الخميس 2024-12-12 07:37 ص
 

فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب

02:03 م

المتأمل لتفاسير بعض الآيات القرآنية التي تتوافق في أحداثها من الماضي مع ما يحصل على الساحة السياسية الأردنية ييجد أن هناك توافقاً بين نتائج ومآلات ومصير السابقين وبين الحاليين ممن يتشابهون في كذبهم وزيفهم وبالتالي يتشابهون في استحقاقهم للعذاب .

فالآية رقم 188 من سورة آل عمران القائل فيها رب العزة:' لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ', توعدت من يمارس الزيف والكذب والتشويه للحقائق نحو الآخرين ليحقق منفعة دنيوية تافهة زائلة أو لينجو من عقاب وسؤال حول مسؤوليته تجاه مسألة ما , توعدته بالعذاب الذي سيلحقه ولن يفلته ,بالعذاب الذي لن يفوز بالانفلات منه كما تفلّت من عقاب الدنيا بالباطل والجور والكذب والظلم.

فمن أسباب نزول الآية عند ابن عباس ومحمد القرظي أنها نزلت في علماء بني اسرائيل عندما كانوا يحصلون على الأعطيات من الملوك وعندما سمع الملوك بظهور محمد صلى الله عليه وسلم سألوا علماء اليهود هل هو ذاك النبي المبشر به في الكتب التي بين أيديكم ؟ فأنكروا ذلك وأخفوا الامر وقالوا لا ليس هو ؛ طمعاً في مال الملوك ,فأعطتهم الملوك المال وذهبوا فرحين بما أوتوا وقد أخذوه بالكذب , مع أنه مطلوب منهم أن يبينوا الصواب بميثاق الله في قوله تعالى :'وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا 'ال عمران 187, وقد كتموه هنا بمنفعة قليلة تافهة . وأيضاً بأنهم يُفتون للملوك بما يتوافق وهواهم ليحصلوا على أعطياتهم .

وفي الصحيحين أيضاً ورد أن رجالاً من المنافقين اذا خرج رسول الله عليه الصلاة والسلام للغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله ,فإذا قدم النبي عليه الصلاة والسلام اعتذروا وحلفوا وأحبوا قعودهم وان يحمدوا بالنصر دون أن يفعلوه.

واليوم في زماننا هذا الذي يعج بالمنافقين دينياً ودنيوياً واجتماعياً وسياسياً , هناك من يتغنى بأفعاله وأقواله مع أنه لم يفعل شيئاً الا كونه عبءٌ على الآخرين ومعيق لتحركهم.

اليوم وفي زماننا هذا تتشابه جحافل المنافقين السابقين مع الحاليين من المتعاطين أعطيات الفساد وأهله وينصرفوا بعدها للتزوير والتزييف والتضليل على الناس وعلى أولي الأمر بادّعاء الباطل وأهله بأنهم الحق المطلق , واتّهام الحقّ وأهله بالباطل .

نُذكّر أولئك بما كان يفعله عمر الفاروق حين كان يجثو على ركبتيه عندما يقول له أي شخص (اتق الله) فيخر على ركبتيه مع أنه من أتقى البشر وأنقاهم ,واليوم نذكر أولئك الذين يكذبون ويزورون ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا من سياسيين ومشرعين ومنفذين ومتطوعين ومتطوعات ومتسلقين ومتسلقات ممن يركضون خلف الظهور واللمعان دون أن يقدموا شيئا ,بل يركبوا على اكتاف العاملين الحقيقيين نقول لهم كما قيل لعمر ونرجو أن تحذو جميعكم حذو عمر ....(((((اتقوا الله فالعذاب لصاحب الصفات تلك لا مفر منه))))).......

اضافة اعلان

يوسف المومني
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة