لا يستطيع أحد أن ينكر مقدار الضعف في اللغة العربية عند معظم الناس وحتى الناس المثقفين فنجد معظم المهندسين والأطباء والباحثين والصحفيين يخطئون في قواعد هذه اللغة أما الأطرف في هذه المسألة أن نجد شاعرا له عدة دواوين شعرية لا يستطيع كتابة عدة أسطر بدون أن يكون بها عدة أخطاء لغوية فاضحة ولا ندري كيف يكتب شعرا أو من يصحح له ما يكتب.
أما أسباب هذا الضعف في لغتنا التي من المفروض أن نعتز بها فهو الأساليب التي تدرس بها هذه اللغة من قبل أساتذة اللغة العربية في المدارس فهم مع الأسف لا يستطيعون إيصال المعلومة لطلبتهم بشكل سلس وبسيط فنجد الطلبة ينظرون إلى النحو والصرف وكأنهما ألغاز لا يفهمون منها شيئا مع أنها بسيطة وسهلة إذا ما كان المعلم قادرا على توصيلها لطلبته بشكل مبسط.
والأدهى والأمر في موضوع اللغة العربية أن الضعف في هذه اللغة لا يقتصر على طلبة المدارس وعلى عدد كبير من المتعلمين بل على خريجي أقسام اللغة العربية من جامعاتنا المختلفة سواء كانت حكومية أو خاصة وقد رأيت بنفسي زملاء وأصدقاء ممن يحملون شهادات البكالوريوس أو الماجستير في اللغة العربية يخطئون في قواعد هذه اللغة وحتى الذين تخرجوا بدرجة جيد لا يتقنون كتابة العدد باللغة العربية السليمة.
وزارة التربية والتعليم لا تحاول أن تبحث عن الأسباب وتعالجها لذلك فإننا نلاحظ أن هذا الضعف يزداد سنة بعد سنة وأن أحوال هذه اللغة تتردى بشكل كبير جدا وإذا لم نضع حلولا ناجعة لهذه المسألة فستتراجع لغتنا كثيرا في السنوات القادمة وتصبح من اللغات الميتة خصوصا وأن التركيز في المدارس الخاصة على اللغة الانجليزية والفرنسية وبعض المواطنين عندما يريدون تسجيل أحد أبنائهم في إحدى المدارس الخاصة فإنهم يسألون أولا فيما إذا كانت هذه المدرسة تركز على تدريس اللغات الأجنبية ولا يسألون أبدا عن مستوى التدريس للغة العربية.
من العيب علينا جميعا أن تتردى لغتنا إلى هذا الحد ومن العيب أن يصل مستوى لغتنا إلى هذه الدرجة من الإنحدار والأسوأ من ذلك أن هذا الانحدار مستمر ولا يتوقف والقائمون على هذه اللغة في المدارس والجامعات لا يحركون ساكنا لإنقاذ لغتهم.
أما أطرف ما سمعت فإن أحد أساتذة اللغة العربية الكبار وصله بحث عن اللغة العربية من إحدى الجامعات العربية لتقييمه وكان هذا البحث مكتوبا باللغة الانجليزية.
في دول العالم يفتخر كل شعب بلغته ولا يقبل إلا أن يتحدث بهذه اللغة مع أنه يتقن أكثر من لغة وقد سمعت عن مسؤولين ألمان وفرنسيين كبار يتقنون اللغة الانجليزية لكنهم لا يتحدثون بها أبدا عندما يزورون بريطانيا أو يلتقون بمسؤولين بريطانيين ويصرون على التحدث بلغتهم عن طريق مترجم يحضر لهذه الغاية.
اللغة العربية لغة ثرية ولها تاريخ عريق وهي لغة القرآن الكريم وتستطيع استيعاب كل المصطلحات الأجنبية وبالفعل قامت مجامع اللغة في الدول العربية بتعريب المئات من المصطلحات الأجنبية وعلينا جميعا مسؤولية الاهتمام بهذه اللغة لأنها هويتنا التي يجب أن نعتز بها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو