كلمات النواب ..

في جلسة الثقه لفت انتباهي , أن أغلب النواب استعملوا الشعر في كلماتهم , وهذا يؤكد أن مجلس النواب (رومانسي ) ....الأمر الاخر الأهم هو أن الروح القومية والقضايا العربية طغت على أغلبية الكلمات , وهذا يؤكد أيضا أننا أمام مجلس بنكهة جديدة .اضافة اعلان

والمهم أن المجلس في استعماله للشعر كان حداثيا أي :- أنهم استعملوا الشعر الحديث أو ما نسميه شعر التفعيلة , ولم يستعملوا القصائد القديمة من العصر العباسي أو الجاهلي أو حتى الأموي وهذا يدل على أن المجلس (حداثي) ..من الممكن اعتمادا على كلمات النواب أن تقسم الكتل تبعا لأنواع الشعر المستعملة في الكلمات :- مثلا كتلة الحداثة يقابلها كتلة النثر ..ومن الممكن تشكيل الكتلة الكلاسيكية ....ومن الممكن أن يتحول خطاب الميزانية إلى مبارزة شعرية .
المهم يسجل لهذا المجلس أيضا أنه كان أقل من المجالس السابقة في الأخطاء النحوية ..وهذا يعطي إشارة مهمة أن النواب قد تدربوا على إلقاء الكلمات قبل وقوفهم على المنبر ..ناهيك عن أن ما يقارب الـ (8) نواب تحدثوا ارتجاليا ودون نص مكتوب .
في كلمات مناقشة الموازنة أنا أقترح أن يتم تطوير أشكال الخطابة , بحيث مثلا يلقي أحدهم قصيدة متعلقة بملحق الميزانية ..على البحر الوافر ويرد عليه وزير الماليه بمعلقه على نفس البحر وينشأ ما يسمى معارضات الميزانية ...وبما ان النائب عبدالكريم الدغمي هو الأكثر عشقا للشعر العربي كونه يحفظ ديوان مظفر النواب كاملا فمن الممكن أن يكون حكما ..في المعارضات .
لا أريد أن اسخر من أداء السادة النواب , على العكس ...انا مرتاح جدا فالمجلس عادت له الصورة القومية العروبية ..وتبين لنا أنه غير تابع لأحد ولا يحمل وجهات نظر الحكومة فقط كما في المجالس السابقة , الامر الاخر قيام (65) نائباً بالحجب يؤكد إستقلالية القرار في المجلس وغياب التدخلات ....فهذ الرقم في الديمقراطيات العالمية يمثل الثقه المترنحة وليست المطلقة ..الأمر الاخر هو بروز كتلة برلمانية جديدة سيتشكل في أغلبها من الذين حجبوا الثقه بحكم الإنسجام والتوافق الذي ظهر في كلماتهم.
الأمر الأهم أن أغلبية من كانوا وزراء أو في مناصب سابقه حجبوا الثقة وهذا يعطي إشارة مهمة وهي أن الخلاف كان في القضايا الوطنية وليس خلافا مصلحيا ..وأيضا يسحب المبررات من الحركة الإسلامية والحراك بنقد المجلس والهتاف ضده في الشارع .
ناهيك عن أن نسبة الحجب تؤهل المجلس لطرح الثقة في الحكومة وفي أي وقت ....
ثمة امور إيجابية تولدت في مناقشات المجلس ويجب أن ننظر إليها بعين الرضى ..وأنا أراهن على أن خطابات الميزانية ستكون اعمق وأكثر تأثيرا...وبلاغة..! على كل حال أنتظر خطاب وزير المالية ببالغ الصبر .... قد يكون أعده على بحر الرجز!