السبت 2024-12-14 06:09 م
 

«قواعد العشق الأربعون»

07:19 ص

أعادت لي رواية الكاتبة التركية إليف شافاق «قواعد العشق الأربعون» شيئا كثيرا من التوازن الروحي،بعد أن شغلتني الدنيا بهمومها.اضافة اعلان

فكانت الرواية التي تتناول تجربة إماميْ الصوفية جلال الدين الرومي وشمس التبريزي والعلاقة الروحية التي بينهما والتي جعلت الأُستاذ «الرومي» يتحول الى «تلميذ» يتأثّر بالدرويش «شمس».
ومان أن بلغتُ سطور الرواية الأخيرة والتي تقول «العشق ماء الحياة. والعشيق هو روح من النار». و «يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء»،غمرتني «حالة» من الإنتشاء الروحاني، بددت كثيرا من طلاسم ذاتي.
ولولا الترجمة الجميلة للسوري خالد الجبيلي لما وصلتني اشارات «الرومي» و» التبريزي». ولا السر المفقود في حياة بطلة الرواية «إيلا» السيدة المتزوجة وربة البيت والأم لأبناء وبنات التي تعيش حياة رتيبة وجميلة ولكنها ومن خلال قراءتها لمخطوطة « الكفر الحلو» تكتشف ما ينقصها» الحب».
رواية «قواعد العشق الاربعون» تتحدث عن الصوفية وعن الصوفيين وعن نقيضهم. وعن « الداخل» في النفس البشرية وعن « الخارج» وعن الكون الذي نعمره.إنها روايتنا نحن الحالمين والمشتاقين والعشاق.رواية المتدينين والفاسقين والممسوسين والدراويش والسكارى ونساء المبغى والانتهازيين والتّقاة الذين يمثلهم الشيخ جلال الدين الرومي،والدرويش الذي يمثلهم»التبريزي». والصوفيّ المعاصر كاتب رواية»الحلو الكفر» عزيز هازار الذي يقلب حياة البطلة» إيلا» وتجعلها تبحث وتطارد حلمها وتتحول الى «نصف» امرأة صوفية،بعدما أحبت»عزيز» الذي يموت بين يديها.
وما بين الحاضر عام 2008 حيث الاحداث المعاصرة وبين الماضي القرن الثالث عشر وتحديدا عام 1244 وهو الزمن الذي شهد لقاء «الرومي» ب» التبريزي» الدرويش الجوّال «ذي التصرفات الغريبة والاراء الهرطقية» وتحول « الرومي» من «رجل دين عادي الى شاعر يجيش بالعاطفة وصوفي ملتزم وداعية الى الحب»،وصولا الى لحظة التخلص من» شمس» وهي المهمة التي يخطط لها ابن جلال الدين الرومي «علاء الدين» وقتله والقائه في البئر،قضيتُ اسبوعا من القراءة حتى وصلتُ الى الصفحة ال 500 وهي آخر صفحات الرواية،لكن التأثير على النفس تجاوز زمن الرواية الى التحديق أكثر في الذات. فشعرتُ أنني طائر يحلق بخفّة في فضاء رائع.
هكذا جعلتني «قواعد العشق الاربعون» عاشقا حتى الثمالة..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة