الخميس 2024-12-12 11:19 م
 

في ذكرى مولد الزعيم

04:20 م

محمد عمر لقمان أزوقه

أبا خالد سلاماً ، سلاماً عليك في جنات الخلد ، سلاماً عليك والقلب يقطر أسى مما يقترفه الذين استولوا على سدة الكنانة.
نستذكرك في كل لحظة وفي كل يوم ، وكلما ألم بهذه الأمة خطب ، والخطوب اليوم كثيرة ، ليس أقلها ما يحاول الظلاميون أن يلصقوه بسيرتك العطرة ، إرواءاً لأحقادهم، وجلباً للمزيد من المصائب على مصر الحبيبة التي يدمرونها على مرأى ومسمع من الدنيا ، فيوغرون قلوب العرب والمسلمين ، ويُفرحون اعداء الأمة بدءاً من المستعمرين قديمهم وحديثهم ، وانتهاءاً بأئمة الكفر والربا.
أسألك ، وأنت في جنة النعيم : ما معنى أن ينسب إليك 'المرشد' طرد اليهود من مصر؟ أليس في هذا الإدعاء إنكار للمؤامرة الصهيونية التي بدأت عام 1897 ، ولم تتوقف حتى اليوم ؟ هل تأخر الرد الصهيوني؟ لا وحقك ، ها هم يرسلون الفاتورة الأولى : ثلاثين ملياراً ، والحاسوب يجر الفوائد.
هل كان خروج اليهود من مصر إلا جزءاً صغيراً من الخطة الكبرى التي وضعها الصهاينة في غفلة وتقاعس من أمتنا ، بل وتآمر من بعضنا ؟ هل يصح إذاً أن نقول بأن باقي حكام الأمة العربية في اربعينات وخمسينات القرن الماضي ، طردوا اليهود المساكين من اليمن والمغرب وسورية وليبيا وتونس وكل الأقطار العربية التي آوتهم حين طردهم الفرنجة من الأندلس ؟ كم سيكون إذاً حجم الطلب الصهيوني للتعويض عن ذلك الطرد المزعوم ؟ ستصبح امتنا العربية – ضمن هذا المنطق – مدينة للصهيونية العالمية بمئات المليارات ، بحيث ينسخ الحق الفلسطيني في التعويض. أليس هذا ما أريد به ذلك التصريح الإجرامي ؟
يا أبا خالد : لا عليك ، فما زال الخير في أمتي الى يوم الدين ، حديث قاله أشرف الخلق ونحن عليه ماضون حتى يرث الحق الأرض وما عليها. إن الملايين التي حملت صورك من الدار البيضاء حتى الحديدة ، بعد اربعين عاماً من انتقالك الى دار الخلود ، تعرف انك ضمير هذه الأمة ، وتعرف أنك محرر مصر وصانع الوحدة مع سورية ، باني السد العالي وقاعدة مصر الصناعية ، ومحرر السلاح العربي ، ورافع الجبين العربي في موقعه القناة. نحن لا ننسى : هذه الملايين التي كانت تقضي الليل كله في ساحة قصر عابدين بالقاهرة ، وشارع ابو رمانة في دمشق ، وتكتظ بها الساحات في كل عواصم ومدن وقرى الأمة العربية انتظاراً لكلمة منك ، وأخص منهم اصحاب الحظ الكبير الذين سمعوك تقول من دمشق في يوم خالد ، خلود ذكراك العطرة: 'وحدة تصون ولا تبدد ، تحمي ولا تهدد ، تشد أزر الصديق ، وترد كيد العدو' هذا أنت ، فهنيئاً لك مرقدك بين الأنبياء والصديقين ، وإنا على العهد باقون.


محمد عمر لقمان أزوقه

اضافة اعلان

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة