الأحد 2024-12-15 11:07 م
 

لماذا نخالف القوانين؟

08:55 ص




يصر البعض منا دائما على مخالفة الأنظمة والقوانين عن قصد وعن سابق تصميم واصرار بل ويشعر بالراحة والاطمئنان بعد أن يرتكب المخالفة وكأنه قد أنجز انجازا كبيرا .اضافة اعلان


وحتى لا نكتب في العموميات فسنعطي أمثلة من الواقع:

بعض التجار يضعون جزءاً من بضائعهم على الرصيف الموجود أمام محلاتهم وهم يعرفون أنهم يخالفون قوانين وأنظمة البلدية التي يتبعونها وعندما يأتي مفتش البلدية فيخالفهم يرفعون أصواتهم عالية ويظهرون وكأنهم مظلومون وأن مفتش البلدية يتعمد الإساءة اليهم . وهذا ينطبق أيضا على أصحاب البسطات الذين يضعون بسطاتهم على الأرصفة وعندما يطلب منهم مغادرة مواقعهم لأنهم مخالفون يرفعون أصواتهم ويحتجون ويحاولون اغلاق الشارع أحيانا .

بعض السائقين يرتكبون المخالفات عن قصد وعن سابق تصميم واصرار وعندما يخالفهم شرطي السير يصيحون ويظهرون وكأنهم مظلومون ويحاول البعض منهم أحيانا الاعتداء على الشرطي . وفي بعض الأحيان تمر عبر شارع غير مسموح السير فيه إلا باتجاه واحد فيقابلك سائق من الاتجاه المعاكس فتقف بجانبه وتقول له : يا أخي أنت مخالف فيجيبك على الفور : هذا مش شغلك وأنا حر .

سمعنا عن بعض حالات البناء وكيف يقوم صاحب أرض بالاعتداء على جزء من أرض جاره عند البناء في أرضه فينبهه بعض أصدقائه إلى ذلك لكنه يصر على فعلته وعندما يسقف البناء أو ينهيه يأتيه جاره ويقول له إنك اعتديت على أرضي فيقول له بالله عليك كم هي المساحة التي بنيت عليها من أرضك لو حسبتها لا تتجاوز العشرة أمتار وأنا مستعد لدفع ثمنها لك .

صاحب الأرض المعتدى عليها لا يقبل هذا العرض بل يصر على هدم البناء الداخل في الأرض أو دفع مئة ضعف ثمن الأمتار التي استولى عليها جاره فيرفض المعتدي ذلك وتكون النتيجة أن المحكمة تأمره بهدم البناء فيضطر إلى دفع الثمن الذي طلبه جاره .

في العديد من دول العالم تعتبر الضريبة رافدا مهما جدا للخزينة بل إن الضريبة التي يدفعها المواطنون هي مسألة غير قابلة للنقاش والذي يتهرب من دفع الضريبة ينظر اليه من قبل مجتمعه وكأنه ارتكب خيانة لوطنه لكن في بلدنا مع الأسف الشديد تعتبر الضريبة وكأنها جباية ومعظم المواطنين يحاول دائما أن يجد كل الوسائل الممكنة والحيل لكي يتهرب من دفع الضريبة وقد سمعنا أن هناك أكثر من ملياري دينار تخسرهما خزينة الدولة كل سنة بسبب التهرب الضريبي .

بعض الكتاب الذين يعارضون بعض السياسات الحكومية يجدون المئات من المؤيدين لهم ليس لأنهم مقتنعون بوجهة النظر التي تبنوها بل فقط لأنهم يعارضون الحكومة .

حتى المعارضون عندنا لا يعارضون لأسباب مقنعة بل لكي يظهروا فقط بأنهم معارضون وعندما تسألهم هل لديكم بديل عن المسألة التي تعترضون عليها فيكون الجواب لا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة