السبت 2024-12-14 06:26 ص
 

لون «عمان» الذي فقد

07:31 ص

عندما فازت مدينة عمان بالمرتبة الثانية بجائزة تجميل المدينة في دورتها الحادية عشرة فازت لأنها كانت تهتم بالبيئة والعمران والتخطيط لكن هل هي اليوم كذلك ؟.اضافة اعلان

يدمي القلب أن الحجر الأبيض في أبنية عمان أصبح أسودا , وسواده او « تسويده « مستمرا طالما أن الهواء يتلوث وطالما أن القيود البيئية الصارمة لا تنفذ وطالما أن أصحاب هذه المباني لا يجبرون على تنظيفها وطالما الحافلات مستمرة بنفث السموم التي تقتل البشر والشجر ولا يسلم منها لون الحجر .
لن نذكر بما يميز مدينة عمان عن سواها من المدن العربية , فقد منحتها الحجارة المستخدمة في أبنيتها فناً أعطاها جمالا فريدا بلونه الأبيض الذي يتناسب مع طبيعتها الجغرافية والطبوغرافية , مدينة كانت تغفوبهدوء وسكينة بين سبعة جبال فما عاد الهدوء ولا عادت السكينة وهي طبيعة الأشياء وهي طبيعة المدن عندما تكبر وتنمو لكنها ليست من الطبيعة في شيء أن يفقدها هذا كله مسحتها الجمالية المتميزة بلون أبنيتها البيضاء التي تعتلي جبالها مثل غيوم صيفية .
في غمرة هذا كله نعي حجم التحديات التي تواجهها أمانة عمان بقيادتها الجديدة , وإن كان أمين عمان عقل بلتاجي الذي يتذوق جمال عمان , قد إنشغل سريعا في تحريك ملفات كثيرة معلقة أو مجمدة منذ وقت طويل , ينتظرها سكان المدينة وسكان باقي مدن وقرى المملكة فهو يعي أن عمان ليست عاصمة فحسب وهي ليست مدينة تراث أو سياحة فحسب وهي ليست مدينة سياسية أو إقتصادية فحسب فهي كل ما سبق , مدينة فيها تنوع حضاري وإنساني يثريه قبل أن يستفيد منه لمصلحة المدينة وسكانها وضيوفها وزوارها .
مشاكل عمان , حدث ولا حرج , لكن أهمها على الاطلاق هي بيئتها وصفاء ألوان أبنيتها وجدرانها وأدراجها وخضرة شوارعها وطرقاتها
لا تستطيع أمانة عمان مهما أوتيت من قوة بشرية أو مادية تطويق كل هذه الاشكالات إن لم تجد عونا من سكانها أولا ومن المؤسسات الاقتصادية والشركات العاملة فيها فلها عليهم جميعا حق معلوم , وإن كان من إقتراح , فينبغي البدء فورا بحملة جمع المال اللازم لتبييض مباني عمان , تبدأ بالزام أصحاب هذه المباني بتنظيفها , على أن تتحول هذه العملية الى برنامج محدد بزمن ,كما ينبغي فورا , البدء بمعالجة تلوث عوادم السيارات خصوصا العاملة بواسطة الديزل , وهذا يذكرنا بمشروع مصفاة البترول المتعثر لانتاج وقود نظيف ومطابق للمواصفات البيئية , وعلى مصفاة البترول تخصيص مبالغ مالية للمساهمة في هذه الحملة الى أن تنفذ مشروعها .
تغليظ عقوبات المخالفات البيئية بما يوازي المخالفات المرورية وربما أكثر إذ أن من يلقي بالمهملات في الشارع هو كمن يسهم في تدمير المجتمع باشاعة الفوضى والتلوث , كما أن من ينفذ بسيارته وقودا ساما وملوثا هو كمن يقتل البشر والشجر والأحياء بالسم البطيء وما أمراض العصر الجديدة الا بسبب هذا كله .
إن تعليم الأطفال في المدارس بأهمية نظافة البيئة في المدرسة كما في المنزل وفي الشارع وفي السيارة لا يقل أهمية عن العلوم الأخرى , يمكن أن ينجح الطالب بسببه أو أن يرسب .
لنبدأ اليوم قبل ان يفيض رصيد خسارتنا لجمال مدينتنا , بما لا ينفع معه أي إصلاح .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة