الخميس 2024-12-12 11:15 م
 

.. قلة أدب المطر والثلج!

11:26 م

نتمنى ملاحظة اللغة التي تتعامل بها بعض الاذاعات والفضائيات المحلية! فهناك غضب من كل هذا المطر والثلج لان السيارات تتعطل في عمان واربد وجرش.. ولا يبقى الا ان نسمع ان هناك دعوات لاعتصامات ومظاهرات استنكاراً «لقلة الادب هذه» فالعاصفة فضحت الفساد في شوارع عمان وانفاقها!. ولو ان العاصفة المطرية والثلجية لم تحدث بهذا الزخم المذهل لقال الغاضبون: كيف يرحمنا الله بالمطر على وجه هذه الحكومة؟؟.اضافة اعلان

المسؤول عن الخدمات في عمان لا يريد ان يقول كلاماً يجرح. لكن كثرة المياه التي داهمت العمارات الجديدة ناتجة عن أكوام التراب التي تتناثر بين البيوت فتجعل منها مستنقعات، وسدوداً، وتحمل الحجارة والرمل الى الشوارع وحفر تصريف المياه فتغلقها، ولعل احدا من الغاضبين على العناية الإلهية بالمطر والثلج، لم يلاحظ البحث المضني لرجال الدفاع المدني في حفر التصريف عن أمتار القماش الممزقة التي كانت تحمل شعارات المرشحين واطارات الخشب التي تحمل صورهم الكريمة!!.
في زمن ما تم عرض مشروع كبير لاحتواء مياه الامطار في امانة عمان، وسأل الامين: كم يكلف هذا المشروع؟ فقيل له: اربعمائة مليون!!
اغلق المسؤول الملف وقال: الاردنيون يحتملون اربعة ايام مطر!!
في كل بلاد العالم، في اميركا وفي بريطانيا وفي المانيا لا يمر عام الا وتغرق لندن، او نيو اورلينز او هامبورغ بمياه فيضان الانهار، لكن احداً لا يجد في التورنيدو والهريكين مصدراً لاتهام الدولة بالفساد. فالطبيعة ليست دائماً سهولا خضرا وعصافير تزقزق، واطفالا يلعبون، وانما لها ايضاً وجهها الخطر الذي يفرض على الجميع قبولها!!.
هذا «النق» المستمر الذي تلبس مجموعات من ابناء البلد ليس تحركاً شعبياً، او حزبياً وانما هو الحياة دون حوافز ايجابية، والتعامل مع الوطن بعقلية زبون الفندق الذي تعجبه او لا تعجبه الاقامة فيه، فهو يريد شارعاً كشارع الشانزلزيه لكنه غير مستعد للمشاركة في تبليطه، وهو يريد راتب روكفلر لكنه لا يعمل في اليوم ساعة واحدة اذا كان موظفاً حكومياً .. وهو يريد سيارة، وفيلا وزوجة جميلة لمجرد انه يتكرم على بلده بمواطنته النكرة!!. وهو الى ذلك كله لا يريد ان يعترف بانه ينتمي الى بلد فقير!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة