للشيخ همام سعيد

في هذه اللحظة , من يعتقد أن قصة غزة هي قصة (إخوان مسلمين) ..مخطيء , أظنها قصة شعب وحلم , وقصة وطن يرفض أن يركع ...ولكن في قلبي للشيخ همام سعيد عتبا يستحق أن ننثره له على أثير الصحيفة ...وهو عن الأردن .اضافة اعلان

قبل فترة زمنية ليست بالقريبة, زار الشيخ همام سعيد بصفته الحركية غزة , والتقى هناك بقادة حماس ...وهذه الزيارة إضافة لكونها زيارة دعم وتضامن , كانت أيضا زيارة تنظيمية , فمن القاهرة عرج على غزة ...لم يعترض الأردن الرسمي على تلك الزيارة , وبنفس الفترة سمحت الدولة للإخوان أن يمارسوا كامل أنشطتهم السياسية وحتى التحريضية منها إتجاه النظام في سوريا بدءا من الصلاة ...مقابل السفارة والإستبشار بسقوط بشار وإنتهاء بالمسيرات ...
في نفس الوقت وبالرغم من الضغوط الهائلة لم تمنع أجهزتنا الأمنية الوفود الشعبية التي أمت قصر الرئاسة في سوريا وأعلنت وقوفها ...جانب الرئيس الأسد وتركت الخيار للناس في تحديد مواقفهم وارائهم , وتركت لنفسها قرار حماية البلد وصون مقدراته ...
والشيخ همام سعيد أيضا يدرك في قرارة نفسه , أن القلوب قد بلغت الحناجر وأن القلق اصاب التنظيم العالمي للإخوان , حين أعلنت مصر والسعودية حظر التنظيم على أراضيهما , وظن جزء كبير من التيار أن الأردن سيقدم في أي لحظة على تلك الخطوة , ولكن كانت تلك اللحظة رسالة دامغة للحركة الإسلامية مفادها أن الأردن الرسمي مستقل بسياسته ولا يتبع أحدا ..وبالرغم من تهافت بعض الصحفيين وتهافت بعض السياسيين , على الترحيب بالقرار ومطالبتهم بأن نكون سباقين في الحظر إلا أن الملك حمى الحركة وتركها حرة ...فالهاشمية كنهج حكم لم تكن مستبدة يوما أو إقصائية ..
شيخ همام ..ستسألني ماذا أريد من كلامي ؟ سأقول لك :- راقب الخطاب السياسي لحماس , راقب مشير المصري ...هنيه , سامي أبو زهري ...هؤلاء جيل شاب في الحركة ويسجل للشيخ أحمد ياسين رحمه الله أنه كان يحب جيل الشباب ويسندهم , هؤلاء في خطابهم وعبر الأزمة الأخيرة لم يشتموا نظاما عربيا ...ولم يتهجموا على دولة عربية ..,لم يخونوا أحدا , بالمقابل أنت في كل خطاباتك تهاجم وتخون وترجم
وتدرك – سماحة شيخنا الجليل - في قرارة نفسك تمام الإدراك , أن الأردن هو البلد الوحيد في العالم الذي استوعب الإخوان , بالرغم من أنهم في أوج الربيع العربي أرادوا للحظة سحب النموذج المصري وإسقاطه علينا ..ولم يعتقل الأردن الرسمي فردا لم يكمم فم أحد , لم يصادر حرية حركتهم ..والأهم أنه حماهم ..حين كانت دولا محورية في المنطقة تطلب رأسهم ..وتغاضى عن قيامهم بتنظيم مسيرات عسكرية وسط عمان ....الأردن الرسمي والشعبي لا ينتقم ولا يحب الإنتقام .
وطننا مرن وطيب , فكن بحجم مرونته , وطننا يسامح ويتجاوز فسامح وتجاوز سيدي الشيخ ...وتعلم من قادة حماس الذين علمونا درسا في الخطاب الجماهيري ..هؤلاء تركوا خطابهم القديم كاملا , وأصروا في لحظة على وحدة الصف الفلسطيني ولم يخونوا (فتح) , لم يتجاوزوا عباس وظلوا على إحترامهم له ..وايضا اصروا في كل مرحلة على أن تكون السلطة بجانبهم ...بالمقابل أنت تارة تعتبر الحكومة جبانة وتارة تخون الجميع وتارة تريد طرد السفير ...هل للإخوان نسخة أخرى غير النسخه المقاتله العظيمة الكبيرة التي نعرفها في غزة ...
اترك لجيل الشباب الجديد في الحركة مكانا , فقد أعطيت بما يكفي ولك إحترامك ووقارك , وتذكر أن حماس قدمت للعالم إضافة لصمودها البطولي في غزة قدمت درسا عظيما في التسامح ...تخيل حين يرفع أحدهم الحذاء لها وعلى شاشة عربية , ويكون الرد إستبسال كوادرها العسكرية وأسر جندي إسرائيلي ....
سيدي الشيخ الجليل ,غزة وحدتنا جميعا , وشاب مثل سامي زهري ...علم العالم درسا في الخطاب التسامحي , بالمقابل أنت أستاذ الشريعة والاصل أن تكون في خطابك موحدا ...قدمت درسا في الشتم والتخوين ..
سأختم مقال بفقرة بسيطة وهي , غزة زرعت فينا جميعا مبدأ الوفاء لها ..والأردن الرسمي والشعبي هو وطن متسامح متصالح مرن كما قلت لك سابقا, وتلك مرحلة ...نبحث فيها عما يوحدنا , عما يجعلنا نحبك ونحميك من شراسة عالم عربي يريد أن يبطش بكم ...لهذا على الاقل رد الجميل لشهداء غزة الذين ستروا عورة الأمة لا يكون بالإنفعال ..يكون بشيء واحد فقط هو أن نتوحد ونحب بعضنا ويكفينا تخوينا وهجوما على الأردن ...فهوأكثر صبرا من أيوب ..ويتحمل اللجوء والفقر , وظلم ذوي القربى ..ويتحمل مالا تحتمله جبال ...
سيدي الشيخ ...صدقني أننا معكم ونبحث فقط عما يوحدنا , فلا تبحث عما يفرق ..