كل هذه «الدَّربكة» المتعلقة بالبحث عن حلٍّ للأزمة السورية المتفاقمة ،بعدما أفشل الروس والإيرانيون كل محاولات الحلول السابقة، هي كالقفز في المكان ذاته فوق حبل مشدود إذْ أن ما يُطرح دولياً من خلال مبعوث الأمم المتحدة الجديد ستيفان دي ميستورا هو مجرد إضاعة للوقت وحقيقة أنه كـ»الكيِّ تحت الذَّيْل» كما يقول أبناء البادية عندما لا يرون أي جدوى من محاولة إستعراضية لمسألة معقدة وملتوية فشلت عند أقدامها كل الحلول.
إن دي ميستورا هذا الذي جرى تلميعه أكثر من اللزوم قبل مجيئه إلى هذه المنطقة التي سبقه إليها كثيرون منذ إنفجار الأزمة السورية من بينهم بالإضافة إلى الجنرال السوداني محمد الدابي كل من كوفي عنان وإبن العمومة الأخضر الإبراهيمي وكلهم بعد أنْ جرَّبوا «حظوظهم» وفشلوا غادروا هذه المنطقة لا يلوون على شيء وتركوا جرح سوريا راعفاً ونازفاً بينما ترك العرب المجال لإيران لتسرح في هذا «القطر العربي» كما تشاء ولتواصل قتل أبنائه تسديداً لحسابات مذهبية وطائفية قديمة من المفترض أنْ لا علاقة لهذا القرن الحادي والعشرين بها لا من قريب ولا من بعيد.
وأيضاً وإلى جانب رحلات دي ميستورا المكوكية ،التي إذا أردنا قول الحقيقة، فإن هدفها هو عزل الثورة السورية وخلق شرخ واسع بينها وبين حاضنتها الشعبية فوفقاً لما يجري الحديث عنه فإن هذه المبادرة لا غاية لها إلاَّ تحريض أبناء الشعب السوري على ثورتهم والقول لهؤلاء إن «ثوار الفنادق» لا يريدون نهاية للويلات التي تعيشونها ولذلك فإنهم يرفضون خطة وقف إطلاق النار في حلب التي جاء بها مبعوث الأمم المتحدة والتي من المفترض تعميمها على باقي المناطق السورية الملتهبة.
تقول بعض المعلومات إنَّ «مبادرة» دي ميستورا هذه قد تم إعدادها وبالخرائط التي دأب المبعوث الدولي على عرضها أمام عدسات فضائيات العالم ،بفرح غامر وسعادة مفرطة، من قبل فريق تمركز في جنيف في سويسرا لفترة طويلة يقال أن له علاقات وطيدة بالنظام السوري وأنه بقي على إتصالٍ دائم بدمشق قبل إستكمال هذه المبادرة العجيبة الغريبة.
ثم وإن المستغرب أن تعلن موسكو ،بالتشاور مع معممي إيران وبتفاهم مع بعض «مسامير صحن» النظام السوري، عن مبادرة عرمرمية جديدة بعدما شكت مرَّ الشكوى من أن الولايات المتحدة تسعى ،من خلال العقوبات الإقتصادية التي فرضتها على روسيا ومعها دول الإتحاد الأوروبي، لإسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكل هذا بينما المعروف أنَّ الروس ومعهم الإيرانيون هم من أفشل حلَّ جنيف الأولى في جنيف الثانية برفع شعار أن الأولوية هي لمواجهة الإرهاب وليس لإسقاط نظام بشار الأسد وفقاً لإقتراح المرحلة الإنتقالية التي يجري طرحها الآن ولكن بعد «مسْخها» وتحويلها إلى قارب إنقاذٍ لنظام لم تعد تنفعه صعقات القلب الكهربائية وبات يقترب من لفظ أنفاسه الأخيرة.
إن كل هذه «الدربكة» هي في حقيقة الأمر كالقفز فوق حبل مشدود في المكان ذاته فالموقف الروسي الفعلي هو تأكيدات بوتين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته «الإقتصادية» الأخيرة إلى أنقره التي قال فيها أن بلاده ستواصل وقوفها إلى جانب سوريا وبالطبع فإن المقصود هو الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد فالأزمة السورية غدت مرتبطة بالأزمة الأوكرانية وهذا يعني أنَّ كل هذه «المبادرات» التي يجري الحديث عنها هي بالفعل كـ»الكيِّ تحت الذيْل» ولذلك فإنه لا حلَّ إلاَّ حلّ جنيف الأولى الذي تستوجب العودة إليه مضاعفة الضغط على موسكو بالمزيد من العقوبات الإقتصادية
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو