المدن العظيمة لا تقيمها الجسور المعلقة، ولا ترفعها الأبراج ماخرة الغيوم، وملامسة النجوم. المدن السامقة لا تسير أعمالها الأنفاق الذكية، والشوارع النظيفة اللامعة ذات البهجة فحسب. بل المدن تحتاج إلى خيال خصب جموح طموح يمازج واقعها، حتى لو كان بائساً، ليضفي عليها لمسات خلاقة مبتكرة ببصمة فريدة.اضافة اعلان
المدن تحتاج إلى خيال شاعر، حتى ولو لم يكتب شعراً، تحتاج شاعراً (ليؤنسن) فيها كل شيء: يؤنسن شجرها إن كان بها شجر، وأرصفتها وحدائقها وشوارعها. فالمدن ليست إسمنتاً وحديداً وأسقفاً مُقرمدة وشوارع لا تفي بالغرض. المدن نساء عامرات بالأنوثة والخصب والحب.
من يتأمل عمان سيحتاج لقلب شاعر؛ كي يلتقط إشاراتها، ولعينه كي يختصر مدينة تمتد إلى أبعد من تسعة آلاف عام في التاريخ، أي منذ تجمعات (عين غزالة)، وقريتها الأولى في الألف السابع قبل المسيح عليه السلام. ونحتاج لهما معاً، العين والقلب، لنقرأ أن الراية بيضاء لنقائها، وجبالها مختلفة الألوان، فأهلها جاؤوا من أعراق ودماء وديانات مختلفة، ومع هذا ظلت منسجمة متناغمة.
ومن يتأمل الراية سيقول من جديد: عمان مدينة عصرية، قابلة للحياة، مقبلة عليها، ولهذا كُتب اسمها بطريقة شبابية، وكانت الشدة فوق ميم عمّان، على شكل حمامة، فعمان مدينة السلام، والحب الأخوي. وليتها تبقى.
وإذا كانت عمان لا تُقرأ إلا بعين شاعر وقلبه معاً. فكيف لها أن تقاد إلا لشاعر ذي قلب جموح وعقل طموح، وعين تبصر أبعد ما يبصر الآخرون. عمان لا تحتاج أن تعود لنظافتها وأناقتها، التي كنا نعتز بهما، ولا أن تتخلص من ترهلها الإداري المزمن فحسب. عمان ينبغي لها أيضاً أن تؤنسن أشياءها من جديد، وترتب الحياة في أوصالها وأهلها.
رغم أن النصيحة الكلاسيكية لأي مسؤول في أية بلدية أن يحافظ على النظافة في شوارعها، وينظم حركة سيرها، ويخفف ازدحاماتها، ويقلص حجم الإسمنت المدلوق في سمائنا لحساب الشجر والحدائق. إلا أنني مع تكريس (منظومة سلوك مدني) تروج بشكل ذكي بين أهل المدينة، فهي الأولى والأهم. فالمدن بأهلها وبأخلاقهم وبقلوبهم، فلا تنظف مدينة إلا إن كان أهلها كذلك، ولا تشعر بودها وحنوها، إلا إذا أعددنا مواطناً يتمتع بمنظومة حيوية مفعمة بالخير والإنسانية.
أرى أن عمان تحتاج شاعراً؛ ليكون على هرم المسؤولية فيها. مع أن هذه الرؤية ستدخلني في اشتباكين اثنين معاً. الأول مع نقابة المهندسين التي ترى أن على البلديات أن تقاد من مهندس. والاشتباك الأصعب مع الفيلسوف افلاطون، صاحب المدينة الفاضلة، الذي طرد الشعراء، عندما صمم مدينته الفاضلة (الخيالية)، ولم يترك لهم فيها مكاناً للقرمزة (طريقة جلوس مختصرة).
المدن تحتاج إلى خيال شاعر، حتى ولو لم يكتب شعراً، تحتاج شاعراً (ليؤنسن) فيها كل شيء: يؤنسن شجرها إن كان بها شجر، وأرصفتها وحدائقها وشوارعها. فالمدن ليست إسمنتاً وحديداً وأسقفاً مُقرمدة وشوارع لا تفي بالغرض. المدن نساء عامرات بالأنوثة والخصب والحب.
من يتأمل عمان سيحتاج لقلب شاعر؛ كي يلتقط إشاراتها، ولعينه كي يختصر مدينة تمتد إلى أبعد من تسعة آلاف عام في التاريخ، أي منذ تجمعات (عين غزالة)، وقريتها الأولى في الألف السابع قبل المسيح عليه السلام. ونحتاج لهما معاً، العين والقلب، لنقرأ أن الراية بيضاء لنقائها، وجبالها مختلفة الألوان، فأهلها جاؤوا من أعراق ودماء وديانات مختلفة، ومع هذا ظلت منسجمة متناغمة.
ومن يتأمل الراية سيقول من جديد: عمان مدينة عصرية، قابلة للحياة، مقبلة عليها، ولهذا كُتب اسمها بطريقة شبابية، وكانت الشدة فوق ميم عمّان، على شكل حمامة، فعمان مدينة السلام، والحب الأخوي. وليتها تبقى.
وإذا كانت عمان لا تُقرأ إلا بعين شاعر وقلبه معاً. فكيف لها أن تقاد إلا لشاعر ذي قلب جموح وعقل طموح، وعين تبصر أبعد ما يبصر الآخرون. عمان لا تحتاج أن تعود لنظافتها وأناقتها، التي كنا نعتز بهما، ولا أن تتخلص من ترهلها الإداري المزمن فحسب. عمان ينبغي لها أيضاً أن تؤنسن أشياءها من جديد، وترتب الحياة في أوصالها وأهلها.
رغم أن النصيحة الكلاسيكية لأي مسؤول في أية بلدية أن يحافظ على النظافة في شوارعها، وينظم حركة سيرها، ويخفف ازدحاماتها، ويقلص حجم الإسمنت المدلوق في سمائنا لحساب الشجر والحدائق. إلا أنني مع تكريس (منظومة سلوك مدني) تروج بشكل ذكي بين أهل المدينة، فهي الأولى والأهم. فالمدن بأهلها وبأخلاقهم وبقلوبهم، فلا تنظف مدينة إلا إن كان أهلها كذلك، ولا تشعر بودها وحنوها، إلا إذا أعددنا مواطناً يتمتع بمنظومة حيوية مفعمة بالخير والإنسانية.
أرى أن عمان تحتاج شاعراً؛ ليكون على هرم المسؤولية فيها. مع أن هذه الرؤية ستدخلني في اشتباكين اثنين معاً. الأول مع نقابة المهندسين التي ترى أن على البلديات أن تقاد من مهندس. والاشتباك الأصعب مع الفيلسوف افلاطون، صاحب المدينة الفاضلة، الذي طرد الشعراء، عندما صمم مدينته الفاضلة (الخيالية)، ولم يترك لهم فيها مكاناً للقرمزة (طريقة جلوس مختصرة).
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو