الخميس 2024-12-12 02:39 م
 

ما نراه لشرق عمان

08:55 ص

لتنمية وتطوير شرق عمان ستنشئ الأمانة ميناء بريا ومدينة للسيارات في منطقة الماضونة وستنقل الحراجات وجمرك عمان وكل ما يعنى بالمركبات وقطع الغيار والترخيص الى ذلك الموقع وليس هذا فحسب بل اختارت الامانة قطعة أرض بمساحة 100 دونم في ذات المنطقة لإقامة مسلخ بديل وبكلفة تزيد عن 100 مليون دينار.اضافة اعلان

ليست هذه الصورة التي تشكلت في أذهاننا لتطوير وتنمية مدينة عمان بدءا من شرقها الذي نرى فيه مدينة عمان الجديدة , الذكية والمنظمة التي تزدهر فيها المناطق السكنية النموجية والأبراج والمناطق التجارية مثل المولات والأسواق ومناطق الترفيه مثل الحدائق والملاعب ودور السينما وملاهي الأطفال المعزولة والبعيدة عن المناطق السكنية وتسمح الطبيعة الجغرافية والمساحات الفارغة المنبسطة بمثل هذا التنظيم الراقي الذي يماثل المدن الحديثة في أسيا وأوروبا , وتسمح بإنشاء مدينة الحكومة الذكية بدوائرها ومؤسساتها المجمعة والمخدومة بوسائط نقل حديثة وقطارات خفيفة وإن سمح لنا أن نطاول بأحلامنا الى ما هو أكثر أن نرى فيها قطارات الأنفاق أو ما يعرف بمترو الأنفاق كالذي في لندن وشبكة طرق واسعة ومريحة تتوقع أن تستوعب التوسع لخمسين ومئة سنة قادمة بحول الله , وأرصفة للمشاة ومثلها للدراجات الهوائية ولإستخدام ذوي الحاجات الخاصة وغير ذلك مما نراه في مدن العالم النظيفة المزدهرة خضرة ومباني جميلة ومنظمة ومحسوبة على المساحات.
سيتيح نقل وإنشاء الخدمات التي تتحدث عنها الأمانة من مسلخ وحراج سيارات وميناء بري للشاحنات بغض النظر عن التسميات مجالا واسعا لإزدهار المرافق المساندة التي غالبا ما تخلق تشويها جماليا وضجيجا بيئيا مثل الكراجات لصيانة السيارات على هامش مدينة السيارات وأعمال الحدادة وتنشأ على هامش المسلخ حظائر المواشي وغيرها من محال تصريف اللحوم وبيع الكرش والأوانص والرؤوس والأطراف , في تكرار للصورة البشعة التي نراها بالقرب من مسلخ ماركا , هل هذه هي عمان الجديدة التي نتمنى أن نراها تزدهر أخيرا في المناطق الشرقية ؟.
امام أمانة عمان فرصة ذهبية لتنشأ مدينة عمان جديدة مع تزايد الإهتمام بالمنطقة الشرقية منها وخصوصا الماضونة , تتخلص فيها من الأخطاء التي وقعت في عمان الوسط والغرب والشمال المتمثلة في التشابك المزعج بين التجاري والسكني تبتعد فيها عن توليد مصادر جديدة للتلوث البصري والبيئي وتنظم تلك المناطق وتقسيماتها بين ما هو تجاري وسكني وصناعي , بما في ذلك الطرق والجسور والأنفاق وحتى طرق للحافلات وللطوارئ وللقطار الخفيف « المترو « وحتى قطار الأنفاق.
قلنا إن شرق عمان والماضونة وما بعدها مؤهلة لأن تكون عمان الجديدة , وشرق عمان مؤهلة لأن تكون مدينة الحكومة تضم مبانيها وخدماتها بدلا من مئات البنايات, وهذا كله بالمناسبة يمكن تنفيذه بمال القطاع الخاص والمستثمرين وما على الدولة سوى تهيئة البنية التحتية بكلف مدروسة ومحسوبة ومستردة من الضرائب والرسوم.
لا تضيعوا الفرصة وتشوهوا الرؤية بمسلخ وحراج سيارات , ففي الصحراء خارج المدن متسع لهذا كله.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة