الوطن : مكان اقامة الانسان ومقره الذى ولد فيه
وحب الوطن مركوز فى فطرة الناس وعندما اراد فرعون استنفار قومه لمواجهة سيدنا موسى عليه السلام هز فيهم غريزة حب الوطن ' ان هذا لساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تامرون ' الشعراء34
وقال الله تعالى ذاكرا الأوطان ومواقعها في القلوب: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اُقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوْ اُخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} النساء: 66 , فسوى بين قتل أنفسهم والخروج من ديارهم
ولقد ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في الرقية: ((باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا))؛ رواه البخاري ومسلم.
قال الشيخ محمد شاكر – رحمه الله – في وصايا الآباء للأبناء: ' إياك أن تظن أن تقوى الله هي الصلاة , والصيام ونحوهما من العبادات فقط. إن تقوى الله تدخل في كل شيء فاتق الله في عبادك مولاك, لا تفرط فيها. واتق الله في إخوانك, لا تؤذ احدا منهم. واتق الله في بلدك, لا تخنه ولا تسلط عليه عدوا '
قال الجاحظ: 'كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه'.
وقال الغزالي: 'والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص'.
فبهذه الآيات والأحاديث والآثار؛ يُعلم أن منها أن 'حب الوطن' أمراً طبيعياً
والوطنيةهي العاطفة التي تُعبِّر عن ولاء المرء لبلده، والمقصود هنا أن يكون ولاء المرء لبلده بمعنى أن الوطنية هي: قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة. فالأصل في الإنسان أن يحب وطنه ويتشبث بالعيش فيه، ولا يفارقه رغبة عنه، ومع هذا فلا يعني هذا انقطاع الحنين والحب للوطن، والتعلق بالعودة إليه.
وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجم، ويغضب له إذا انتُقص.
وتحقيق الانتماء للوطن لا يقتصر على المشاعر والأحاسيس؛ بل يتجلَّى في الأقوال والأفعال.
وحب الوطن يقتضي الإتقان، الإتقان في كل الأعمال، في التعليم، وفي الزراعة، وفي الصناعة، فكل منتَج في بلادنا يجب أن يحمل علامةَ الجودة الفائقة.
وحب الوطن يقتضي الحفاظ على الحق العام, كما أن الواجب على أبناء هذا الوطن خاصة؛ محبته، و التكاتف بين أفراد مجتمعه والتلاحم فيما بينهم، فإذا كنا لبنة واحدة؛ عجز عنا العدو وباء طمعه بالخسران.
ومن مقتضى محبة الوطن على أهله؛ القيام بالواجبات المنوطة على كل فرد بأمانة وإخلاص، على اختلاف المواقع والمراكز والمناصب والرتب.
ومن مقتضى محبة الوطن؛ المحافظة على ثرواته وخيراته، وعدم العبث بها وهدر أموالها ، بحجة أن هذا المال للدولة؛ وأنا ابن الدولة،
لا فأنت مؤتمن على كل ما يُوكَل إليك من أعمال، وراع في وزارتك، أو إدارتك، أو في مكتبك، وأنت راع لمن ولّاك ولي الأمر عليهم من العاملين، يقول النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته …). ومن لوازم محبة الوطن، أن يشارك الجميع في بنائه، وتعليم أبنائه وتوجيههم الوجهة الصحيحه، فليس المعلم هو المسئول عن التعليم والتوجيه فحسب، بل الجميع عليه مسئولية في ذلك، فصاحب القلم في الصحف والمجلات، والمؤلفون في كتبهم، والعلماء لهم الدور الأكبر لأن الناس يثقون بهم أكثر، ولن أنسى دور التاجر، إذْ المال له النصيب الأوفر في بناء الأوطان، ونشر الكلمة الطيبة، وذلك بالمساهمة في طبع ذاك الكتاب، أو هذه المطوية، أو دعم مشروع خيري مصرح به، وإمام المسجد كذلك، وخطيب الجمعة .وأما دور المعلم على اختلاف المراحل، فهو دور لا تُعد ولا تحصى أركانه ودرجاته، فعلى المعلمين في المداس والجامعات أن يتقوا الله، ويغرسوا في أبناء الوطن حب الوطن وليس المغْلُو فيه. وأمّا دور رجال الأمن باختلاف أقسامهم، وتنوع وحداتهم، جواً وبراً وبحراً، فعليهم يُعوِّل المجتمع بعد الله تعالى في حفظ الأمن والاستقرار؛ الشيء الكبير، فهم يعتبرون حُرّاس الوطن، وحماةً للديار من كل عابث وحاقد وحاسد.
- وأما صاحب الدور الأول في تأصيل الانتماء للوطن ومحبته المحبة الحقيقيه لدى الناشئة، فهي الأسرة، التي فيها نشأ ونمى، فعليها الحمل الثقيل والعبء الأكبر في تلقين الأبناء الألفة، والولاء لهذا الوطن، أو ذاك.
اذن فحب هو محبة الفرد لوطنه وبلده، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد، وقيامه بحقوق وطنه ووفاؤه بها.
ومما ينافي الانتماء للوطن العصبيةَ.
فالعصبيةَ التي يُراد بها تقسيمُ الأمة إلى طوائفَ متناحرةٍ، متباغضة، متنافرة، يَكِيد ويمكر بعضها لبعض.تنافي وتعارض الانتماء للوطن
وفي الحديث: ((مَن قُتل تحت راية عُمِّيَّة، ينصر العصبية، ويغضب للعصبية، فقتلتُه جاهليةٌ)).
فحب الوطن لا يعني: اتِّباعَ القومِ أنَّى ساروا، ونصرَهم على كل حال؛ بل يعني: العدلَ والإنصاف.
وحب الوطن لا يعني: الانفصال عن جسد الأمة ، أو نسيان مبدأ الإنسانية، فلا ننصر مظلومًا، ولا نغيث ملهوفًا، ولا نعين مكروبًا، ما دام أنه ليس في حدود الوطن، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَثَلُ المؤمنين في تراحمهم وتوادِّهم وتعاطفهم مثلُ الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تَداعَى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
م.احمد الشنتف
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو