة الحكومية .اضافة اعلان


وهو الامر الذي لاحظه الجميع خلال جلسة اليوم ، حيث صب النواب جل غضبهم وسخطهم على حكومة عبد الله النسور ، وكالوا اليه سيلاً من الكلمات القاسية ولاعضاء فريقه الحكومي .

ولكن وحسب مراقبين من المتوقع ان تنال الحكومة بعد ذلك الثقة ، وهو امر سبق وعشناه في تجارب نيابية بالتعامل مع حكومات سابقة ومتعاقبة ، نالت الثقة بعد هذا النقد اللاذع .

وفي هذا يقول مستشار علم النفس الدكتور محمد الحباشنة لـ 'الوكيل' انه بالنسبة للسيكولوجيا الاردنية اصبح هذا العرف متبعاً في التفريق بين النقاش والتصويت لاعطاء الثقة للحكومة .

حيث اصبح هذا النقاش حالة مطلوبة ومقبولة لدى الطبقة الشعبية ، وموقف ضغط على الحكومة ، وهو امر وارد ومقبول بالعرف السياسي .

واشار الحباشنة ان هذه الحالة غير موجودة بالعالم كله ، بحيث يكون النقاش بشكل يخالف التصويت ، الذي يكون محكوم من النواب بسبب تدخلات خارجية او لتحقيق مصلحة ما .

واستدرك الحباشة ان هذه المصلحة قد تكون احياناً تهدف لمصلحة الوطن وليست في جميع الاحيان شخصية ، مؤكداً اننا لن نعيش بالمملكة الديمقراطية طالما بقيت المقدمات مخالفة للنهايات .

وزاد الحباشنة اننا في الاردن لا زلنا 'نحبو' سياسياً في تجربتنا الديمقراطية ، واصفاً نقاشات النواب في بيان الثقة بـ 'اللغو' المحبب شعبياً .

اما الكاتب الصحفي في صحيفة الدستور ماهر ابو طير فقيم الحالة هذه في نقاط اساسية ، اولها ان النواب يحاولون تحسين سمعتهم في الشارع الاردني ، خاصة بعد المواقف المهدورة من قبل المجالس السابقة .

واضاف انهم يحاولون من خلال كلماتهم 'اللاذعة' توظيفها سياسياً للضغط على الحكومة للحصول على توزير النواب مستقبلاً ، اضافة الى التغطية على اعطائهم 'الثقة' للحكومة ، بالحصول على بعض المطالب التي عرضوها خلال كلماتهم .

وفي النقطة الاخير اشار ابو طير ان اجواء الربيع العربي باتت امراً ضاغطاً على كل الفعاليات السياسية والنيابية والاعلامية لرفع سقف شعاراتهم في النقاشات السياسية ، خاصة مع ارتفاع سقف الحرية بعد اجواء هذا الربيع .