الإثنين 2024-12-16 12:42 ص
 

ماذا عن مسلمي بورما !!!

10:36 م

بقلم ... رامي حوامده




منذ سنوات طويلة ونحن نسمع ونقرأ عن الظلم والاستبداد الذي يتعرض له المسلمين في بورما، وفي الاسابيع الاخيرة زادت نِسبياً كمية الاخبار المتداولة حول هذا الموضوع، نتيجة ارتفاع حِدة البَطش والقتل، حسَ...ب ما تحصّلنا عليه من اخبار قليلة وحسب تصريحات المسؤولين هناك، والذي علمنا من خلالها ان الدولة البورمية الى حدٍ ما تدعم حركات التطهير العرقي التي يمارسها البوذيين بعدما فشلت في ادخال المسلمين الى البوذية. اضافة اعلان

البوذية هي فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية، وقد ظهرت في الهند القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت في البداية تناهض الهندوسية وتتجه إلى العناية بالإنسان، وبعد موت مؤسسها زادت معتقداتها الباطلة، واصبحت ذات طابع وثني ، ولقد غالى أتباعها في مؤسسها حتى ألهوه.
لا غرابة ان يتعرض المسلمون الى ابشع انواع الابادة من اتباع ديانة وضعية ومن عِرقٍ حاقد على الاسلام والمسلمين، ولا غرابة ان يتعرض المسلمون الى الظلم والاستبداد في الدول المُتخلّفة التي يسودها الجهل في ادارة العرقيات والقوميات والاديان المختلفة، ولا غرابة ان تتزايد سطوة البوذيين، واندفاعهم الى مزيد من التطهير العرقي والابادة بحق المسلمين اذا ما استمرت الدولة بهذه السياسة من عدم احترام وحماية المدنيين المسلمين.
لكن الغريب هو الصمت العالمي من دول العالم الحضاري الذين اصبحت حقوق الانسان شغلهم الشاغل، ويتباهون بما لديهم من منظمات وهيئات انسانية للدفاع عن حقوق الانسان والطفل والمرأة والجوعى وغير ذلك -على حد زعمهم- في الوقت الذي نرى فيه صمتها امام مذابح بورما بحق المسلمين والذين هم بامس الحاجة الآن الى دعم هذه الدول والمنظمات.
الغريب هو التخاذل العربي في زمنٍ نرى فيه شعوباً ودولاً تتهافت اليوم للحديث عن الحرية والكرامة وحماية المدنيين والوقوف بوجه المُعتدي والمُتجبّر، ويسارعون الى اسقاط انظمة الطواغيت الذين يمارسون اساليب القمع المختلفة بحق الشعب الاعزل -على حد زعمهم- في الوقت الذي نجد فيه مسلمي بورما العُزّل يواجهون الابادة بصدور مكشوفة ولا بواكي لهم.
الغريب هو الهدوء الاسلامي الذي كان في الماضي زلزالاً يهز اركان الارض اذا ما تعرض اي مسلم لمظلمة ما في اي مكان، في الوقت الذي نرى فيه مسلموا بورما يتعرضون الى اشد انواع الظلم والتعذيب والقتل، الغريب هو صمت شيوخ الربيع العربي الذين يصدرون الفتاوى لاباحة قتل المسلم لاخيه المسلم بحجة التحرر من الانظمة، بينما لا نجدهم يلتفتون الى شهداء بورما، الغريب هو صمت شيوخ المنابر والفتاوى الذين يقضون الساعات الطوال على الفضائيات والاذاعات للحديث عن فوائد السواك وحرمة حلق اللحية، بينما نجدهم لا يصرفون وقتاً ولا انتباها لأمر اخواننا في بورما.
الغريب هو اصرار الاعلام العربي والاسلامي على خذل قضايا الامة، اذا نجده يسلط الضوء على حروب الربيع العربي بما فيه من اقتتال على السلطة، ومُبالغاتٍ واضحة، وتآمر وافترائات وخيانات، وتمريرٍ لاجندة الغرب في الشرق الاوسط والوطن العربي، وفي نفس الوقت يتخاذلون عن تغطية احداث بورما، نودّ الاشارة هنا ان ضعف التغطية الاعلامية العربية والاسلامية جعلت المُهتمين يتخبطون في تلقي الخبر، مما ادى الى الخلط بين احداث بورما الدموية وغيرها من الاحداث الكارثية والدموية الاخرى، فالكثير من الصور التي تم تناقلها من خلال الانترنت على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي هي في الحقيقة لزلزال شنغهاي في الصين واليابان السنة الماضية، لكن هذا لا يخفف وطئة الاحداث انما يزيد الحاحاً على المؤسسات الاعلامية الكُبرى لتغطية الاحداث ونقل الحقائق بشأن هذا الموضوع.
لكل اولئك المتآمرين والمُتناسين لواحده من اهم قضايا الانسان في الألفية الجديدة، نسألهم ماذا عن مسلمي بورما !!!

www.facebook.com/rami.hawamdeh
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة