السبت 2024-12-14 09:09 ص
 

محافظات الشمال ليست "منكوبة"

12:55 ص

الوكيل- دعا استاذ القانون الدولي الانساني محمد الموسى الحكومة الى التريث في الحديث عن اعلان محافظات الشمال مناطق منكوبة بسبب تدفق اللاجئين السوريين معتبرا ان المنطقة المنكوبة تعني عدم قدرة الدولة على توصيل سبل الحياة اليها، وان محافظات الشمال ما زالت تحت سيطرة وقدرة الدولة.اضافة اعلان


واكد الموسى لـ'العرب اليوم' ان الاردن قادر على تنظيم دخول اللاجئين السوريين الى البلاد، على غرار ما فعلت وتفعل تركيا، مشيرا الى ان عمليات الدخول والتدفق غير مسبوقة.

ودعا الموسى المجتمع الدولي وما اصطلح على تسميته اصدقاء سوريا الى القيام بمهماتها القانونية والدولية والاخلاقية تجاه ازمة اللجوء السوري للاردن.

يأتي ذلك في ظل نية الحكومة اعلان محافظات الشمال المحاذية لسوريا مناطق منكوبة بسبب موجات تدفق اللاجئين السوريين التي تجاوزت نصف مليون خلال 6 اشهر.

وكان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور قد قال في تصريحات سابقة إن الحكومة بصدد اعلان محافظات الشمال وتحديدا ' اربد والمفرق وعجلون'' مناطق منكوبة .

والمنطقة المنكوبة بموجب القانون الدولي الانساني أو منطقة الكوارث هي مصطلح يطلق على منطقة جغرافية ما أصيبت بكارثة طبيعية مثل إعصار أو زلزال أو فيضان أو غيرها. كما قد تكون قد أصيبت بكارثة صناعية أو نتيجة خطأ بشري مثل إشعاع نووي كما حدث في كارثة تشيرنوبل في الاتحاد السوفياتي السابق، أوكرانيا حالياً.

كما يمكن أن تصنف منطقة ما على أنها منطقة منكوبة بعد حادث بشري أو اجتماعي مثل حرب أو أعمال شغب.

وقالت احصاءات رسمية ذكرها رئيس الوزراء ان عدد اللاجئين السوريين تجاوز نصف مليون سوري بينما يوجد مليون سوري وافد قبل تفجر الاحداث العسكرية في سوريا ما يعني وجود مليون ونصف المليون سوري على الاراضي الاردنية.

وبناء على ذلك استهجن استاذ القانون الدولي الانساني الموسى نية الحكومة الاردنية اعلان بلاده مناطق منكوبة، مشيرا الى ان القانون الدولي الانساني حدد معنى المناطق المنكوبة، وهي التي لا تستطيع الحكومة الوصول اليها لتقديم الطعام والماء والعلاج والطبابة والتعليم، بسبب الكوارث الطبيعية او الاعمال العسكرية او عدم سيطرة الدولة عليها امنيا، مؤكدا ' ان هذه الوصفة تعني فقدان الدولة للسيادة على اراضيها'.

وتابع الموسى: ان المنطقة المنكوبة هي التي تمر بالحروب والنزاعات المسلحة او الكوارث الطبيعية وتحول الظروف الطبيعية لامكانية وصول المساعدات بشكل طبيعي وميسر الى اهاليها، معتبرا ان اعلان ذلك يرتب على البلاد تبعات ومواقف قانونية كبيرة.

واكد الموسى ان الظرف الاستثنائي الذي تمر به محافظات شمال الاردن ظرف طارىء لكنه لا يستدعي اعلان المنطقة المنكوبة، لان الدولة ما زالت قادرة على ايصال الطعام والماء والعلاج لابناء هذه المناطق.

لكن الموسى استطرد بقوله' بالمقابل نعم الاردن يمر بظرف استثنائي بسبب تدفق اللاجئين السوريين لذلك فهو يحتاج الى المساعدات لايواء واطعام اللاجئين السوريين لان امكانات الدولة متواضعة ويجب ان يقوم المجتمع الدولي بواجباته القانونية والاخلاقية لاسناد الاردن لمواجهة التدفق الاستثنائي للاجئين السوريين.

وتابع' الاردن يحتاج الى مساعدة مالية وفنية ولوجستية لاستيعاب تدفق اللاجئين، لكن اعلان الشمال منطقة منكوبة يستدعي قبول الاردن لمساعدات ومرور الطائرات في المجال الجوي في شمال المملكة لنقل الطعام والشراب والعلاج'، معربا عن اعتقاده ان هذا الوضع له كلفة سياسية كبيرة على الدولة.

وفي موضوع استقبال اللاجئين السوريين قال الموسى 'الاصل ان للدولة سلطة السماح لاي اجنبي بتنظيم الدخول للدولة لكن في حالة القانون الدولي الانساني بخصوص اللاجئين فانه يصعب اغلاق الحدود في وجه اللاجئين حتى لا يتم تعريض حياتهم للخطر بالموت او بالاصابة'.

واستطرد الموسى بقوله' لكن هناك عمليات تنظيم اتاحها القانون الدولي الانساني لدخول اللاجئين، مشيرا الى ان الاتراك استوعبوا عملية دخول اللاجئين السوريين الى بلادهم وفق عملية مدروسة'.

وعبّر الموسى عن استهجانه من عدم ضغط الاردن على ما يسمى دول اصدقاء سوريا ليتم اللجوء اليها لتقديم الدعم والاسناد لمساعدة اللاجئين السوريين، مشيرا الى ان الاحداث في سوريا تسير نحو التصعيد ولكن لا احد يلتفت الى مآلات اوضاع اللاجئين والدول المضيفة لهم.

العرب اليوم


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة