السبت 2024-12-14 10:07 ص
 

كما ضاعت فرص حكومات المصري والكباريتي والفايز (2-3)

01:13 م

لو لم يرتكب مجلس النواب الحادي عشر 1989، الذي يتغنون بجماله ويعتبره البعض مجلس القياس، سوى اطاحة حكومة طاهر المصري، ثاني أبرز حكومة ديمقراطية تعددية تقدمية، في تاريخ الأردن، بعد حكومة سليمان النابلسي، لوجب كشف الهالة عن وجه المجلس وتفاصيله، وانزاله من سدة المجد العريق الذي بلا تدقيق. اضافة اعلان

لقد تبين التأثير على قراراته وخاصة في التصويتات التي تمت «سنترتها» بفارق صوت واحد. وأيضا في «تدبير» عريضة الاطاحة بحكومة طاهر المصري (22 نائبا من كتلة الاخوان و 16 نائبا من التلاوين القومية واليسارية والوطنية والمحافظة).
فمن الذي لمّ الشامي على المغربي ؟!!.
تكالبت على حكومة عبد الكريم الكباريتي، قوى الفساد الضارية المتوحشة التي كانت تلوك لحم البلد وتدق عظامه من هوامير الوكالات والعمولات والسمسرة والتهريب والمال. فقد حبس الكباريتي، رئيس مجلس إدارة احد البنوك، فلفق اخوه مؤامرة خطيرة ضد الرجل. ورفض الموافقة على احد المشاريع الكبيرة بكلفة عشرات الملايين، لأن البلد لا يحتاجه. كان الهدف من «دراسة الجدوى» وتزيين ضرورته للبلاد، هو ان يتقاضى الأردنيون وكلاء الشركة الأجنبية التي ستورد المعدات، عمولات باهظة بملايين الدنانير !!
أحال الكباريتي على التقاعد وغيّر وبدّل ونقل في الكثير من المواقع العامة الرئيسية، مما استثار ضده المزيد من «خلايا منظمة الفساد السرية».
قلت له حينذاك: حكومتنا مثل منظمة التحرير الفلسطينية التي تقاتل في خندق دائري: إسرائيل من جهة. وأميركا من جهة أخرى. ومحاولات احتواء الأنظمة العربية الرسمية من جهة ثالثة. وقوى الارتهان الفلسطينية لهذا المعسكر او لتلك الدولة من جهة رابعة. وأضفت: ليس معنا الا الله والملك والمخابرات !!
وتعرضت حكومة فيصل الفايز، حكومة الانفتاح والتنمية السياسية الجادة، الى حرب شعواء من الدولة العميقة المتحالفة مع مراكز القوى المؤثرة في مجلسي الأعيان والنواب التي سخّرت الإعلام ووجهته وحركت ضدها أحزابا ومنظمات مجتمع مدني. حتى ان التحريض والتخريب نفذ الى داخل الحكومة، فاصطف عدد من الوزراء ضد حكومتهم !! أي والله !!
تم هدر فرص اصلاح وتنمية وتحديث بالقناطير، بسبب الرعب من الإصلاح، وقيام قوى الجمود والمحافظة والقدامة بالتوازي -ولا أقول بالتحالف- مع قوى الفساد، وتعطيل محركات التقدم، واقصاء القوى الاجتماعية الأردنية الجديدة، واختلاق وتخليق نخب هشة ضحلة مطواعة، «مطخوخة من جوا»، لا عمق تمثيليا لها ولا جذرا شعبيا، ولا تجربة سياسية، ولا حتى كاريزما او شجاعة شخصية.
هذا «المشروع الصلب التخريبي» هو ما أضرّ بالبلاد والعباد والنظام والكيان، إضرارا بالغا، نرى هواميره وصبيانهم اليوم، في المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة