فيتامين سي ..

منحني الطبيب فيتامين (سي)..قال لي يجب أن تضع (حبه) في الماء وتتركها كي (تفور) ثم تشرب المزيج....اضافة اعلان

كل صباح اضع (الحبه) في كاس الماء، واشاهدها كيف تذوب وكيف يستولي الماء على مكوناتها وكيف تبدأ بالفوران، وكيف يتغير لون الماء...أنا لا أعرف من هو الشخص الذي صنع فيتامين (سي) ولكني أحسده...فقد علمني الغرام، هي ليست علاج هي حالة عشق غريبة..فالعشاق حتى يكتمل الحب بينهم يجب أن يذوب الواحد في الاخر...يجب أن يستولي الأول على الثاني ويقوم بإحتلاله..ويجب أن يغير الثاني لون الأول وطعم حياته...تماما مثل فيتامين (سي)..حين يذوب في الماء ويبدأ بقذف كريات الماء على شكل حبيبات صغيرة خارج الكوب...وأنا جربت الحب حين كنت صبيا وقذفت دموع الهجر...من خارج العيون.
أنا مدمن على فيتامين (سي) وكل يوم أشربه، هو لا يعطيني طاقة ولكنه يصور حال عبدالهادي راجي المجالي...فأنا أشبه (بحبة الفيتامين) والأردن هو الماء الذي ذبت فيه...كل يوم اشاهد نفسي أذوب وأذوب....وأنا اقبل أن اذوب في بلادي اقبل أن (أفور) حين يلامسني صباها أقبل أن أتلوى في المزيج مثل حبة الفيتامين...واقبل أن أغير في طعم الهوى ولونه...
صرت مدمنا على فيتامين (سي) لأنه يحكي قصتي، وأنا هنا لا أقدم وصفا أو نصا شعريا ولكنها حال العشاق...
قبل المسيرات أنصح بتوزيع فيتامين (سي) على قيادات الإخوان، ليس من أجل شربه ولكن من اجل مراقبة...مزيج صلب ومزيج سائل، من أجل مراقبة تفاعل أشبه بالكيميائي ومعرفة كيف يذوب..الأول في الثاني وكيف يحتضن الثاني الأول...وكيف يتغير الطعم والشكل والحالة..
الوطن أكبر من حزب، وأكبر من مرشد عام، وأكبر من مسيرة...وأكبر من بيان، واكبر من هتاف...الوطن مثل ماء عذب...تذوب فيه بمحض إرادتك وتستعذب الذوبان....والفارق بيننا وبين الأخوان هو أننا ذبنا وهم لم يذوبوا بعد...
الذي صنع فيتامين (سي) لم يصنع علاجا، وإنما قرر أن يفضح قصة غرامي...وكيف ذبت في البلد وأهل البلد وجيش البلد وملك البلد...