كرش

مؤخرا صار لدي ( كرش) صغير نوعا ما , ولكنه يفضحني ....وحين أذهب للكرك يقول لي الأقرباء :- ( ليش هيك صاير قد البغل) , الأصل أن يكون الخطاب أكثر ودا ....ولكني أقبل الأمر .اضافة اعلان

أحاول عبثا , أن أكذب على حزام بنطالي , أحاول أن أعقده في الثقب القديم ..ولكني أفشل , وأقول أن المشكلة في الحزام ... ولكنها غير ذلك تماما ...
وللعلم (كرشي) صار وسيلة تسلية لأطفالي , ياسر مثلا يحب (الطبطة) عليه ويحب أن يناديني (أبو كرش) ....ولي صديق في أمانة العاصمة يعمل مهندسا مختصا بتراخيص الأبنية قال لي ممازحا هل تستطيع أن ترى (ركبك) أجبته:- لا ..كون كرشي يعيق الرؤية , فأكد لي أنه سيحرر لي مخالفة لتجاوزي حدود الإرتداد المسموح ...
وأنا فخور (بكرشي) .. على الأقل حين أقف مثلا بجانب ناصر جوده , أتساوى معه في منسوب الكوليسترول , وحين أقف بجانب أي مسؤول .. ستبدو علي معالم (الوجاهة) .. وأفكر جديا بارتداء دشداشة , كونها تظهر تفاصيل الكرش , وتؤكد على الهيبة .
نصحني صديق بالذهاب إلى (الجم) وأنا أعذره فهو (أهبل) لايعرف أن الكرش مهم ومقدمة ضرورية , للوصول إلى الوزارة ..
للعلم أنا مشترك في الضمان الاجتماعي , هل من الممكن أن نقسم الضمان الخاص بي إلى ضمان لي شخصيا واخر (لكرشي) .. أريد أن أدخله الضمان , فربما مع تقدم العمر سيحتاج لمخزون غذائي أكبر .
حتى تفكيري تغير , صرت أحيانا أفكر (بكرشي) أكثر من التفكير بعقلي ..
وها أنا أكتب عن كرشي هذا الصباح , وأظنه قضية .. مهمة , فهو يشبه العالم العربي تماما .. فحين يستشري الفساد والتشظي , وحين تقسم الأوطان مباشرة نلوم الحزام .. ونتهم الأنظمة , والعلة فينا نحن.. العلة ليست في الحزام ..
تماما مثلي , فأنا أضع اللوم على الحزام الذي صار ضيقا .. والمشكلة في كرشي أنا وليست في الحزام الذي يخنقني ويضغط على (الصرة) ..
لهذا حين أعود إلى الكرك لا ألوم الأقرباء حين يقولون لي :- ليش صاير قد البغل.