في الغوطة شرقي دمشق الف?حاء، ثمة منزل صغ?ر، كان فارغا ? ?كاد ?حوي ش?ئا.. إ? قلبا بقي ?نبض بالح?اة.
ا?م تحضّر ما تبقى من طعام أمس ?بنائھا ا?ربعة وزوجھا المتعب من وجع الوطن وقلة الح?لة.. ? تر?د سوى أن تم? ا?معاء الخاو?ة، ولو بالفتات، حتى
?ستط?عوا الخلود إلى النوم إلى الصباح علھ ?أتي بغد جد?د ما ?ئسوا من انتظاره.
ا?خت الكبرى، وإن لم تتجاوز 15 عاما، تطعم أشقاءھا مبتسمة كي ?صدقوا ما تقولھ لھم بأنھا ? تشعر بالجوع! ھم ? ?صدقون، لكنھم ?كملون طعامھم، أو
ما ?شبھھ، ?ن ما توفر ال?وم ربما لن ?كون موجوداً غدا.
ا?م تحتضن رض?عھا بخوف، ? تر?د لھ أن ?ختبر ما عاشھ إخوتھ من ألم الظلم والقھر وا?نكسار! فھو صغ?ر ما ?زال، تصر على أن تلفھ بأمل أن ?ح?ى
?اة أفضل من تلك التي ?زورھا الموت في كل لحظة.
?دوّي ا?نفجار! ترتجف وتضم فلذات قلبھا إلى حضنھا.. و?شرع أطفالھا بطمأنتھا: أمي، ما نزال بخ?ر.. ? تقلقي! كأن ك? منھم ?ر?د زرع السك?نة في قلب
ا?خر. ف?ما ? ?ملك ا?ب ا? أن ?لقي نظرات اعتذار ?بنائھ ?نھ لم ?ستطع أن ?نقلھم إلى عالم آخر أكثر أمانا وأفضل مستقب?، بل ?كفي أن ?كون أقل دما
وقت?، ف? ?تشرد داخل الوطن، نجاة بأبنائھ وزوجتھ من موت بالمجان!
محمد الذي ?بلغ من العمر 10 أعوام، ?سرّ بحزن لشق?قتھ أنھ اشتاق إلى اللعب مع أصدقائھ الذ?ن لم ?عد ?عرف عنھم ش?ئا.. ?ر?د الخروج من ح?اة طالت داخل
غرفة واحدة، اختفت منھا ا?لعاب، وحل في جنباتھا صوت المدافع والطلقات.
ترد شق?قتھ: المھم أننا ما نزال على ق?د الح?اة.. سنعود للعب كما كنّا؛ سنركض، سنفرح، سنسترق كل لحظة لنعوض بھا عن ھذا الخوف.. أمي ستضحك من
جد?د.. وأبي س?عود للعمل، ف?جلب لنا ما نشتھ?ھ من ا?طعمة والحلو?ات.. ثم س?أخذنا معھ لز?ارة أو?د عمتنا!
في لحظة، ?نظر كل واحد من أفراد العائلة إلى ا?خر! نظرة تجمع ب?ن الماضي والحاضر والمستقبل؛ ف?ھا م?مح القھر في 'الوطن'، ح?ث ? طعام و?
شراب و? دواء و? أمن.. و? نجاة، حتى وإن كان كل ما ?ر?دونھ ھو مواصلة الح?اة أ?اً كان شكلھا. ھل ھذا ھو العذاب؟! أظن أن قل?? من كل ھذا ?كفي أن
?كون كل العذاب.. بأبشع صوره!
لم ?طلبوا سوى'الع?ش'.. لكن حتى ھذا ?بدو كث?راً، بل وكث?ر حتى طلب الموت بس?م، ? بوابل من أسلحة ك?ماو?ة!
بق?ت لھم نظرة أخ?رة، بعد أن انتھت ا?من?ات؛ نظرة كل منھم ل?خر ?صارع الموت اختناقاً.. ا?م تحاول التمسك برض?عھا لكنھ ?فلت منھا.. وا?بناء ?ذبلون
كأزھار ما اكتمل تفتحھا بعد، واحدا تلو ا?خر..
1300 شخص أو ?ز?د، فما عاد العدد مھماً، معظمھم من ا?طفال، شاھدناھم ?ختبرون لحظات الموت ا?خ?رة. كانوا حتماً ?ر?دون الح?اة، لكن تقرر قتلھم
بالمجان، ? لذنب اقترفوه، سوى أنھم وقعوا ب?ن أن?اب نظام وحشي أنكر عل?ھم حقھم في الح?اة، وب?ن مجتمع دولي أبى أن ?حرّك ساكنا!
أرواح شھداء الغوطة ستبقى وصمة عار ت?حقنا جم?عا مدى الح?اة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو