عندما ينادي الوطن

الاردن وطني هذه القطعة الصغيرة جدا من العالم الذي رايت ومررت وكان لي نصيب الاطلاع وجدت فيه ما لم اجد في اي من بقاع الدنيا وجدت فيها طمأنينة وهدوء البال لم اجده في اي مكان من العالم الذي زرت حتى انني رفضت كل العروض التي كان حظي الحصول عليها كعمل لانني لم استطع الابتعاد عنه لسحر فيه لا تجده في مكان في الدنيا.

انه سحر الوطن بمفهومه الكبير وبجزئياته التي تعني الام والابن والبنت والزوج والعشيرة حتى ان بعض مكونات الوطن التي وانت فيه لا تظن انها تعني لك شيئا فتجدها وانت بعيد عنه مشكلة جانبا في هذا النسيج العجيب الذي يشكل هذا الصرح العظيم الوطن.
فترى هل خروج رعاة الاغنام صباحا وريحة الشيح والقيصوم والطابون تهمنا كثيرا من المؤكد ان الانسان سيقول لا اظن .

انها لركن من اركان وطننا وهي جزئية بسيطة ولكن الامور كلما ارتقت كان لها اثر كبير في نفوسنا فتلك السهرات التي نسهرها في دكان الحارة وبيت فلان وفلان من القرية لها مكانة عظيمة انه وطني الذي لم ارتضي العيش على تراب غير ترابه وان حصل فتجدني مسرعا اليه كما الطفل الذي يسرع لحظن امه انه ونحن نرى في هذه الايام هذه التحركات التي تحصل هنا وهناك والتي لا قدر الله ان لم يسيطر عليها بالعقل ستكون وباء وبركانا يضيع جميع احلامنا واحلام ابنائنا وانها لامانة كما عشنا فيه ان نحميه بشكله ومفهومه الذي ارتضينا لانفسنا لابنائنا كذلك.

ان الفساد الذي اهلك الحرث والنسل لا ينكره احد ولكن لا يكون المقابل للخلاص منه الدمار وضياع المستقبل لا بل الاصرار على المحافظة على الوطن.

يكون ذلك بان يهب الاردنيون هبة رجل واحد لنبقى لحمة واحدة اخوة احبة متماسكين لا يحتقر اي منا الاخر لنعطي للوطن مهلة بقدر المشكلة مهلة يستطاع من خلالها معالجة هذا الزخم الكبير من المشاكل التي لا يمكن حلها في فترة زمنية بسيطة وفي ظل هذا الغليان لانصراف اجهزة الدولة لا للتفكير بالحلول بل بالقلق مما سيحصل هنا وهناك كل يوم.

نداء ومناشدة الى كل اردني غيور بالمحافظة على الوطن واعطاء المهلة الكافية يحرم خلالها الاعتصامات والعصيان بكافة اشكاله ثم بعد ذلك لن يلوم احد الاردني بخروجه ومطالبته بحقه والله ان الاردن اكبر من كل شئ ومن كل البشر وانني من المدمية قلوبهم مما ارى من تطاول من المسؤولين واكلهم لحقوق البشر واقصاءهم لكل شريف غيور على وطنه ولكن ما هكذا تورد الابل علينا المحافظة والتماسك واعطاء الفرصة اكراما لله وللوطن ولانفسنا ولقيادتنا التي وقفت كثيرا الى نصرة الشعب واعطت لنا مساحة من الحرية في زمن كانت الحرية فيه مفقودة وانا على يقين بان الاردن بعد ذلك سيكون الاجمل والارقى والله من وراء القصد

علي احمدالخصبة مدير مدرسة الطفيلة
[email protected]